بوش يشكل إدارته الجديدة من نجوم المجتمع السياسي الأميركي السابقين

يترسم خطى الديمقراطي جون كينيدي في التغطية على عدم كفاءاته بتعيين الخبراء

TT

بعد ان أوشك على الفراغ من تشكيل إدارته الجديدة التي تضم عددا من أبرز الشخصيات الاميركية، يواجه الرئيس المنتخب جورج بوش مهمة تشكيل مجموعة منسجمة من هؤلاء تحت قيادته. وفي حال صدور الموافقة النهائية لمجلس الشيوخ عليها فان الإدارة الجديدة ستضم ثلاثة حكام ولايات سابقين وثلاثة مديري شركات سابقين وعضوا سابقا في مجلس الشيوخ ووزير دفاع سابقا، وأبرز جنرالات البلاد السابقين.

ويقول المحللون ان اختيار بوش لعناصر إدارته يعكس مزيجا غريبا من الثقة وعدم الاطمئنان، فهو يملك الثقة الكافية لضم هذه العناصر في إدارته، لكنه، في الوقت نفسه، اضطر إلى تعيينهم سعيا لإبعاد الشبهات المتعلقة بعدم كفاية خبرته السياسية. كما ان عدم وجود أي ديمقراطي في التعيينات الأولى لإدارته يعكس ثقته بالمضي قدما في أجندته باستخدام فريق جمهوري صرف.

ويرى المؤرخ الرئاسي الأميركي دوغجاس برينكلي ان الصعوبة تكمن في ايجاد الانسجام اللازم بين أفراد هذه المجموعة المتميزة لتنفيذ البرنامج الجمهوري المطروح، لان ثمة انطباعا واسعا عن افتقار الرئيس الاسبق جون كينيدي للخبرة اللازمة عندما وصل إلى الرئاسة، وهو نفس الانطباع السائد حاليا حول الرئيس المنتخب بوش. واختار كل من كينيدي وبوش فريقا متميزا من الشخصيات لشغل مختلف المواقع في الإدارة، لكن بوش قال انه «صاحب تقدير افضل لأنه اختار شخصيات بارزة لاستشارتها والاستفادة من خبراتها». وتتوقف قيادة بوش لهذه المجموعة بالفعالية المطلوبة على عاملين رئيسيين: الأول يتمثل في قوة طاقم البيت الأبيض. والثاني في هوية شاغلي مواقع الصف الثاني في الإدارة، إذ مهما كان ولاء هؤلاء للرئيس، فانهم معرضون للسير في مختلف الاتجاهات، حسبما يجري في وزاراتهم وحسب المصالح التي يمثلونها، ووفقاً لميولهم السياسية. لذا فان قوة طاقم البيت الأبيض يمكن ان تمثل ثقلا مهما في مواجهة الوزارات.

ويرى روبرت ريش، وزير العمل في إدارة الرئيس بيل كلينتون، ان ضعف طاقم البيت الأبيض يمكن ان يؤدي الى تحطيم الإدارة بسرعة لا يتوقعها أحد. وبما ان نواب ومساعدي الوزراء هم الذين يلعبون الدور الرئيسي، ويمسكون بكل الخيوط المهمة، فان شغل هذه المواقع يعد مسألة غاية في الأهمية لتحديد اتجاهات السياسات والولاءات.

وتعتقد آن وارشو، أستاذة العلوم السياسية في جيتيزبيرج كوليدج بولاية بنسلفانيا، ان افضل خطوة يمكن ان تقوم بها الإدارة الحالية هي الاستعانة بمجموعة من الموالين لبوش لشغل مثل هذه المواقع الوزارية.

ربما يسير بوش على نهج الرئيس الأسبق رونالد ريجان الذي حاول ايجاد الوحدة اللازمة لإدارته، من خلال الاتصالات الشخصية بشاغلي المواقع الوزارية المذكورة ولمناقشة سياسات محددة، إذ يقول اديون ميس، النائب العام خلال عهد ريجان ومهندس تشكيل وزاراته: «ان كل فرد من هؤلاء كان يلتقيه اسبوعيا كما كانوا يصغون إليه، ويعرفون ما يريد». وتضيف وارشو ان اللقاءات الأسبوعية المنتظمة لريجان مع مختلف شاغلي المواقع الوزارية رسخت لديهم الانطباع باعتماده عليهم كأركان رئيسية في إدارته. ويلاحظ ان غالبية المجموعة التي اختارها بوش لإدارته تتكون من أفراد يعرفون بعضهم بعضا على مدى سنوات، كما ان هناك بضع شخصيات لم تقم بينها أي معرفة سابقة. فشخصيات مثل آن فينيمان، في الزراعة، ورود بيج، في التعليم، وجيل نورتون، في الداخلية، وآنتوني برينسيبي، لا تجمع بينها علاقات قوية كما ان العلاقة بينها وبين الرئيس المنتخب ليست متينة. ويبقى الفرق بين بوش والرئيس الاسبق كينيدي ان الأخير عين ثلاثة جمهوريين في إداراته، فيما لم يعين بوش حتى الآن ديمقراطياً واحداً. وبما ان هناك ثلاث وزارات فقط شاغرة حتى الآن العمل والمواصلات والطاقة، فان حكومته لن تكون ائتلافية بالصورة التي كانت متوقعة.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =