اتصالات مصرية مع الإدارة الأميركية الجديدة حول الشرق الأوسط

TT

كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن وجود اتصالات مكثفة تجريها القاهرة مع مسؤولين في ادارة الرئيس الامريكي الجديد جورج دبليو بوش حول الموضوعات المطروحة في الشرق الاوسط ومن اهمها عملية السلام والموقف العربي من هذه القضية.

وفي هذه الاثناء كشف وزير الخارجية المصري عمرو موسى عن ترتيبات جارية حاليا لترتيب لقاء سريع له مع وزير الخارجية الاميركي الجديد كولن باول وقال في تصريحات صحافية امس ان الموعد لم يتحدد بعد لكن الاتصالات جارية لتحديد موعد الزيارة فيما ستجرى اتصالات اخرى لاستعراض القضايا الاقليمية والدولية وفي مقدمتها عملية السلام على كل مساراتها وموضوع العراق والتسلح في الشرق الاوسط.

ونفى موسى ان تكون مصر هي صاحبة الدعوة للاجتماع الذي ضم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير خارجية اسرائيل شلومو بن عامي الاربعاء الماضي.

وقال موسى: «ان مصر لم توجه دعوات لعقد هذا الاجتماع ولم تشارك فيه ولكننا استقبلنا بن عامي بناء على طلبه، اما الاتصال بالجانب الفلسطيني فهو مستمر ومتواصل وان اجتماع الطرفين تم بناء على رغبتهما».

وعما اذا كان من الوارد ان تستضيف مصر اجتماعات اسرائيلية ـ فلسطينية في طابا كما اشار الرئيس عرفات، اوضح موسى انه «لم يطلب منا احد ذلك لكن اذا طلب الطرفان وبصفة خاصة الجانب الفلسطيني فيمكن تحقيقه»، مشيرا الى انه «لا يوجد حتى الان تحرك للامام يمكننا الحديث عنه لكن استمرار الاتصالات بناء على رغبة الطرفين هو مسألة نحن لا نعترض عليها».

وكشف موسى النقاب عن ان مصر ابلغت الجانب الاسرائيلي بان التهديدات الاسرائيلية بالاستعداد لشن حرب اقليمية غير مقبولة خاصة تهديدات رئيس الاركان الاسرائيلي شاوول موفاز. واضاف ان الموقف المصري في هذا الصدد تم التعبير عنه على اعلى مستوى خلال زيارة وزير خارجية اسرائيل لمصر.

وشدد موسى مجددا على ان لغة الحرب التي ترددها اسرائيل هي لغة لم تعد تهز احدا في المنطقة.

وردا على سؤال حول الرسالة التركية للعالم العربي من خلال مناورات عروس البحر التي تضم الولايات المتحدة واسرائيل وتركيا، قال عمرو موسى: «انا أرى انه اذا كانت هناك رسالة فهي ليست رسالة ايجابية على كل حال».

وعما اذا كان عمرو موسى من خلال الاتصالات الفلسطينية ـ الاسرائيلية الاخيرة بالقاهرة قد لمس امكانية الوصول الى صيغة افضل مما هو مطروح قال: «بالطبع يمكن بل ويجب الوصول الى صيغة افضل»، مؤكدا انه لا طريق آخر الا الوصول الى صيغة افضل.

وذكر ان الجانب الاسرائيلي قد استمع الى وجهة النظر المصرية في هذا الشأن بكل اهتمام «واعتقد ان الصيغة الافضل التي تحفظ حقوق كل الاطراف في اطار الشرعية الدولية ممكنة».

وعما اذا كانت الاتصالات الجارية حاليا هي بغرض الابقاء على مجرد استمرار الاتصالات في ضوء قرب الانتخابات الاسرائيلية اوضح موسى ان: «ما نقوم به هو محاولة تحقيق موقف افضل بالنسبة لعملية السلام برمتها»، مشيرا الى ان «حدوث ردة في عملية السلام سيكون له رد فعل خطير، ولكننا يجب ان نعمل باستمرار لصيانة عملية السلام وتحقيق الشروط الافضل التي يمكن ان تستمر على اساسها بشرط ان تكون في اطار الشرعية الدولية».