تشييع جنازة كابيلا وبلجيكا تطلب من ابنه «مؤشرات انفتاح»

TT

كينشاسا ـ وكالات الأنباء: شيعت امس جنازة لوران كابيلا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي اغتيل الاسبوع الماضي. وكان على رأس المشيعين الجنرال جوزيف ابن كابيلا الذي سيؤدي اليمين الدستورية ليخلف والده الذي حكم البلاد منذ ان اطاح بنظام الدكتاتور السابق موبوتو سيسي سيكو عام 1997. واغتال كابيلا احد حراسه قبل اسبوع كامل، ونقل فور اطلاق الرصاص عليه على متن طائرة طبية الى زيمبابوي لتلقي العلاج، لكنه مات هناك.

وفي الوقت نفسه لم يضع وزير الخارجية البلجيكي لوي ميشيل الذي شارك امس في مراسم تشييع كابيلا، الوقت ودعا الرجل القوي الجديد في جمهورية الكونغو الديمقراطية الجنرال جوزيف كابيلا الى تقديم «مؤشرات انفتاح». وقال امام الصحافيين بعد لقاء مع كابيلا (الابن): «لقد قلت ما كنت ارغب في قوله، وهو ضرورة القيام بعملية تشريع والعودة الى عملية السلام في لوساكا من دون شروط مسبقة وتقديم مؤشرات انفتاح».

وقال الوزير البلجيكي انه من بين مؤشرات الانفتاح هذه: «الافراج عن السجناء، والمساعدة على بدء الحوار بين اطراف النزاع في الكونغو والسماح بعودة العمل السياسي للاحزاب السياسية التي ترغب بذلك».

واجرى ميشيل مباحثاته مع الجنرال كابيلا بحضور وزير الخارجية الكونغولي ليونارد شي اوكيتاندو ومساعد فريق الرئيس الجديد الكولونيل ادي كابند.

وهذا هو اللقاء الاول بين مسؤول غربي وكابيلا (الابن) الذي كلف بادارة عمل الحكومة والجيش في الكونغو غداة الاعتداء الذي تعرض له والده في القصر الرئاسي. وقال شهود عيان ان كبار الشخصيات تدفقوا على قصر الرئاسة في الوقت الذي انتظر فيه الالاف من المواطنين بالخارج وهم يستمعون للفرق الموسيقية العسكرية وهي تعزف اغاني تمدح كابيلا. وقال مسؤولو بروتوكول ان رؤساء انجولا وزيمبابوي وناميبيا وتشاد وكينيا حضروا الجنازة.

كما حضر رؤساء مالاوي وجمهورية افريقيا الوسطى ايضا. وجاء كابيلا الى السلطة عام 1997 بعد حرب ادغال استمرت ثمانية شهور لانهاء ثلاثة عقود من حكم الدكتاتور موبوتو سيسي سيكو الفاسد، الا ان تعهدات كابيلا بالتغيير انهارت عندما اختلف مع حليفيه السابقين اوغندا ورواندا. وحاول البلدان في بادئ الامر الاطاحة به ثم ساندا المتمردين عليه في حرب جرت ستة جيوش افريقية الى البلاد.

وقال ماوامبانجا موانا نانجا كبير مستشاري كابيلا ان سكان الكونغو الديمقراطية ابدوا مساندة لابنه لتولي السلطة. واضاف ان ذلك سيكون بمثابة: «ردع لاي شخص طموح»، بالرغم من انه نفى وجود صراع على السلطة داخل الزمرة الحاكمة.

ولم يحدد موعد لاداء جوزيف كابيلا اليمين بالرغم من الاعداد لمراسم رسمية اليوم، يعتقد كثيرون انها قد تكون مراسم لتولي الرئيس الجديد السلطة.

ومن المهام الاولى التي ستواجه جوزيف التعامل مع الحرب المندلعة في البلاد. وتقول الحكومة انها ستواصل مفاوضاتها لانهاء الحرب مع توضيح مطلبها بانسحاب كامل للقوات الرواندية والاوغندية الموجودة في البلاد.

ومنذ مقتل كابيلا زاد الضغط، خاصة من القوات المتحالفة مع الكونغو لانهاء القتال الذي تورطت فيه بعض الدول، والذي اسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

ويعتقد بعض المحللين ان كابيلا كان العائق الرئيسي امام السلام وانه من الممكن احراز تقدم بعد رحيله الآن.