حزبا البارزاني والطالباني يستأنفان اجتماعات التطبيع بينهما

TT

بعد توقف دام عدة اشهر تستأنف اليوم اجتماعات تطبيع الاوضاع والعلاقات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق.

وسيعقد الاجتماع الاول بهذا الصدد في مدينة السليمانية التي يديرها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، بين وفدين من قيادتي هذا الحزب والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني.

ويمثل حزب البارزاني وفد برئاسة سامي عبد الرحمن وعضوية جوهر نامق سالم وهوشيار زيباري من اعضاء المكتب السياسي. وسيكمل الوفدان في هذا الاجتماع واجتماعات تالية من المقرر عقدها في مناطق ادارة الديمقراطي لاحقاً، البحث في الوسائل الكفيلة بازالة النقاط الخلافية بينهما والتي تحول دون تطبيق اتفاقية السلام الموقعة بين الحزبين في واشنطن في سبتمبر (ايلول) 1998.

وكانت لجان من قيادتي الحزبين قد عقدت بين عامي 1999 ـ 2000 اكثر من 50 اجتماعاً لتطبيق الاتفاقية وتمت خلال تلك الاجتماعات ازالة الكثير من العقبات وحسم النقاط الخلافية العديدة، ومنها المتعلقة بنتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت في الاقليم عام 1992، حيث كان الديمقراطي يطالب في الاجتماعات بالعودة الى النتائج التي كانت في صالحه بنسبة 51 الى 49.

وبالرغم من ظهور بوادر تفاهم بين الحزبين والذي ينعكس ايجاباً في العديد من المجالات، حيث بات التنقل بين مناطق ادارة الحزبين اكثر يسراً من ذي قبل، وكذلك اصبحت حركة انتقال المطبوعات على اختلافها بين المنطقتين عملية سهلة ومتاحة، بالرغم من ذلك، هناك اكثر من نقطة تبقى عالقة وتنتظر البحث وابرزها موضوع (المجلس الانتقالي) الذي يفسره الحزب الديمقراطي بأن (البرلمان) المحلي والذي يعقد اجتماعاته في اربيل، يمثله، بينما لدى (الاتحاد) تفسير آخر. وهناك نقطة اخرى تنتظر البحث، وهي انهاء وجود عناصر حزب العمال التركي (PKK) في المنطقة، حيث تطالب اتفاقية السلام المعقودة بينهما في واشنطن بتعاون الطرفين في هذا الموضوع. ومن المؤكد ان يطالب (الاتحاد) بتعاون الحزب الديمقراطي معه ولكن من غير المعروف حالياً حجم التعاون الذي يمكن ان يبديه (الديمقراطي) مع (الاتحاد)، ربما بسبب عدم تعاون (الثاني) مع (الأول) بشكل جدي في هذا الموضوع ابان فترة القتال بين قوات (PKK) والحزب الديمقراطي. وأشار مصدر في قيادة الحزب الديمقراطي مؤخرا الى ان حسم مسألة الواردات الجمركية والتي هي موضع خلاف، سيكون امراً سهلاً في الاجتماعات المشتركة، وتوقع المصدر ان يبدي حزبه مرونة في هذا الجانب. الى ذلك تلاحظ الاوساط السياسية في المنطقة وجود حالة من التفاهم ولغة خطاب سياسي مشتركة وغير معلنة بين الحزبين في عدد من القضايا والمسائل ومنها تطبيقات قرار مجلس الأمن 1986 «النفط مقابل الغذاء»، وموضوع تعريب المناطق الكردية من قبل الحكومة العراقية، وبقاء الحماية الدولية للمنطقة الكردية والحل الفدرالي للاقليم في اطار العراق والتهديدات التي تواجهها المنطقة وغيرها من المسائل.

وبانتظار نتائج الاجتماع الجديد بين الطرفين والتي من المتوقع ان تكون ايجابية ربما بسبب عودة الدفء النسبية للعلاقات والتي توجتها زيارتا الطالباني لمقر البارزاني.