شارون يقاطع الاجتماعات الانتخابية مع تلاميذ المدارس الثانوية اليهودية بعد سلسلة من الإحراجات

TT

في اعقاب سلسلة لقاءات، انتهت بالاحراج، قرر طاقم الدعاية الانتخابية لرئيس المعارضة اليمينية في اسرائيل، ارييل شارون، مقاطعة الاجتماعات الانتخابية مع طلاب المدارس الثانوية اليهودية. وقال مدير هذا الطاقم، رؤوبين إدلر، ان هذه اللقاءات زادت عن حدها، ومن المفروض ان يجد شارون الوقت للقاء الكبار. وأضاف: اما الذين يحسبون هذا ضعفا من طرفنا، فنقول لهم الى اللقاء في 7 فبراير (شباط). فنحن من جهتنا حسمنا المعركة وضمنا الفوز.

وكان طاقم شارون قد اصيب بنكسة من فشل زعيمه في الظهور امام التلاميذ، لكنها ما فتئت ان تحولت الى فرح، عندما انتشر نبأ الفتوى الدينية الجديدة لتكفير ايهود باراك الصادرة عن الرئيس الروحي لحركة «شاس»، الحاخام عوقاديا يوسيف، وقال فيها ان «باراك كارهٌ لاسرائيل. كارهٌ لليهود. من اجل الحفاظ على كرسيه يتنازل عن كل شيء. يجري تصفية عامة لبيع اسرائيل وكنوزها بأبخس الاثمان. لقد اصيب بالجنون».

وقال يوسيف ايضا، في خطاب له امام قادة فروع الحزب، مساء اول من امس: «اننا في حقبة مصيرية. ونحن نريد السلام. لكننا نريده سلاما حقيقيا يضمن الامن والامان. فلو كان باراك مخلصا لطريق التوراة، لكان الله وقف الى جانبه. ولكنه ليس كذلك. انه شرير. يتصرف كالافعى السامة. يريد القيام بثورة علمانية. يريد الغاء السبت. يريد الغاء مؤسسة الزواج. يريد ارضاء الروس. فليربح اصواتهم. انها كذبة كبيرة واحدة. علينا ان ننتخب شارون. فقط شارون. فهو يحب التوراة. ليس مثل باراك. لقد قال لي عدة مرات: خسارة انني لم اولد لوالدين متدينين. وأنا اصدقه».

وعرج يوسيف من جديد الى موضوع العرب وكرر وصفهم بالثعابين والافاعي. وقال «عندما وصفتهم بالثعابين استغرب الجميع ولكن منذ الانتفاضة رأينا ان العرب اسوأ من الثعابين. انهم افاع سامة».

الا ان طاقم باراك يحتفي بنتائج التصويت وبالاجواء السائدة في المدارس الثانوية في البلاد، حيث يستقبل باراك بحفاوة بالغة، ويقوم التلاميذ باحراج شارون بالاسئلة. فبعد تلك الفتاة التي حملته مسؤولية المعاناة التي جرت لها ولوالدها 16 عاما (بسبب اصابة والدها خلال حرب لبنان)، غمره طلاب المدرسة الثانوية الجديدة في تل ابيب بالاسئلة المحرجة: «كيف يستطيع انسان منع من تسلم وزراة الدفاع، ان يتسلم منصب رئيس حكومة» و«من سيراقب تصرفاتك في الحكومة» و«كيف تنام الليل مما حدث في لبنان بسببك».. فأعلن شارون للتلاميذ انه لن يجيب عن اي سؤال يتعلق بلبنان. فثارت ضجة كبرى في القاعة. وبدأ التلاميذ ينسحبون الى الخارج. فوجد نفسه يغادر معهم الى بيته.

واثر ذلك قرر طاقمه الامتناع عن المشاركة في الظهور امام المدارس الثانوية، متذرعا بأن التلاميذ هناك ليسوا مصوتين. ولدى شارون مهمات اخرى.

يذكر ان تلاميذ المدارس الثانوية ليس لديهم حق الاقتراع، اذ ان هذا الحق يبدأ في سن 18 عاما. ولكن حرص المرشحين على الظهور امامهم يعود الى القناعة بأنهم يؤثرون على اهاليهم. وقد اصدر مجلس حماية الطفل في اسرائيل بيانا الى طلبة المدارس من جميع المراحل بألا يشاركوا في الانتخابات التجريبية التي تنفذها الاحزاب في صفوفهم، وذلك «لان الاحزاب ستستغلكم بشكل مشين. فاذا كانت تريدكم فعلا، فطالبوها بتعديل قانون الانتخابات بحيث يتاح لكم ان تشاركوا في الانتخابات الفعلية. اطلبوا ان يصبح حق الاقتراع ابتداء من سن 16 عاما».

الى ذلك استقبل احد معوقي الجيش الاسرائيلي، ويدعى عمير لنتسبسكي (39 عاما)، شارون امام احدى المدارس وهو يحمل شعارا احتجاجيا وقد بدا ان يده اليمنى مقطوعة. وكتب على الشعار «لست مستعدا لان اعطيك اليد الميكانيكية من اجل الحرب المقبلة».

جدير بالذكر ان استطلاعات الرأي ما زالت تتحدث عن نسبة هبوط واسعة في عدد المصوتين، وذلك ليس فقط لان العرب بمعظمهم سيقاطعون، انما لان المواطنين الاسرائيليين في خارج البلاد لا يتحمسون للعودة. وكما قال مُعِدّو البحث فان هؤلاء لا يرون اهمية في هذه الانتخابات. اذ انهم لم يقرروا العودة. وقد جرت العادة على اقامة قطار هوائي في كل من الولايات المتحدة واوروبا في كل انتخابات لجلب الناخبين. اما هذه الانتخابات فلم يزد عدد ركاب «العال» ولو بواحد. وعلى الغالب فان اصوات هؤلاء ستضيع بالاساس على باراك اذ ان غالبية الموجودين في الخارج للعمل او للاستجمام هم من مؤيديه.