سورية تنفي وضع قواتها المسلحة في حالة تاهب قصوى

TT

غزة: عبد الله عيسى نفى مصدر سوري مأذون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» نفيا قاطعا الأنباء التي اوردتها صحيفة اسرائيلية وزعمت فيها ان القوات المسلحة السورية وضعت في حالة تأهب قصوى خشية حصول هجوم اسرائيلي واسع، قبل الانتخابات الاسرائيلية المقررة في 6 فبراير (شباط) المقبل، فيما اتهمت الصحيفة الاسرائيلية العراق بحشد قواته على الحدود السورية ـ العراقية «منذ عدة اسابيع».

وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية قد زعمت قبل يومين ان القوات المسلحة السورية وضعت في «حالة تأهب قصوى» خشية حصول هجوم اسرائيلي واسع قبل الانتخابات الاسرائيلية، مضيفة ان هذه الاجراءات شملت القوات السورية في لبنان والقوات السورية المنتشرة في العمق السوري، كما زعمت الصحيفة ان الرئيس السوري بشار الأسد امر بـ«اجراء اعادة انتشار دفاعي شملت تغيير مواقع انظمة الدفاع الجوي بما في ذلك بطاريات الصواريخ ارض ـ جو، وتعزيز المواقع العسكرية الحساسة».

وتعليقاً على ما اوردته الصحيفة الاسرائيلية من ان اسرائيل «طمأنت» سورية مؤخرا الى عدم وجود نيات عدوانية لديها، وان رئيس الوزراء ايهود باراك وجه عددا من الرسائل عبر الولايات المتحدة من اجل طمأنة سورية، قال المصدر السوري المأذون ان هذه الأنباء «مختلقة بمجملها»، ولا أساس لها من الصحة. واضاف المصدر السوري ان الموقف الاسرائيلي بدا ضعيفا تماما بعد ان اطلقت اسرائيل عدة مرات، تهديدات عسكرية بهجوم شامل يطال لبنان والقوات السورية العاملة فيه، ثم تراجعت عن تنفيذها، ومن هنا سعى الاسرائيليون لاضفاء «بعض الجدية» على تلك التهديدات، عبر اختلاق انباء تفيد بأن القيادة السورية، اخذت تلك التهديدات على محمل الجد، واعلنت حالة الاستنفار بين قواتها، مما يفترض ان يخفف من وقع عدم تنفيذ تلك التهديدات.

وعلى صعيد المزاعم عن حشد للقوات العراقية على الحدود مع سورية، ذكرت صحيفة «هآرتس» انه جرى تركيز القوات على مرحلتين، المرحلة الاولى في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي حيث تم ارسال اربع الى خمس فرق عراقية باتجاه الحدود السورية وانتشرت في مساحة واسعة، وبعد ان انسحبت هذه القوة نشر نبأ بأن العراقيين اجروا مناورة عسكرية كبيرة.

وبعد فترة بعث العراقيون الى المنطقة بقوة اصغر تتألف من فرقة واحدة، وبعد نشر القوات العراقية، اصدر الرئيس العراقي صدام حسين تصريحات تهديدية ضد اسرائيل. وقال صدام حسين ان الأمر منوط بموافقة الدول العربية على السماح لجيشه بالمرابطة على حدود اسرائيل «من اجل قتالها وهزيمتها». وأضافت الصحيفة الاسرائيلية «لم تر الولايات المتحدة بتركيز القوات العراقية تهديدا عسكريا فوريا على اسرائيل والدول المجاورة»، واعتبرت تحركات الجيش العراقي محاولة من جانب حكومة صدام حسين لاستغلال الانتفاضة الفلسطينية والتوتر بين اسرائيل وسورية من اجل ان يعود العراق الى صفوف الاجماع العربي الجديد.