«حماس» تنفي علاقاتها بمقتل إسرائيليين في طولكرم والأجهزة الأمنية الفلسطينية تعتقل عددا من نشطاء «فتح»

TT

اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في طولكرم شمال الضفة الغربية، امس عددا من نشطاء حركة فتح في اطار التحقيق في عملية اختطاف اسرائيليين يهوديين من مطعم في المدينة وقتلهما ورمي جثتيهما في مكان حرجي ناء. هذا ما قاله مسؤول في الحركة لـ«الشرق الأوسط».

وكانت هذه العملية التي نفت حركة «حماس» مسؤوليتها عنها، قد أدت الى انسحاب الوفد الاسرائيلي من مفاوضات طابا اول من امس وفرض الحصار مجددا على المدينة، رغم ادانة السلطة الفلسطينية لها والقائمين عليها ووعدها بمعاقبة المسؤولين عنها واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكررها. ودفعت العملية افرايم سنيه نائب وزير الدفاع الاسرائيلي الى تكرار التهديد باستئناف عمليات التصفية والاغتيال التي نفذتها القوات الاسرائيلية والوحدات الخاصة وجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي «شين بيت» ضد حوالي اكثر من 20 من كوادر حركات فتح وحماس والجهاد الاسلامي منذ انطلاقة انتفاضة الاقصى في 28 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وكانت احدى وكالات الانباء قد ذكرت ان حركة حماس اعلنت مسؤوليتها عن اختطاف اليهوديين وهما موتي ديان واتجار زيتوني اللذان دخلا الى المدينة مع عربي من بلدة باقة الغربية داخل الخط الاخضر الفاصل بين الضفة واسرائيل. ونسبت الوكالة القول الى حماس «ان اليهوديين ينتميان الى الوحدات الخاصة الاسرائيلية المسؤولة» عن قتل امين سر حركة فتح في المدينة الدكتور ثابت ثابت، بينما قالت مصادر امنية فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ان اليهوديين ينتميان الى العالم السفلي.

لكن جمال منصور احد قادة حماس في مدينة نابلس المجاورة لطولكرم قال لـ«الشرق الاوسط» انه ليس لحركته علاقة بهذه العملية باي شكل من الاشكال. ونفى منصور ان يكون اي من اعضاء حماس ونشطائها قد تعرض للاعتقال في طولكرم. لكنه ايد العملية التي اعتبر انها تدخل في اطار حق الشعب الفلسطيني الذي يستبيح الاسرائيليون دم مدنييه، بالرد بالطريقة التي يراها مناسبة.

ورغم ان حركة فتح لم تتبن العملية غير ان احد مسؤوليها في طولكرم رجح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان تكون الحركة هي المسؤولة عن قتل الاسرائيليين اللذين كما قال كانا تابعين للوحدات الخاصة الاسرائيلية والا «ماذا يفعل اسرائيليان في مدينة فلسطينية في منطقة «أ» في مثل هذا الظروف». وربط المسؤول بين وجود الاسرائيليين وبين «الاعتقالات التي قامت بها الاجهزة الامنية خاصة جهاز المخابرات العامة لعدد ممن يشتبه في تعاونهم مع الوحدات الخاصة الاسرائيلية في قتل الدكتور ثابت في 31 ديسمبر (كانون الاول) الماضي».

وكانت الاجهزة الامنية قد اعتقلت خلال الاسبوعين الماضيين اكثر من 10 فلسطينيين من طولكرم وضواحيها بتهمة التآمر والتورط في عملية اغتيال الدكتور ثابت. وعرفت «الشرق الأوسط» من اسماء المعتقلين سامر ابو زينة وهو من طولكرم ومنزله يجاور منزل الدكتور ثابت الواقع في الضاحية الجنوبية الغربية في المدينة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» ان ابو زينة اعترف بالتهمة الموجهة اليه وتورطه في عملية اغتيال ثابت.

ووصف شهود عيان طلبوا عدم ذكر اسمائهم خوفا من التورط في التحقيق لـ«الشرق الاوسط» عملية اختطاف اليهوديين. وقال احدهم ان الجنديين دخلا مدينة طولكرم بسيارة فلسطيني اسرائيلي من بلدة باقة الغربية داخل الخط الاخضر. وتوجها على الفور الى مطعم ابو نضال الذي يقدم الفول والفلافل والحمص في شارع سينما الفريد الواقع وسط المدينة. وبعد الانتهاء من تناولهم الطعام وكانت الساعة تقارب الثالثة بعد الظهر وعندما هموا بالخروج من المطعم وصلت سيارة فيها ثلاثة مسلحين ملثمين اضافة الى السائق وأمسكوا بالرجال الثلاثة لكنهم اطلقوا سراح العربي واختطفوا الاسرائيليين ووضعوهما في السيارة وانطلقوا بهما الى منطقة حرجية تقع بين قرية اكتابة وبلدة بلعا على بعد 3 كيلومترات من المدينة. وهناك قام الملثمون بقتل اليهوديين واتصلوا بالشرطة وابلغوها بمكان وجود جثتيهما.

وحضرت الشرطة الفلسطينية الى موقع الاختطاف لتجد الفلسطيني الاسرائيلي وهو فواز ابو حسين يندب حظه ويردد عبارة «ماذا افعل». فاعتقلوه على الفور وسلموه للقوات الاسرائيلية التي تخضعه للتحقيق. وقامت الشرطة وجهاز الامن الوقائي بحملة اعتقالات في المدينة شملت حسب شهود عيان اكثر من 10 اشخاص يعتبرون من نشطاء فتح في المدينة.

واما الرواية الاسرائيلية حسب ما جاءت في التلفزيون الاسرائيلي فتقول ان القتيلين يملكان مطعما في تل ابيب وهما من اسرة واحدة احدهما في العشرين من عمره والاخر في الثلاثين وانهما ذهبا لتناول العشاء مع عربي اسرائيلي في مطعم في طولكرم. وان رجلين ملثمين خطفا الثلاثة تحت تهديد السلاح وقتلا اليهوديين برصاصات في الرأس وتركا العربي الاسرائيلي الذي سلمته قوى الامن الفلسطينية الى السلطات الاسرائيلية مع الجثتين. واطلقت القوات الاسرائيلية سراح ابو حسين بعدما تأكد لها انه اخذ اليهوديين الى المطعم بنيّة حسنة.

وفي القدس المحتلة هدد سنيه باستمرار عمليات تصفية الفلسطينيين المتهمين «بالارهاب» على حد قوله. وقال سنيه «سنواصل ضرب الارهابيين بشكل دقيق ومحدد». واضاف القول: لا يوجد دواء سحري في هذه الحرب لكن القيام بعمليات محددة ضد ارهابيين مذنبين بارتكابهم اعتداءات كثيرة يشكل الوسيلة الانجع للقتال.

وايد احد مستشاري مرشح المعارضة اليميني الى منصب رئيس الوزراء ارييل شارون عن مواصلة «العمليات المحددة» وهو تعبير يعني اعدام الفلسطينيين بلا محاكمة.

وقال جنرال الاحتياط مئير داغان للاذاعة «يجب شل الارهابيين بشكل محدد وضرب المصالح الاقتصادية لمسؤولي السلطة الفلسطينية لكن مع تفادي مهاجمة السكان بوجه عام». واكد داغان المستشار السابق في مكافحة الارهاب لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو عن معارضته لاقفال الاراضي الفلسطينية لفترة طويلة.