عون: ممنوع على لبنان بسط سيادته في الجنوب والدولة تعمل للتوطين تحت شعار رفضه

TT

تساءل القائد السابق للجيش اللبناني العماد ميشال عون عن «المصلحة من الحرب مع اسرائيل؟ وما هي اهدافها؟ ولماذا هدأت جميع الجبهات ولم تهدأ جبهة لبنان؟». وفي تصريح انتقادي ادلى به في العاصمة الفرنسية باريس قال ايضا «يُمنع على لبنان اليوم بسط سيادته الوطنية على الجنوب بعد تحريره. ولذلك، مع انطفاء حرب الجنوب اشتعل فتيل حرب المزارع». واعتبر عون ان «لبنان دفع ثمن حرب الآخرين على ارضه. وهو يدفع اليوم ثمن سلامهم. ومع ذلك تجد من يطلب منا عرفان الجميل». وحذّر من ان الدولة تعمل فعلياً لتوطين الفلسطينيين تحت شعار مقاومة التوطين.

تصريح عون الذي وزع في بيروت امس جاء فيه أنه «بعد عشرة اعوام من السلام المزعوم يستفيق اللبنانيون من التخدير الاعلامي والعاطفي. ويدركون واقعاً مليئاً بالمرارة والخيبة، يتخبطون فيه وقد اصبحوا عزلّ من مقومات المقاومة الحقيقية، فالقحط والافلاس يعمان البلاد. يتذكر اللبنانيون فجأة ان جبهتهم الساخنة مع اسرائيل ما زالت مستمرة. لمصلحة من هذه الحرب؟ ما هي اهدافها؟ ولماذا هدأت جميع الجبهات ولم تهدأ جبهة لبنان؟ سورية الرافضة اختارت السلام وفاوضت. وستعاود التفاوض بعد توقف. والفلسطينيون فاوضوا ووقعوا. وهم يفاوضون ويقاتلون».

واضاف: «ان اي انسان عادي واي لبناني بقيت له ذرة من الاحترام لهويته، لا بد له ان يسأل: الى اين تقودنا السياسة اللاغية للوجود اللبناني في حل ازمة الشرق الاوسط؟ وفي ظل غياب الاجوبة الرسمية المسؤولة على هذه الاسئلة وفي ظل غياب المنطق عما هو متداول وبما يرشح من مواقف تتعمد اخفاء الحقيقة والتمويه، نجد الجواب بأنفسنا. وهو ان لبنان يقوم منذ ربع قرن بحرب تغطية الانسحاب العربي من الحرب مع اسرائيل وتغطية صنع السلام معها وتثبيت قوى الرفض فيه كما ثبتت سابقاً الثورة الفلسطينية قبل ضربها عام 1982. ولذلك منع عليه ان يستعيد جنوبه بالمفاوضات. وانطلاقاً من نفس السياسة يمنع على لبنان اليوم بسط سيادته الوطنية على الجنوب بعد تحريره، ولذلك، مع انطفاء حرب الجنوب، اشتعل فتيل حرب المزارع. ان هذه السياسة اوصلت لبنان الى وضع مأساوي لم تعرف حكوماته المتتالية ان تنهيه في اي مرحلة من مراحل الازمة. وجعلت الوطن اداة تفاوض، يستعمل ارضاً وشعباً لنقل الرسائل وتلقي الردود القاتلة».