ضعف انجليزية الخاطف أنقذ رهائن الطائرة والطيار طلب الإسراع بإجلاء السفيرة أولا

TT

روى مراسل «رويترز» محمد صدام الذي كان على نفس الطائرة المختطفة ما حدث خلال عملية الاختطاف، وقال ان ركاب الطائرة الرهائن حصلوا على حريتهم بعد ان لاحظ قائد الطائرة ان الخاطف انجليزيته ضعيفة. وحسب هذه الرواية فان قائد الطائرة عامر انيس بدأ يعطي تعليمات لمساعدته ومهندس الطائرة بالانجليزية من اجل تأمين سلامة الركاب بدون ان يدري الخاطف الذي كان في كابينة القيادة ماذا يقال. وطلب الطيار من مساعديه بالانجليزية ان يفتحوا مخارج الطوارئ فور هبوط الطائرة في جيبوتي. وعندما هبطت الطائرة امر الطيار الطاقم بالبدء باجلاء السفيرة الأميركية باربره بودين التي كانت في الطائرة اولا بسرعة وذلك وفقا لمراسل «رويترز» الذي سمع الطيار يصدر أوامره للطاقم في الميكروفون الداخلي، وتحرك المسافرون بسرعة وبدأوا في القفز من مؤخرة الطائرة على مزالق الطوارئ واحدا بعد الآخر.

وقال الطيار لرويترز ان الخاطف، وهو يمني في الاريعينات من عمره، بدأ في الصراخ عندما لاحظ ان الطائرة فارغة وأخذ بالتلويح بمسدسه الذي كان شكله مثل قلم طويل. وقال الطيار ان الخاطف صرخ «ستكونون اول من يموت»، فأطلق على وجهه احد افراد الطاقم رغاوى من انبوبة اطفاء حريق في محاولة لإصابته بعمى مؤقت وحاول آخر مصارعته فأطلق الخاطف رصاصة من مسدسه اصابت مهندس الطائرة عدلي بغدادي اصابة طفيفة في يده اليسرى. وقال مسؤولون في مطار جيبوتي ان الخاطف اطلق رصاصتين قبل ان يعتقل. وحسب رواية مراسل «رويترز» فان السفيرة الاميركية بودين وطاقمهما كانوا هادئين طوال دراما الاختطاف.

بدأت عملية الاختطاف بعد 10 دقائق من اقلاع الطائرة في طريقها الى تعز. وقبل اطفاء اشارة ربط احزمة المقاعد، وقف الخاطف وتحرك من الدرجة الاقتصادية الى الدرجة الاولى حيث كانت تجلس السفيرة الاميركية وفريقها، مع مسؤولين يمنيين رفيعي المستوى. وكان الخاطف يرتدي سترة رمادية داكنة ووضع حقيبة على مقعد خال قرب مقصورة القيادة، وعندما حاولت مضيفة منعه دفعها وقال: انا سأخطف هذه الطائرة، لا أحد يلمس هذه الحقيبة فهي مليئة بالمتفجرات. ثم اقتحم المقصورة قائلا بالعربية: انا مؤيد لصدام حسين وأريد الذهاب إلى بغداد. وقال قائد الطائرة ان الطاقم اقنع الخاطف، بصعوبة، بالهبوط في جيبوتي للتزود بالوقود. وفور هبوط الطائرة هناك تمكن الطاقم من انزال معظم الركاب من باب الطوارئ.

وصرح وزير داخلية جيبوتي عبد الله ميجيل بأن الخاطف وافق على اطلاق سراح جميع الركاب فور هبوط الطائرة في جيبوتي لكنه احتفظ بأربعة من افراد الطاقم رهائن بينهم قائد الطائرة وطالب بتزويد الطائرة بالوقود وتوجهها الى بغداد. قال لـ«رويترز»: حين كنا نتفاوض مع الخاطف تمكن افراد الطاقم المحتجزون رهائن من التغلب عليه.

واضاف وزير داخلية جيبوتي قوله «اطلق سراح جميع الركاب وسلم الخاطف لسلطات جيبوتي». ورغم ان رواية طاقم الطائرة تفيد بأن الخاطف لم يكن يعرف ان السفيرة الاميركية كانت على متن الرحلة فإن مصادر يمنية في جيبوتي قالت لوكالة الصحافة الفرنسية ان قرصان الجو كان يريد خطف السفيرة الاميركية الى بغداد، وان الخاطف كان يريد اجلاء الركاب من الطائرة والاقلاع بها الى بغداد وعلى متنها السفيرة وحدها. وقالت مصادر في جيبوتي ان طائرة الرئيس الجيبوتي اقلت بعد ذلك السفيرة وحارسين من حراسها و3 فرنسيين من جيبوتي الى صنعاء بينما كانت الطائرة اليمنية ما زالت في جيبوتي. وفي تطور لاحق اشادت الولايات المتحدة بافراد طاقم الطائرة اليمنية لتمكنهم من السيطرة على الخاطف وضمان امن الركاب. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر إن الطاقم تصرف بكفاءة مهنية عالية، واشاد بتعاون المسؤولين اليمنيين، رافضا التعليق على دوافع الخاطف. وقال مسؤول في الادارة الاميركية ان الخاطف تصرف على ما يبدو بمفرده ولم يكن يعرف هوية بقية الركاب، في اشارة الى الدبلوماسيين الاميركيين.