مبارك يرد على التصريحات الإسرائيلية بضرب السد العالي: قادرون على الدفاع عن الوطن وجيشنا للدفاع وليس للاعتداء

الرئيس المصري يؤكد أن وزارة الثقافة مسؤولة عن النشر أمام الناس والبرلمان

TT

أكد الرئيس المصري حسني مبارك استعداد بلاده للدفاع عن نفسها في حالة الاعتداء عليها، وقال في أول رد له على تهديدات اليمين المتطرف الاسرائيلي بشن حرب ضد مصر وتدمير السد العالي إذا تحركت القوات المصرية في سيناء.: إذا كان اسرائيل لديها جيش وقوات مسلحة فنحن أيضاً لدينا جيش وقوات مسلحة للدفاع وليس للاعتداء ولن نسمح للاعتداء على أرض مصر أياً كانت الظروف، داعياً الاسرائيليين إلى عدم جر المنطقة لمشاكل.

وأكد الرئيس مبارك في حوار مفتوح مع الكتاب والصحافيين المصريين عقب افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب أمس على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل مشيراً إلى أن السلام يحقق الأمن في المنطقة ويوقف العنف ووصف القضية الفلسطينية والمفاوضات الدائرة بأنها معقدة جداً، وتساءل عن أسباب وقف المفاوضات أو تعليقها لمجرد وقوع حادث هنا أو هناك، مشيراً إلى أنه أخبر رئىس الوزراء الاسرائيلي الأسبق اسحق رابين عندما وقع اتفاقاً مع الفلسطينيين أن علينا توقع حدوث عنف لأن هناك قوى من الجانبين لا تريد السلام.

وأشار مبارك إلى أن المبادرة الأميركية التي أطلقها الرئىس السابق بيل كلينتون لم تكن مريحة بالشكل الذي يعطي الأمل، وقال «إذا كانت الصياغة أفضل كان الأمل أكبر».

ووصف الرئىس مبارك القمة العربية التي انعقدت في القاهرة مؤخراً بأنها نقطة تحول في العمل العربي المشترك، مشيراً إلى أنها خرجت بنتائج عملية في مقدمتها دورية انعقاد القمة ولجنة المتابعة ودعم الانتفاضة، مشيراً إلى أن اجتماعات القمة مهمة ومطلوبة لأنها تؤدي في النهاية إلى ازالة أي سوء فهم أو خلاف.

كما دعا الرئىس مبارك إلى العمل على تحقيق السوق العربية المشتركة باعتبارها خطوة متقدمة في صالح كل الدول العربية.

ودعا الرئيس مبارك العراق إلى ضرورة الالتزام الواضح باحترام سيادة الكويت، وأشار إلى أن مصر كانت أول دولة تسعى لرفع الحصار عن الشعب العراقي، وأنها بذلت وتبذل جهوداً، لازالة آثار غزو العراق للكويت، غير أن بعض التصريحات التي تخرج من الجانب العراقي، تضر هذه المساعي .

كما تحدث عن الجانب الاقتصادي والتحديات التي تواجهها مصر، مؤكداً أن الحكومة تسعى لحلها بنفس الأساليب التي تواكب المتغيرات وذلك عن طريق ثلاثة محاور المحور الأول الاستثمار والثاني التكنولوجيا والثالث يتعلق بازالة العقبات والتصدير، ودعا الرئىس وزير الاقتصاد ليتحدث إلى الحاضرين عن التطور الذي لحق بصادرات مصر خلال الربع الأول من العام الجديد، وعقب على حديثه بالاشارة إلى أن على الذين يقولون ان تحرير سعر صرف الدولار سيزيد الصادرات أن يراعوا انعكاس خفض الجنيه على أسعار سلع الاستهلاك الشعبي.

وقال الرئىس مبارك انه مطلوب من الحكومة المصرية أن تشرح للمواطنين موضوع الجات، وتعمل على الاستفادة منه وحذر المجموعات التي تحاول الاضرار باقتصاد مصر وهي محاولة رفع سعر الدولار وتخفيض قيمة الجنيه المصري، مؤكداً أن ثمة اجراءات سوف تتخذ تجاه شركات الصرافة وقال: نحن نتبع سياسة نقدية مرنة تخدم مصالحنا.

وفي الشأن السياسي الداخلي اعتبر الرئىس مبارك تجربة مجلس الشعب الأخيرة بأنها نقطة تحول كبيرة في اتجاه عملية الاصلاح السياسي.

وطالب مبارك الأحزاب السياسية في مصر أن تنظم وتطور من نفسها وقال: وكذلك على الكتاب والمفكرين والمثقفين دور في تطوير المجتمع المصري اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وفكرياً.

وحول حرية النشر والكتب الثلاثة التي أثارت ضجة أوضح الرئىس مبارك أن على المبدع أن يراعي تقاليد بلاده وأن يحافظ على قيمها. ولمح إلى ضرورة ألا يدفع الكتاب الموقف إلى الحد الذي يستدعي تدخل رقباء من خارج الثقافة على العمل الثقافي.

ورحب مبارك بدور مراكز الأبحاث وكذلك بحرية الفكر متميناً ألا تخرج هذه الأبحاث للخارج وأن يتم توظيفها لصالح العمل الوطني. وأكد الرئيس بأن مصر لن تقبل أن يدخلها انتاج فكري من الخارج يخالف التقاليد أما إذا كان الانتاج من الداخل فإن وزارة الثقافة هي المسؤولة أمام الرأي العام عما تنشره وبالنسبة للنشر في القطاع الخاص فان القضاء هو الفيصل.

وعلق الرئيس قائلاً: أن من يريد أن يكتب شيئاً مخالفاً عليه أن يكتبه ويقرأه لنفسه .

وحول الخصخصة قال الرئىس مبارك العالم كله يتبع هذه السياسة حتى في أكبر دولة في العالم في أميركا لأنها تفتح المجال للعمالة .

ورحب بنقد وتقييم تجربة الخصخصة والاستثمار الأجنبي «على ألا نتطرف في ذلك وندعو إلى سد السبل أمام الاستثمار الجاد فنحن نسعى إلى اجتذابه بكل السبل».

وعن موقف مصر في حالة فوز شارون في الانتخابات الاسرائيلية قال الرئىس: ننتظر ونرى إذا كان هناك تقدم باتجاه السلام. وأشاد الرئىس مبارك بالعلاقات مع السودان وقال: نحن نبحث عن المصالحة ما بين الجنوب والشمال لتحقيق الوفاق الوطني.

وأضاف الرئىس مبارك: ان البعض يشير إلى أن تمثيل المرأة لم يكن كافياً ولكننا ملتزمون بالدستور والقانون. وحول العودة إلى نظام القوائم في الانتخابات قال مبارك: ان هناك دراسة متأنية حول هذا الموضوع لأننا لا نريد أن نقدم على قانون يخالف الدستور ولا بد أن تكون قراراتنا مدروسة دون عشوائية أو عنترية ولكنه من المهم أن تعيد الأحزاب السياسية تنظيم وتطوير نفسها حتى تحقق تواجداً فاعلاً في الحياة السياسية لأن وجود أحزاب سياسية قوية وذات تواجد حقيقي في الشارع هي الضمان الأساسي لتعميق مسيرة الديمقراطية والحياة السياسية في مصر. وأضاف الرئىس مبارك أن الأحزاب المصرية عليها أن تلعب دوراً يتفق وقضايا المجتمع بعد أن تحقق الاستقلال والتحرير بعد ان كانت تمثل قضايا قومية في الماضي وتتعامل مع قضايا الوطن لتصبح المصلحة العليا فوق كل اعتبار. وأكد فاروق حسني وزير الثقافة في كلمته خلال اللقاء، أن الواقع الذي تعيشه مصر حالياً، في ظل حكم الرئيس مبارك، يترجم اصطلاح «الدولة الثقافية»، ويضع مصر، من موقعها ـ كدولة عظمى ثقافياً، في المكان اللائق طبقاً للتصنيف العالمي الحديث للدول. واعتبر وزير الثقافة أن السجالات التي دارت مؤخراً حول حرية الفكر والرأي والابداع، كانت ظاهرة صحية، وانها عبرت عن سعة صدر الحكم، وعن رغبة جموع المثقفين في الانتصار لما هو حقيقي ومسؤول في التجربة الابداعية.