إسرائيل تقرر اليوم موقفها من المفاوضات الماراثونية في مصر

TT

رغم تأكيد رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني، رئيس المجلس التشريعي احمد قريع (ابو العلاء)، ان اسرائيل قبلت مبادرة الرئيس ياسر عرفات لإجراء مفاوضات ماراثونية مكثفة في طابا المصرية لمدة 10 ايام متواصلة، ابتداء من غد، أعلنت مصادر سياسية في اسرائيل انها لم تبت في الموضوع بعد، وان جلسة طاقم السلام برئاسة رئيس الوزراء ايهود باراك ستعقد مساء اليوم، لاتخاذ قرار بشأنها.

وكان من المفروض ان تعقد هذه الجلسة مساء اول من امس، حيث بدا واضحا ان باراك يعارض الذهاب الى طابا ويرى انه لم يعد هناك أمل في الوصول الى اي اتفاق قبل الانتخابات. لكنه قال في الوقت نفسه انه لن يقف حجر عثرة امام استئنافها، اذ وجد ان غالبية وزرائه يؤيدون اجراءها. وقال وزير العدل يوسي بيلين «الفلسطينيون يبدون حماسا مفاجئا لعقد هذه الجولة من المباحثات، وعلينا ان نتعرف الى عمق اهدافهم منها».

الا ان باراك قرر تأجيل الجلسة من مساء الخميس الى مساء اليوم، احتجاجا على قتل الفتى اليهودي اوفير رحوم، في رام الله. وقال: «من غير الطبيعي ان ندير مفاوضات سلام في ظل هذا القتل الوحشي». ولا يعرف اذا كان سيغير رأيه في الموضوع.

يذكر ان عضوي طاقم السلام، وزير الخارجية شلومو بن عامي (رئيس الوفد المفاوض حاليا وكذلك في طابا اذا استؤنفت فعلا) ووزير التطوير الاقليمي شيمعون بيريس، يعتقدان ان بالامكان ان تسفر المفاوضات عن اتفاق اطار للحل الدائم. ويتهم بيريس باراك بأنه يعرقل فرصة اجراء محاولات جدية للوصول الى اتفاق كهذا. الا ان باراك فقد الأمل تماما في المفاوضات. ويقول ان استمرار التفاوض على هذا النحو، من دون امل ولمجرد التفاوض، يمس باسرائيل وبالحكومة ويلحق الضرر بفرص الفوز في الانتخابات.

ويفضل باراك ان يركز حملته الانتخابية من الآن فصاعدا، على خطة الفصل بين اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية العتيدة، فيطرحها على هذا النحو: «بذلنا كل جهد لتحقيق السلام، لكن تبين ان الطرف الآخر غير ناضج لذلك. فلم يبق لنا الا ان ننفصل عنهم».

ويقول باراك ان خطة الفصل التي يطرحها هي افضل رد على «خطة السلام» التي يطرحها منافسه شارون ويعتبرها هو، وصفة طبية اكيدة للحرب. ويضيف انه معني بأن يكون هذا الفصل بالاتفاق مع الفلسطينيين «فاذا لم يرغبوا في ذلك، سننفذه من جانب واحد، وذلك في واحدة من هذه الحالات: اذا اعلن الفلسطينيون عن قيام دولة من طرف واحد، او اذا وقعت عملية ارهابية ضدنا، او اذا انفجرت مجددا احداث العنف».

وذكر مصدر مقرب من باراك ان الخطة ستنفذ على مرحلتين، تستغرق كل منهما سنة. فاذا تمت بالاتفاق، يمكن ان تشمل اخلاء عدد من المستوطنات الكبرى. واذا تمت بلا اتفاق، فسيتم بموجبها اخلاء المستوطنات النائية والمعزولة داخل الحدود الفلسطينية. كما تشمل قرارا بضم كتل استيطانية الى اسرائيل.

وتثير خطة شارون السلمية ردود فعل واسعة في اسرائيل. وهناك شبه اجماع على انها غير واقعية، ولن تجد من يوافق عليها في الطرف الفلسطيني. الا ان شارون يبث الشائعات بأن عناصر في العالم العربي وفلسطين اتصلت به وأبلغته استعدادها للتفاوض معه حولها.

وكان المستشار العربي الدرزي مجلي وهبة، في مكتب شارون، المرشح لتعيينه وزيرا في حكومة شارون اذا فاز، قد زار عددا من الدول العربية وسلم بعض السياسيين هناك رسالة من شارون تطمئنهم بأن سياسته سلمية، وانه لن يقود اسرائيل الى حرب.

ورفض هذه المقترحات امس كبير المفاوضين صائب عريقات، اذ رأى فيها «مواصلة للحرب». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «انها مواصلة للحرب ولا مجال للتفاوض حولها، وشارون بمخططاته سيقود المنطقة الى دائرة العنف والعنف المضاد».

وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية قد اوردت اول من امس ان شارون سيعرض على الفلسطينيين في حال انتخابه رئيسا للوزراء اقامة دولة مستقلة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم التامة او الجزئية، في اطار نظام حكم ذاتي، اي قسم من قطاع غزة و42% من الضفة الغربية. وتستبعد الخطة التي اكدها شارون لاحقا، اي نقل جديد للسلطة على الاراضي الى الفلسطينيين او تفكيك اي مستوطنة يهودية في الأراضي الفلسطينية.