إيران تحضر «حوار الحضارات» في مصر

TT

يشارك وفد أكاديمي ايراني بدعوة من معهد الأهرام للدراسات الاستراتيجية بمصر في جلسات الحوار بين الحضارات، تزامنا مع مشاركة ايرانية رسمية غير معهودة في معرض القاهرة الدولي للكتاب. ففي مقر البرلمان المصري وبالبهو الفرعوني الذي يرمز لحضارة مصر القديمة بدأت أمس اشغال مؤتمر اللجان الثقافية البرلمانية لبرلمانات مصر وايطاليا واليونان وايران للحوار بين الحضارات تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة باعتبار عام 2001 عاماً للحوار بين الحضارات.

وسيطرت على أعمال المؤتمر لغة تفاهم مشتركة بين ممثلي البرلمانات الأربعة وضرورة أن يسهم الحوار بين الحضارات في خلق مفهوم جديد للعالم في مواجهة مفهوم العولمة ومحاولة سيطرة وهيمنة الدول الكبرى على ثروات الشعوب. وقد دعا محمد فتحي سرور رئيس البرلمان المصري في افتتاح المؤتمر إلى ضرورة اعادة النظر في بعض المناهج والكتب الدراسية في الشرق والغرب لتنقيتها مما فيها من معلومات مغلوطة تحقر من شأن الآخر وتشوه صورة الآخر وأن الحوار بين الاسلام والمسيحية فرصة لمد جسور التفاهم بينهما ومدخلا لتنشيط الحوار بين حضارتين وأن طمس معالم الذاتية الحضارية لصالح التغريب الثقافي تمثل اعتداءً صريحاً على حقوق الانسان.

بينما أكد لوشيانو فيولانت رئيس مجلس النواب الايطالي أن الجولة بين الحضارات فرصة للتقارب بين الشعوب لخلق لغة تفاهم مشتركة وأيضاً خلق تكتلات جديدة أخلاقية وانسانية.

من ناحية أخرى، سعى وفد مجلس الشورى الايراني والمشارك في المؤتمر إلى اجراء اتصالات على هامش المؤتمر بهدف تحقيق تقارب أكثر بين مصر وايران في المرحلة الحالية وتوضيح بعض وجهات النظر، حيث طلب رئيس الوفد الايراني عقد لقاء ثنائي مع أحمد فتحي سرور وأيضاً عقد لقاء مع عمرو موسى وزير الخارجية.

على الصعيد نفسه، ومع افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم تشارك ايران ولأول مرة بجناح رسمي وسط توقعات بزيارة حسين جامعي القائم بأعمال وزير الثقافة والارشاد الايراني.

المشاركة الايرانية غير المسبوقة في هذه التظاهرة الثقافية تحمل آفاقاً جديدة لتطوير العلاقات مع مصر. خاصة أن هذه هي المرة الأولى منذ ثورة يوليو (تموز) عام1952، التي تسمح فيها مصر بعرض كتب شيعية للجمهور خاصة كتب الفقه الحركي للثورات الجماهيرية والتي أصبحت أحد العلوم الأكاديمية منذ قيام ايران الاسلامية.

ويشير هذا الاجراء إلى أن القاهرة في طريقها لتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء التي كانت تضعها على علاقتها مع طهران وهو تطور يرى مراقبون أنه يفتح الباب أمام التطبيع السياسي الكامل.