الجميل وفرنجية يلتقيان للمرة الأولى منذ تصدع الجبهة اللبنانية عام 1977

TT

اكد الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل «ضرورة تضافر الجهود لمصلحة البلاد»، مشيراً الى «ان الحوار كفيل بتذليل كل الاختلاف في وجهات النظر». فيما دعا وزير الصحة اللبناني سليمان فرنجية الى «عدم الوقوع في رمال متحركة». وقال انه «يجب ألا نكون دائماً ضحايا الخلافات الاقليمية».

هذه المواقف اعلنها الجميل وفرنجية في اطار لقاء جمعهما امس، هو الاول لهما منذ تصدع «الجبهة اللبنانية» التي كانت تجمع القيادات المسيحية في حينه ومقتل طوني فرنجية، والد الوزير سليمان فرنجية الذي كان قائداً لميليشيا «المردة» في 13 يونيو (حزيران) 1977 في هجوم على منزله في اهدن نفذته ميليشيا «القوات اللبنانية» التي كان حزب الكتائب الطرف الرئيسي فيها.

وقد زار الجميل الوزير فرنجية في مكتبه بوزارة الصحة. وقال عقب اللقاء: «كان لقاء تعارف مع معالي الوزير. وقد سررت جداً لهذا اللقاء الحميم والعائلي. ولا شك في اننا بحثنا في بعض الامور السياسية، انما جو الاجتماع كان للتعارف. وقد كنت متشوقاً جداً للتعرف الى معالي الوزير فرنجية نظراً الى العلاقات الحميمة التي كانت تربطني بوالده. واتمنى ان يكون هذا اللقاء فاتحة خير».

وعن المواضيع السياسية التي تطرق اليها المجتمعون، قال: «تكلمنا في مختلف المواضيع التي تهم اللبنانيين...ولا شك في ان التوافق كان كاملاً حول المواضيع كافة التي تم البحث فيها... واعتقد انه من الآن فصاعداً يجب ان تتضافر كل الجهود ولو كان ثمة اختلاف في وجهات النظر. فالاختلاف في وجهات النظر ما هو الا للخير. والحوار كفيل بتذليله. ونستطيع التوصل الى تصور مشترك».

وعن تأخر موعد هذا اللقاء بعد الاجتماعات مع القيادات السياسية كافة، قال الجميل: «ان الامور مرهونة بأوقاتها. وانا سررت جداً لهذا اللقاء. وكما ذكرت كان اول لقاء. واملي ان تتبعه لقاءات اخرى. وكان نجلي بيار سبق ان التقى معالي الوزير في بنشعي. اذاً نحن على تواصل».

من جهته، قال الوزير فرنجية: «اود ان ارحب بفخامة الرئيس. وكما قال انه اول لقاء لنا. وان وسائل الاعلام وصفت اللقاء في اطار المفاجئ. واتصور ان هذه اللقاءات كانت تتم دائماً بين الرئيسين فرنجية والجميل. وهذا امر طبيعي. وبعض الناس يقولون انه كانت هناك خلافات، اما انا فأقول لا وجود للخلافات. فالخلاف كان مع فريق. اما الرئيس الجميل فنحن نعتبره صديق والدي. ولقد شاءت الظروف في السابق ان يحصل بعض التباعد. ولكن منذ ايام الرئيس فرنجية واجتماعات لوزان حصلت زيارات متبادلة وكان الجو حينها جيداً جداً. ونحن نعتبر ان الرئيس الجميل هو صديق لوالدي. ونحن نتعامل معه على هذا الاساس».

وحول التطورات التي شهدتها الساحة المحلية وخصوصاً ما طرح حول العلاقات السورية ـ اللبنانية واعادة الانتشار، قال الوزير فرنجية: «هذا الموضوع نتركه للوقت لان الحوار العقلاني هو اهم من اتباع طريق التحدي التي من المؤكد انها لا تؤدي الى اي مكان».

وسئل فرنجية اذا كان يرى وجوب قيام حوار وطني من اجل مواجهة التحديات على الساحة الاقليمية وخصوصاً ما يحكى عن التوطين، فقال: «دعونا ننظر الى ما يجري خارج لبنان وان لا نقع في رمال متحركة كما كنا نفعل دائماً وان لا نكون دائماً ضحية الخلافات الاقليمية».