لندن: استقالة وزير شؤون آيرلندا الشمالية

TT

والوكالات اعلن بيتر ماندلسون وزير شؤون ايرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية استقالته مساء امس. وقال ماندلسون في بيان تلاه امام مقر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير «ابلغت رئيس الوزراء برغبتي في ترك الحكومة وقد قبل». وقالت مصادر سياسية بريطانية ان ماندلسون، وهو من حلفاء بلير المقربين، اجبر على الاستقالة للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، بعد ان تدخل في طلب اصدار جواز سفر لرجل الاعمال الهندي سريتشاند هيندوجا المتهم في بلاده بالفساد.

ولعب ماندلسون دورا بارزا في الحملة الانتخابية لبلير التي انتهت بفوزه عام 1997. وينظر الى استقالته اليوم على انها ضربة قوية لبلير وهو يستعد لخوض انتخابات جديدة من المتوقع ان تجري في مايو (ايار) القادم.

وقبل بلير امس الاستقالة في ثاني مرة يرغم فيها ماندلسون، وهو أحد المقربين من بلير على الاستقالة تحت ضغوط بسبب تقديمه معلومات غير دقيقة للصحافة والبرلمان منذ تولي حزب العمال السلطة في بريطانيا عام 1997. وكان بلير قد استدعى ماندلسون إلى مكتبه لاستيضاح الحقائق فيما يتعلق بتورطه في مساعدة رجل الأعمال الهندي في الحصول على جواز سفر بريطاني مقابل مليون دولار تبرع قدمه لمشروع قبة الألفية التي كان ماندلسون مسؤولا عنها.

وكان ماندلسون قد أرغم على الاستقالة أول مرة عام 1998 عندما أخفق في الكشف عن قرض قيمته 370 ألف جنيه من أحد زملائه بالوزارة لشراء بيت في لندن. وجاءت استقالة ماندلسون الثانية مفاجأة غير متوقعة، اذ لم تكن مسألة قيامه بإجراء مكالمة هاتفية مع أحد كبار المسؤولين بوزارة الداخلية لطلب معلومات عن جواز السفر الخاص بالبليونير الهندي أمرا يدعو للاستقالة في حد ذاته، ولكن ما اعترف به ماندلسون من أنه قام بالاتصال بشكل شخصي، على عكس ما صرح به سابقا، ونقله عنه بيان الحكومة، بأن مكتبه اتصل بوزارة الداخلية نيابة عنه كان هو السبب المباشر للاستقالة. ويذكر ان طلبا سابقا لرجل الاعمال الهندي للحصول على الجنسية البريطانية قد رفض، ولكن بعد تقديم التبرع بقيمة مليون جنيه سأل ماندلسون إذا كان بإمكانه أن يحاول مرة أخرى. واصر ماندلسون على عدم وجود أي تلميحات أو إشارات بطلب ممارسة النفوذ خلال مكالمته الهاتفية مع مايك أوبراين الوزير المسؤول عن شؤون الهجرة بوزارة الداخلية.