وزير الثقافة المصري لـ«الشرق الأوسط»: لم أصادر الإبداع ولا مانع من عرض الكتب الدينية على الأزهر

TT

اكد فاروق حسني وزير الثقافة المصري ان لوحاته التشكيلية لا تعبر مطلقا عن الجنس أو التشخيص، ولكنها ترتبط فقط بالتجريد والبقع والالوان، وليس اكثر كما زعمت احدى الصحف المستقلة في مصر.

وقال الوزير في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» امس: «ان البعض اراد ان يجعل من مشكلة الروايات «قضية شخصية» وانني اصادر الابداع في الوقت الذي اجعله حكرا على نفسي فقط»، مشيرا الى انه مع الابداع الى اقصى حد بما لا يتجاوز الاخلاق أو المساس بالاديان.

واكد الوزير انه لا يمانع في عرض الكتب الدينية على الازهر لان ذلك حقه، ولكن الاعمال الابداعية ليس ضروريا ان يتم عرضها عليه، وان لجنة متابعة النشر في الوزارة شأنها شأن جميع دور النشر التي تقوم بتنظيم اعمال النشر وليس مراقبته كما يفهم البعض.

وقال الوزير انه لم يستجب لضغوط اعضاء جماعة الاخوان في مجلس الشعب، وان الامر ليس مرتبطا بالدين ولكنه يرتبط فقط بالاخلاق، وان طلب الاحاطة لو كان قد تقدم به أي نائب آخر لم يكن سيتغير موقفه اللاحق.

واضاف فاروق حسني ان دور الثقافة الجماهيرية لم يقتصر فقط على النشر ولكن دورها يتعدى ذلك من حيث تنوع الانشطة في عرض المسرحيات ونشر الموسيقى والعروض السينمائية.

وتابع: ان احدى الصحف المستقلة حاولت تضليل المجتمع وايهامه، عندما نشرت لوحة لامرأة عارية وادعت انها من لوحاتي الخاصة، مشيرا الى ان هذه اللوحة ليست من فنه، ولكنها للرسام الايطالي جينتل ليني.

وطالب الوزير بعدم خلط الاوراق، وان تنأى الصحف بنفسها عن هذه المحاولات، مؤكدا انه يقدر الاقلام الشريفة ويرحب بالنقد الموضوعي والبناء.

وحول ما تردد عن استعجاله في نقل علي أبو شادي من رئاسة هيئة قصور الثقافة الى وظيفة مستشار بالوزارة، رفض الوزير هذا التعليق واعتبر ان قراره كان مدروسا، وان أبو شادي خالف الاتجاه العام والقواعد التي رسمها له، والخاصة بتنظيم اعمال النشر، ولذلك فإن قراره لم يكن متجاوزا لانه ينفذ سياسة الحكومة التي ترتبط بنشر الابداع وعدم مراقبته في اطار حماية الاخلاق والحفاظ عليها وعدم المساس بالاديان، مشيرا الى ان أبو شادي صاحب خبرة ولا يمكن الاستغناء عنه ولكنه اخفق ولذلك كانت محاسبته لازمة.

وقال فاروق حسني إن الرئيس حسني مبارك اكد في وقت سابق انه لا رقابة على الكتب الا بالقانون، ولكن هناك امرين لا يصح معهما التجاوز وامتهان أي دين وخدش حياء المجتمع.

وحول الحملة التي يشنها ضده عدد من المثقفين والصحافيين في مصر بسبب اقالته الكثير من المسؤولين في وزارة الثقافة بعد ان حملهم مسؤولية الموافقة على اصدار ثلاث روايات بدعوى انها احتوت على الفاظ اباحية، اكد فاروق حسني انه لا يخشى الحق وسيدافع بكل قوته «خاصة اننا في مجتمع شرقي ومتدين».

واكد الوزير انه ليس لديه مانع من عقد مؤتمر للثقافة، مشيرا الى انه تم اختيار لجنة للتحضير لمؤتمر الثقافة وليس للمثقفين وحدهم لان الثقافة هي الاهم، فالمثقفون ليسوا جميعا في الشأن نفسه.