وزارة الثقافة المصرية تتراجع عن طرح ديوان أبي نواس للبيع ومصادرة 4 كتب جديدة في هيئة قصور الثقافة

TT

في تطور مفاجىء قرر محمد غنيم الرئيس المنتدب لهيئة قصور الثقافة عدم طرح ديوان أبي نواس للبيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقصر توزيع نسخ الجزءين الأول والثاني اللذين تمت طباعتهما من الديوان على جميع مكتبات هيئة قصور الثقافة، والمكتبات العامة التابعة لقطاعات وهيئات الوزارة، ومكتبة مبارك العامة والقاهرة الكبرى، والمكتبات العامة بسائر المحافظات بالاضافة الى مكتبات الجامعات والمكتبات البحثية المتخصصة في الآداب لتكون في متناول الباحثين والقراء باعتبار ان التراث العربي ملك للتاريخ، وسوف يتم تزويد هذه المكتبات نفسها بالجزءين الثالث والرابع من الديوان فور الانتهاء من طباعتهما الاسبوع المقبل. يذكر ان غنيم كان قد أكد أمس في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن ديوان أبي نواس سوف يعرض للبيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ونفى ما تردد حول عدم طرحه للبيع في جناح الهيئة بالمعرض. وحول هذا التغير المفاجىء أوضح غنيم في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان الهيئة تدعم طباعة الديوان ليصل الى الجمهور بسعر رمزي (6 جنيهات للنسخة)، وان اللجنة العليا للنشر بالهيئة أوصت بعدم طرحه للبيع تخوفاً من ارتفاع سعره بشكل مبالغ فيه بعد الضجة التي صاحبته في الصحافة وهيأت قطاعات كبيرة من القراء للحصول على الديوان بأي سعر، وهو ما سوف يغري الباعة بحجبه وبيعه بأسعار خاصة في الخفاء.

واستمراراً لمسلسل منع ومصادرة الكتب الذي لجأت إليه وزارة الثقافة، وأدى الى أزمة بينها وبين المثقفين والكتاب المصريين قررت هيئة قصور الثقافة منع طباعة أربعة كتب، روايتين للكاتبتين أمينة زيدان وصفاء عبد المنعم كانتا أنجزتهما بمنحة من وزارة الثقافة، وديوانين للشاعرين حلمي سالم مدير تحرير مجلة «أدب ونقد» وحسن طلب نائب رئيس تحرير مجلة «إبداع» الذي قال لـ«الشرق الأوسط» تعليقاً على إلغاء طبع ديوانه «صبابات»: أنا لا أريد ان اتعاون مع لجان هيئة قصور الثقافة، وسوف أقوم بسحب ديواني من الهيئة، لأنها لجأت لمجموعة من الموظفين الجهلاء، الذين لا يعملون بالثقافة، لكن بالنفاق الحكومي.

أما حلمي سالم فقد ذكر ان الدكتور مجدي توفيق المسؤول عن سلسلة «آفاق نقدية» أخبره ان لجنة من الشباب العاملين في وزارة الثقافة اتجهت الى المطبعة وسحبت كل الكتب الموجودة، واعدت عن كل كتاب تقريراً رفعته لرئيس الهيئة محمد غنيم، وقد كتبت عن ديوانه «الثناء على الضعف» «انه يهدد الاسلام ويجرح الفضيلة»، وأضاف: وعند سماع هذا الكلام سخرت منه وقلت ليس هناك من يستطيع ان يدعي انه مندوب الاخلاق الحميدة على هذه الأرض، كما ان الفضيلة ليست ملكا لأحد بعينه.

وذكر سالم انه قرر سحب ديوانه، وعدم التعامل مع هيئة قصور الثقافة مشيراً الى ان الدولة التي تستخدم اسلوب القمع والمصادرات لا يمكن ان تتقدم، كما ان تصور وزارة الثقافة عن الناس خاطىء، لانهم ليسوا قاصرين حتى تفرض عليهم الوصاية، وتقول لهم اقرأوا هذا ولا تقرأوا ذاك.

وأضاف: ان تصرفات وزارة الثقافة الأخيرة جعلتنا نعي أن هامش الحرية الذي خدعتنا به مجرد وهم، وأنها لم تكن سوى تكتيك عابر، وليس استراتيجية ثابتة، تعتمدها في هيئاتها المختلفة.