كلينتون يجدد العقوبات على ليبيا والقذافي يشيد بخلفه بوش

الرئيس الأميركي قال إن بلاده لا تزال قلقة من «دعم» طرابلس لـ«الإرهاب»

TT

لندن: «الشرق الأوسط» قرر الرئيس الأميركي بيل كلينتون تجديد العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على ليبيا، منذ السابع من يناير (كانون الثاني) 1986 لمدة ستة أشهر تبدأ غداً. وبرر قراره في رسالة بعث بها أول من أمس إلى كل من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ لأن بلاده «لا تزال تشعر بالقلق من دعم الحكومة الليبية للنشاطات الإرهابية، ومن عدم تنفيذها لقرارات مجلس الأمن الدولي» رغم تسليمها الليبيين المشتبه في علاقة لهما بتفجير طائرة «بان آم»، ورغم رفع عقوبات الأمم المتحدة عنها، وبالتالي فإن الأزمة بين البلدين لم تحل بعد.

وأشار الرئيس الأميركي في رسالته إلى الأزمة التي نشبت بين البلدين وأدت بالرئيس الأسبق رونالد ريغان إلى فرض عقوبات اقتصادية على ليبيا بدأ سريان مفعولها منذ السابع من يناير 1986 ولا تزال حتى اليوم، ومنها تجميد الأرصدة الليبية الموجودة في الولايات المتحدة.

وفي تعليق لمسؤول في الإدارة عن قرار الرئيس كلينتون قال: إن تجديد العقوبات، أمر روتيني يتخذه الرئيس كل ستة أشهر، ولا يعني شيئاً جديداً.

وأشار المسؤول إلى قرار ليبيا تسليم المشتبه فيهما في قضية لوكربي وقال إن ذلك كان خطوة إيجابية. كما أشاد بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها السعودية ممثلة بسفيرها في واشنطن الأمير بندر بن سلطان، وأدت إلى قرار تسليم المشتبه فيهما إلى هولندا حيث تجري محاكمتهما.

وتزامن قرار كلينتون تجديد العقوبات على ليبيا مع اشادة وردت على لسان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش. ففي مؤتمر صحافي عقده اول من امس في طرابلس سئل العقيد القذافي عن رأيه ببوش الابن فأجاب «بوش مثل ابيه طيب وليس شريرا. انه يهتم ببلاده». وكان القذافي يبدي كراهية للرئيس الاسبق رونالد ريغان الذي امر بشن غارات على ليبيا عام 1986 بينما كان بوش الاب نائبه.

من ناحية ثانية وجه القذافي انتقادات لاذعة لخطة السلام الاميركية في الشرق الاوسط وقال ان «الرئيس الفلسطيني (ياسر عرفات) لن يقبل بالخطة الاميركية وفي حال قبوله بها ستكون كارثة». واضاف ان كلينتون «لا يملك حلا لمشكلة فلسطين»، وان خطته ليست سوى «كلام فارغ». وقال ان «الحل في قيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية بالانتخابات الحرة وعودة ملايين الفلسطينيين اليها». كما شدد على ضرورة «نزع اسلحة الدمار الشامل التي تملكها اسرائيل من اجل قيام دولة فلسطينية مسالمة تشمل العرب واليهود».

وتطرق القذافي الى علاقات بلاده مع فرنسا وقال انه يسعى الى تحسينها لكن «فرنسا حظها سيئ، فكلما تحسنت العلاقة مع ليبيا، تطلع مصيبة» تعكرها، مشيرا الى الملاحقات القضائية بحقه في فرنسا للتحقيق معه بشأن تفجير طائرة فرنسية عام 1989 فوق النيجر مما اسفر عن مقتل 170 شخصا.

وبالنسبة للعلاقات مع افريقيا قال الزعيم الليبي ان الليبيين والافارقة المتورطين في اعمال عنف دامية وقعت خلال الاشهر الماضية في عدد من انحاء ليبيا سيحاكمون علانية. ووصف هذه الاحداث بأنها كانت «ضربة موجهة الى ليبيا» التي بدأت سياسة تقارب مع افريقيا.