الأمم المتحدة تحذر بوليساريو من استئناف عملياتها العسكرية

الجزائر ترفض التدخل في الخلاف القائم حول رالي باريس ـ دكار

TT

الجزائر: خضير بوقايلة نيويورك ـ أ.ف.ب حذرت الامم المتحدة امس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) من ان اي محاولة لاستئناف العمليات العسكرية بمناسبة عبور المشاركين في سباق باريس ـ داكار الصحراءالغربية.

وأكد الممثل الخاص للامم المتحدة للصحراء الغربية وليام ايغلتون في بيان ان الامر سيشكل «انتهاكا فاضحا» لوقف اطلاق النار المطبق منذ عام 1991.

وكانت جبهة «بوليساريو» التي تطالب بالاستقلال عن الصحراء الغربية، قد هددت بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد القوات المغربية في حال دخل سباق السيارات الى الصحراء غدا، كما هو متوقع، قادما من المغرب.

من جهة اخرى، حرصت السلطات الفرنسية امس على عدم ابداء قلقها ازاء التهديدات التي اطلقها محمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البوليساريو باستئناف الاعمال العسكرية ضد القوات المغربية في حال مرت قافلة رالي باريس ـ دكار في الصحراء الغربية.

وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية انها تستبعد استئناف الاعمال العسكرية في المنطقة وان رالي باريس ـ دكار «مناسبة تجتذب الاضواء الاعلامية في كل انحاء العالم وقد يرى البعض انها فرصة للتذكير بانها (البوليساريو) ما زالت موجودة وللتعريف بمواقفها ازاء عدد من القضايا» (في اشارة الى جبهة البوليساريو).

وترى المصادر ذاتها ان تنفيذ تهديدات البوليساريو يعني التخلي عن وقف اطلاق النار الساري المفعول بين البوليساريو والمغرب منذ عام 1991. وفي حال طرأ مثل هذا التطور فانه «ستكون له انعكاسات دبلوماسية وسياسية وعسكرية واسعة النطاق».

والملاحظ انها ليست المرة الاولى التي يعبر فيها رالي باريس ـ دكار الصحراء الغربية وقد سبق لمنظمي الرالي ان اختاروا طريقا مشابهة خمس مرات في الماضي.

ولم يستبعد مراقبون في العاصمة الفرنسية ان تكون تهديدات البوليساريو على علاقة بالصراع القائم حاليا في الجزائر بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبين جنرالات الجيش.

واعلن برنارد فاليرو الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية امس ان وزارته «اخذت علما بتصريحات» امين عام جبهة البوليساريو وانها «تتابع هذه المسألة بكثير من الاهتمام»، كما انها «لفتت انظار منظمي السباق (الفرنسيين) الى الوضع السياسي والعسكري في عدد من المناطق»، في اشارة الى منطقة الصحراء الغربية.

غير ان الخارجية لم تقم بتشكيل «خلية» خاصة لمتابعة تطورات الرالي الذي من المفترض ان يعبر الصحراء الغربية. واكد فاليرو ان الخارجية «على اتصال بكل الاطراف التي من المفيد الاتصال بها» من دون ان يذكر بالاسم جبهة البوليساريو التي لديها ممثل في باريس.

ورفضت المصادر الدبلوماسية الاجابة عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما اذا كانت باريس قد نصحت المنظمين بتغيير مسار الرالي، واكتفت المصادر بالقول ان «التغيير ما زال ممكنا».

وفي السياق نفسه، رفضت الجزائر التدخل في الخلاف القائم حول رالي باريس ـ دكار الذي ينتظر ان يمر عبر الصحراء الغربية غدا. وأوضح بيان نشرته وكالة الانباء الجزائرية، من دون الاشارة الى مصدره، ان الجزائر ليس لها ما تقدمه كمساعدة لمنظمي الرالي الذين طلبوا منها التدخل لدى جبهة البوليساريو حتى تعدل عن تنفيذ تهديداتها بمنع مرور قافلة الرالي في المنطقة بالقوة.

وتعتقد الجزائر انها غير معنية اطلاقاً بهذه القضية، بما ان «الرالي لا يمر عبر التراب الجزائري».

من جهة اخرى، اوضح مصدر جزائري ان جبهة البوليساريو وان كانت لن تذهب الى حد تنفيذ تهديداتها باطلاق النار على المشاركين في السباق، «الا انها قد تصل الى خرق اتفاق وقف اطلاق النار» الساري منذ عام 1991.

وقال المصدر ذاته لـ«الشرق الأوسط» ان «الواقفين وراء هذه المبادرة من الفرنسيين خاصة، يهدفون الى تكريس الامر الواقع بالذهاب الى الحل الثالث (الذي تؤيده باريس وواشنطن) من خلال فرض السيادة المغربية على الصحراء الغربية من دون الذهاب الى الاستفتاء». وقدر المصدر ان «جبهة البوليساريو تبحث من خلال تهديداتها بخرق اتفاق وقف اطلاق النار، عن صدى لدى الامم المتحدة والادارة الاميركية الجديدة التي يوجد ضمنها موفد الهيئة الاممية جيمس بيكر، حتى يسرع الجميع بالانتهاء من هذا النزاع والتخلي عن حالة اللاحرب واللاسلم التي تميز المنطقة منذ سنوات». وتساءل المصدر ذاته عن سر قبول الفرنسيين «تعريض ارواح رعاياهم للخطر والسماح لهم بعبور المنطقة رغم التهديدات الموجهة ضدهم، وهم الذين عودونا على ارسال التحذيرات تلو التحذيرات لمواطنيهم في بلدان ليست في هذه الدرجة من الخطورة».