عرفات يعرض في الرياض الملف الفلسطيني وخطورة تسلم شارون الحكم

TT

حمل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، خلال لقائه أمس في الرياض بالقيادة السياسية السعودية ملف «الهم الفلسطيني» على حد تعبير مصادر مطلعة قالت لـ «الشرق الأوسط» ان «أبا عمار» الذي التقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وضع القيادة السعودية في صورة الخطورة من عدم التوصل الى نتائج ملموسة ومشجعة لمفاوضات طابا الماراثونية الفلسطينية ـ الاسرائيلية من شأنها أن تسمح بمواصلة العملية السلمية، في ظل وجود التشاؤم بالأمل المفقود للوصول الى السلام المنشود في ما لو وصل ارييل شارون، زعيم حزب الليكود اليميني، لتسلم رئاسة الحكومة الاسرائيلية.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أبو عمار طلب من السعوديين مواصلة دعمهم السياسي مع ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش (الابن) الجديدة والاتحاد الأوروبي للعمل معاً من أجل المسارعة بانقاذ العملية السلمية من كارثة متوقعة تنتظرها، فيما لو وصل شارون الى الحكم من خلال المعطيات المتوفرة حالياً لمفاوضات طابا التي لم تتوصل إلى الآن، رغم جديتها، الى أي اتفاق بين الجانبين المتفاوضين حيال المشاكل العالقة.

كما استعرض الرئيس الفلسطيني الذي التقاه الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، ورئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين في مقر اقامته بقصر المؤتمرات في الرياض مع القيادة السعودية الأحداث الدامية والأوضاع الصعبة التي تشهدها الاراضي الفلسطينية من جراء الاعتداءات الوحشية التي نتجت عنها أعمال عنف أودت بحياة 381 فلسطينيا، معظمهم من الأطفال والشباب، وسياسات التضييق والتجويع والاغلاق والحصار الظالم المفروض منذ 4 شهور لمضاعفة معاناة الشعب وتدمير الاقتصاد الفلسطيني، وهو ما تمارسه قوات الاحتلال الاسرائيلي.

وأشارت هذه المصادر لـ «الشرق الأوسط» الى ان لقاءات الرئيس الفلسطيني في الرياض تناولت تقييماً ايجابياً لمستجدات آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، وأن القيادة السعودية أكدت مجدداً دعمها ومساندتها لاستعادة الفلسطينيين لحقوقهم الوطنية المشروعة وبخاصة استعادة القدس والحرم القدسي الشريف وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، وضرورة رفض تقديم أي تنازلات أو مساومات على حساب المطالب والحقوق المشروعة وبالذات ما يتعلق منها بالقدس الشرقية التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من الأراضي العربية المحتلة.

وقالت إن المباحثات الفلسطينية ـ السعودية تناولت أيضاً تنسيق المواقف والسياسات المشتركة في القمة العربية المرتقبة في العاصمة الأردنية عمان في مارس (آذار) المقبل.

وشارك في اللقاءات التي أجراها أبو عمار أمس في الرياض كل من: محمود عباس (أبو مازن) أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وسليمان الشرفاء الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني، ونبيل أبو ردينة المستشار الاعلامي لأبي عمار والسفير الفلسطيني في الرياض مصطفى هاشم الشيخ ديب.