باراك: لم يعد هناك طعم للمفاوضات

عريقات: إسرائيل ليست جدية ومقتل الاسرائيليين في طولكرم لا يبرر مثل هذا الموقف

TT

رفض الوفد الفلسطيني التفسير الاسرائيلي لتعليق مفاوضات طابا. وقال عضو الوفد الدكتور صائب عريقات ان مقتل المواطنين الاسرائيليين في طولكرم لا يبرر مثل هذه الخطوة: «فنحن نسعى للسلام، الذي يعتبر الحل الوحيد لوقف العنف. ولو كنا تصرفنا مثل اسرائيل لما جلسنا ابدا حول طاولة المفاوضات، اذ انها تقتل الفلسطينيين بشكل يومي. وفقط عشية استئناف المفاوضات قتلوا لنا طفلة صغيرة في غزة».

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود باراك، قد أمر وفده المفاوض بالعودة من طابا فورا، مساء الاول من امس، حالما علم بنبأ مقتل الاسرائيليين، علماً بأن السلطة الفلسطينية اصدرت بيان استنكار للعملية وقامت باعتقال عدد من المشبوهين بتنفيذها.

وقال باراك: لا طعم لاستمرار المفاوضات في هذه الظروف. فليس من المعقول ان نتفاوض، في حين يقوم مسلحون فلسطينيون بقتل مواطنين اسرائيليين بريئين وغير مسلحين، وهما يتناولان الطعام في مطعم. واكد ان المخابرات تحقق في الموضوع لمعرفة هوية الفاعلين، وان كانوا فعلا من «حماس» او من «فتح».

ازاء ذلك، يواجه باراك معارضة من طاقم وزرائه السياسي ـ الأمني، لفكرة وقف المفاوضات. وانضم الى المعارضين حتى افرايم سنيه نفسه، المعروف بالادارة المباشرة لعمل الجيش ووزارة الدفاع، حيث لا يوجد وزير دفاع متفرغ. وبسبب ذلك، اجل باراك الاجتماع المقرر للطاقم بعد ظهر امس، الى ساعة متأخرة من الليل، للتباحث في مصير المفاوضات.

لكن الفلسطينيين راحوا يهددون بمغادرة طابا اذا لم يعد الوفد الاسرائيلي المفاوض اليها في المساء. وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد امر الوفد بالبقاء في طابا على امل ان يتخذ الاسرائيليون قرارا بالعودة الى المفاوضات. وقد ارسل باراك اليهم مدير مكتبه، وأحد المفاوضين الرئيسيين باسمه، جلعاد شير، ليبلغهم بخطورة الموقف وليحاول الاتفاق معهم على وقف المفاوضات برضى الطرفين واصدار بيان مشترك لتلخيصها، تحدد فيه نقاط الاتفاق العامة، ويتفق فيه على استئناف المفاوضات بعد الانتخابات مباشرة.

ولم يتشاور باراك حول هذا الموضوع مع الوزراء المعنيين. لذلك، فوجئوا بتصرفه وشعروا بأنه يريد ان يفرض عليهم موقفا، بالاتفاق مع الفلسطينيين، ولهذا السبب اجلت جلسة التشاور.

وكانت جلسات التفاوض، اول من امس، قد تناولت جميع القضايا المطروحة. ولأول مرة يقول مفاوض فلسطيني انها لم تكن جدية. اذ صرح عريقات بأن الموقف الاسرائيلي ما زال على حاله، وان كان فيه جديد فهو التراجع عن بعض المواقف التي صيغت في «كامب ديفيد» او في مبادرة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. وضرب مثلا على ذلك في قضية القدس بالذات، حيث كانت اسرائيل تطالب بالسيادة على الاماكن المقدسة اليهودية في الحرم الشريف، واصبحت في طابا تطالب بما يسمى الحوض المقدس، اي مدينة داوود وجبل الزيتون وحائط المبكى والحي اليهودي.

ونفى عريقات ان يكون هناك تقدم في الموقف الاسرائيلي من ناحية التنازل عن الاستيطان اليهودي في الخليل ومنطقتها. وقال ان مبادرة كلينتون تتحدث بوضوح عن انسحاب اسرائيلي من 94 ـ 96% من الضفة الغربية و100% من قطاع غزة. وواضح ان هذا يعني ازالة المستوطنات داخل تلك المنطقة.

ومع ذلك، اكد عريقات ما نشرته «الشرق الأوسط» امس بخصوص التقدم في الموقف من موضوع اللاجئين، حيث وافقت اسرائيل على الاعتراف بحق العودة شرط ان يكون لدولة فلسطين وليس لاسرائيل، بينما تسمى العودة الى تخوم اسرائيل «لم شمل» يشمل 100 ـ 150 الف لاجئ على مدار 20 سنة.

وأضاف عريقات: لكننا، من جهتنا، مصرون على حق العودة تماما كما جاء في قرار الامم المتحدة رقم 194، اي العودة والتعويض. فلا يوجد قائد فلسطيني يستطيع التنازل عن هذا الحق.

يذكر ان المفاوض الرئيسي الاسرائيلي في موضوع اللاجئين هو يوسي بيلين، وزير القضاء، ويقابله في الطرف الفلسطيني نبيل شعث، وزير التخطيط والتعاون الدولي.