مبعوث باريس الدبلوماسي إلى سورية ينقل انطباعا إيجابيا عن موقف دمشق من بوش

توقع عودة جيرجيان إلى الخارجية الأميركية يعتبر «إشارة» واعدة

TT

ذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة ان القيادة السياسية السورية «تعوّل الكثير على إدارة الرئيس الأميركي الجديد» جورج بوش، كما أنها تتوقع أن تكون السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، للمرحلة المقبلة، «أقل تحيزاً» لإسرائيل من سياسة الرئيس كلينتون وللفريق الذي كان يضطلع بهذا الملف داخل إدارته. وتؤكد المصادر المعنية أن المراجع السورية رغم موقفها المنتقد لسياسة الإدارة الأميركية السابقة وتحديداً لمعاوني الرئيس كلينتون وعلى رأسهم دنيس روس، تضمر موقفاً مختلفاً من الرئيس الأميركي الذي «تمتدح جهوده السلمية».

وجاءت تعليقات المصادر الدبلوماسية الفرنسية عقب الجولة التي قام بها مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية والتي قادته الأسبوع الماضي إلى دمشق ثم إلى بيروت. واللافت أن الرئيس بشار الأسد كان قد استقبل أيضاً أوبان دو لاميسوزيير في غياب وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وأي من مستشاري الرئاسة. وتؤكد المصادر الفرنسية أن سورية تتوقع عودة ادوارد جيرجيان الذي كان سفيراً لبلاده في دمشق إلى الخارجية الأميركية وأنها تعتبر هذه العودة، في حال تمت «إشارة إيجابية موجهة إليها».

ووفق المصادر الدبلوماسية، فإن الانطباع الذي عاد به المسؤول الفرنسي في لقائه مع الرئيس بشار الأسد «إيجابي جداً» إذ أن الرئيس السوري بدا «متمكناً من كل الملفات التي دار حولها البحث»، وكان دو لاميسوزيير قد نقل رسالة خطية من الرئيس الفرنسي إلى الرئيس السوري يجدد له فيها دعوته لزيارة رسمية إلى فرنسا. ووصفت المصادر الدبلوماسية الاجتماع مع الرئيس الأسد ومع الوزير الشرع بـ«المهم» في هذه «المرحلة الحرجة». وإذا كان الأسد قد كرر مواقف بلاده من السلام مع إسرائيل، إلاّ أنه لم يستبعد إمكانية أن يفضي وصول أرييل شارون إلى السلطة إلى «تصعيد في الوضع». وكانت معلومات إسرائيلية تحدثت عن استعدادات عسكرية في سورية وتغييرات في مواقع الدفاعات الجوية وحمايات إضافية للمواقع الحساسة. أما في ما خص المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية فإن القيادة السورية «متشائمة» من إمكانية توصلها إلى اتفاق في حين أن فرنسا «تطرح تساؤلات» إزاء قدرة الطرفين على الوصول إلى اتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية في 6 فبراير (شباط) القادم.

واعتبرت المصادر الفرنسية ان «البرود» في العلاقات الفرنسية ـ السورية الذي سبق مؤتمر مرسيليا المتوسطي وتبعه قد «انتهى» وأن سورية عادت وأكدت التزامها بالحوار المتوسطي في حين أن الوزير فاروق الشرع أعرب عن رغبته في زيارة فرنسا. وعن العراق، دعت القيادة السورية وهو ما توافق عليه فرنسا إلى «عدم تهميش العراق» في حين أن الطرفين عبرا عن الأمل في أن تكون السياسة الأميركية الجديدة أكثر ليونة إزاء بغداد.

وتعتبر المصادر الفرنسية أنه إذا كان ممكناً الرهان على أن سياسة بوش الشرق أوسطية ستكون «أكثر توازناً» إلاّ أنها تقدر أنها على الأقل في المرحلة الأولى ستكون «أقل التزاماً وانغماساً» في مسيرة السلام.

وفي ما خص لبنان، أكدت المصادر الدبلوماسية أن باريس نبهت السلطات اللبنانية أن الوضع على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية «ما زال هشاً ولا يمكن بالتالي استبعاد أن يحصل تصعيد ميداني»، رغم أنه «بقي تحت الرقابة والسيطرة منذ انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان». ودعت باريس كذلك إلى «تغليب الشعور بالمسؤولية». وحض المبعوث الفرنسي السلطات اللبنانية على «فعل المزيد من أجل بسط سلطة الدولة عسكرياً، أمنياً وإدارياً وإحداث تطور لجهة انتشار الجيش اللبناني على الحدود في المستقبل».

وفي اللقاء مع الرئيس اللبناني، أكد المبعوث الفرنسي أن باريس تؤكد في كل المحافل، ولدى الأميركيين والإسرائيليين والفلسطينيين على ضرورة «ألا يحصل أي حل على حساب لبنان» وعلى ضرورة النظر أولاً بموضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وكان لحود كرر موقف لبنان الرافض لتوطين أي فلسطيني على أرضه. وفي موضوع شبعا، كررت باريس موقفها القائل بأن مسألة شبعا على علاقة بالقرار الدولي رقم 242 وليس القرار 425 مشددة على ضرورة احترام «الخط الأزرق».