ليبيا تشهد أكبر محاكمة يمثل فيها ليبيون وأفارقة تورطوا في مواجهات الزاوية

TT

أجلت محكمة ليبية حتى الاربعاء المقبل نظر قضية 31 ليبيا و300 افريقي متهمين بـ«اثارة الفتنة» ومحاولة تقويض مساعي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لتحقيق الوحدة الافريقية. وتتعلق الاتهامات بالاحداث التي شهدتها مدينة الزاوية في سبتمبر (ايلول) واكتوبر (تشرين الاول) الماضيين التي راح ضحيتها عدد من العمال الافارقة الذين هاجمهم شبان ليبيون. وكانت المحكمة قد عقدت اولى جلساتها اول من امس.

وحسب تقرير لوكالة الانباء الليبية (جانا) فان بين المتهمين ليبيين ومهاجرين من تشاد وغانا والنيجر ونيجيريا وانهم يواجهون ايضا تهمة الإضرار بنظام الجماهيرية السياسي ومحاولة عرقلة مشروع الوحدة الافريقية والتآمر ضد الزعامة الليبية في افريقيا. وأضافت ان الادعاء العام قدم أيضا ادلة على تورط المتهمين في اثارة صراع مدني وبث بذور الشقاق بين الليبيين وأشقائهم الافارقة.

ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة عدة أسابيع. ووصف دبلوماسيون في طرابلس القضية بأنها أكبر محاكمة سياسية في ليبيا منذ عدة سنوات. وأشاروا الى أن المتهمين يواجهون أحكاما قاسية قد تصل للسجن مدى الحياة اذا ثبتت ادانتهم. ونشبت الاشتباكات في أواخر سبتمبر عندما فرض مؤتمر الشعب العام، وهو أعلى هيئة تشريعية وتنفيذية في ليبيا، قيودا على تشغيل الاجانب. وهاجمت مجموعات من الليبيين مهاجرين أفارقة وداهمت أماكن عملهم وأخرجتهم عنوة من سياراتهم في ما وصفه دبلوماسيون بأنه حملة متعمدة على العمال المهاجرين من افريقيا السوداء.

وتفجرت تلك الاحداث في منطقة الزاوية شرق طرابلس وامتدت الى العاصمة وبعض المدن الاخرى لاكثر من أسبوعين. وقال مسؤولون ليبيون ان ما يصل الى ستة مهاجرين قتلوا في هجمات، لكن مهاجرين وتقارير اعلامية ذكروا أرقاما أكبر. واندلع العنف في وقت كان العقيد القذافي يقوم فيه بجولة عربية لحشد التأييد لخطته لدول متحدة افريقية على غرار الولايات المتحدة. وأشار القذافي بأصابع الاتهام الى «أياد معادية خفية»، وقال انه ما من سبب يدعو الليبيين لمهاجمة المهاجرين وانهم اذا كانوا مستاءين من اقامة الاجانب فينبغي اجراء استفتاء على هذا الامر. وبدأت المحاكمة في وقت يقوم فيه مبعوثون ليبيون بجولة في دول افريقية لدعوة زعمائها لحضور قمة لمنظمة الوحدة الافريقية مقرر عقدها في ليبيا في مارس (اذار) المقبل لاقرار الوحدة. ويسعى القذافي لاقرار الوحدة الافريقية قائلا ان دول القارة أخفقت في علاج الحروب والمجاعة والامراض المنتشرة فيها. وتدفق آلاف المهاجرين على ليبيا في السنوات الاخيرة وتزايد عددهم أوائل العام الماضي متشجعين بمشروع القذافي للوحدة الافريقية قبل أن تتقلص أعدادهم عقب الاشتباكات وعودة الآلاف لبلادهم.