مسلمة ثابت المشارك في قتل الجنديين الإسرائيليين في طولكرم: نعم قتلناهما ولو خرجت فأنا مستعد لقتل المزيد انتقاما للشهيد ثابت

ابن شقيق مسؤول «فتح» الراحل تحدث لـ«الشرق الأوسط» بالهاتف النقال من معتقله في مقر الأمن الوقائي في رام الله

TT

«اقر بقتل الاسرائيليين. ولو خرجت فانني على استعداد لقتل حتى مائة اسرائيلي آخر انتقاما لأرواح الشهيد ثابت».

هكذا تحدث مسلمة ثابت ابن شقيق الدكتور ثابت ثابت امين سر تنظيم حركة فتح في منطقة طولكرم الذي اغتالته الوحدات الخاصة الاسرائيلية امام منزله في المدينة عشية رأس السنة الميلادية، لـ«الشرق الاوسط» من معتقله في مقر جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في رام الله.

وكان مسلمة و3 شبان اخرين شاركوا في قتل الاسرائيليين اللذين اوصلهما حظهما السيئ الى طولكرم برفقة فلسطينيين من مناطق 1948 الى طولكرم التي لم يمض على اغتيال احد ابرز قيادات فتح فيها آنذاك حوالي 3 اسابيع، قد سلموا انفسهم للامن الوقائي في المدينة خوفا من عملية انتقام اسرائيلية كما قال مسلمة. وتحدث مسلمة عبر الهاتف النقال الذي يحتفظ به في المعتقل، عن ادق تفاصيل عملية خطف الاسرائىليين من مطعم في المدينة وحتى قتلهما على بعد 3 اميال من المدينة. كما تحدث عن القلق الذي كان يساوره وبقية زملائه ورئيس الأمن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب اثناء عملية نقلهم من طولكرم الى مقر الأمن الوقائي الرئيسي في رام الله. وقال مسلمة «ان العقيد أبو رامي (جبريل الرجوب) نقلنا بسيارته من طولكرم إلى رام الله. وكان قلقا من ان يوقفنا احد المخاصيم (الكلمة العبرية للحواجز العسكرية الاسرائىلية) العديدة على الطريق».

وكانت القوات الاسرائيلية قد اوقفت في السابق موكبا للأمن للوقائي كان يقل معتقلين من حماس من الخليل الى رام الله. واعتقلت عضوي حماس.

وفي ما يلي نص الحوار مع مسلمة ثابت:

* كيف يسمحون لكم بالاحتفاظ بهاتف النقال داخل المعتقل... هل هذا مسموح لكل المعتقلين؟

ـ سمحوا لنا بالجوال لمدة يوم او يومين حتى تقديمنا للمحاكمة.

* ومتى اعتقلت وبقية من معك من الشباب؟

ـ اعتقلنا يوم الثلاثاء.. عفوا الاربعاء... الاربعاء بعد العصر تقريبا.

* كم عدد المعتقلين معك؟

ـ نحن اربعة معتقلين... بالاضافة لي هناك فراس جابر ورائد الكرمي وزياد دعاس...

* انتم اربعة فقط... التقارير الاولية افادت بان المعتقلين حوالي عشرة...

ـ لا... نحن فقط اربعة.

* كيف جرى اعتقالكم؟

ـ احدنا سلم نفسه للاستخبارات العسكرية.

* من هو ذاك الشخص؟

ـ فراس جابر باعتباره عسكرياً، بينما البقية سلمت نفسها للامن الوقائي.

* وكيف وصلتم من طولكرم الى رام الله.

ـ كما قلت، كنا في مقر الوقائي الواقع في مقر المقاطعة في طولكرم. بعدها جاءت مجموعة من رام الله ونقلتنا الى رام الله.

* هل صحيح ان العقيد جبريل الرجوب جاء بنفسه الى طولكرم لنقلكم الى مقر الوقائي الرئيسي في رام الله؟

ـ هذا صحيح.

* وانتم تنتمون الى حركة فتح...

ـ نعم.

* ومقرون بقتل الاسرائيليين...

ـ نحن معترفون ومقرون بقتلهما ولو يصح لنا فاننا سنقتل منهم 5 او حتى مائة.

* اشرح لنا كيف تمت العملية بالتفصيل؟ لنبدأ بالكيفية التي وصلتكم فيها المعلومات بشأن وجود الاسرائيليين في المطعم.

ـ كنا قبل ذلك في مسيرة شعبية للمطالبة باعتقال الجواسيس واستنكارا لعملية اغتيال الدكتور (ثابت). وبعد المسيرة تفرق الشباب فمنهم من عاد الى منزله ومنهم من توجه الى مطعم من المطاعم لتناول الغداء. ومن قبيل الصدف توجه احد الشبان الى مطعم ابو نضال في شارع سينما الفريد (وسط المدينة) وفوجئ بسماع لغة غريبة قادمة من طاولة ليست ببعيدة عنه.

* هل كانوا يتحدثون بالعبرية؟

ـ خليط من العبري والعربي. فكر الشاب انهم من عرب اسرائيل فاتصل بنا، وتوجهنا على الفور الى المطعم. دققنا في هوياتهم واكتشفنا ان أحدهم عربي فاطلقنا سراحه.

* هل اعتقلتوهم داخل المطعم ام...

ـ انتظرناهم حتى انتهيا من الطعام، قبل ان نعتقلهما وليس كما فعل الاسرائيليون مع عمي الذين لم يمهلوه حتى ينهي فطوره... نحن ارحم منهم. دققنا في هوياتهم واكتشفنا ان احدهم كان جنديا وهو اعترف بذلك معتقدا اننا ننتمي للشرطة الفلسطينية او احد الاجهزة الامنية... بعدها أخذنا الإسرائيليين.

* يعني انتم لم تكونوا ملثمين كما ذكر؟

ـ بعضنا كان ملثما اما انا فلم اكن ملثما.

* من كان منهما الجندي... ديان ام زيتوني؟

ـ حقيقة انا لا اعرف اللغة العبرية.. لكن زملائي قالوا ان زيتوني هو الجندي.

* كيف وصلا الى طولكرم وهما يعرفان حدة الغضب فيها بعد اغتيال الدكتور ثابت؟

ـ لم نعرف كيف جاءا. لم نحقق معهما ولم يكن يهمنا. المهم انهما وصلا ووقعا بين ايدينا.

* بعد اعتقالهما اركبتوهما السيارة. وبعدها؟

ـ وضعناهما في سيارة الغولف (فولكسواجن). وتجنبا لاي محاولات من الشرطة والاجهزة الامنية لقطع الطريق علينا واخذهما منا، فقد سرنا في طرق التفافية حتى نجحنا في الخروج من المدينة، وتوجهنا بهما الى طريق بلعا اكتابة (يبعد حوالي 3 كيلومترات شمال شرق طولكرم).

* الى المنطقة الحرجية...

ـ لا.. الى الطريق الترابي الذي يصل بلعا باكتابة.

* وصلتم الى الطريق الترابي... ماذا حصل بعد.. هل قتلتوهما على الفور ام حققتم معهما؟

ـ سألناهما (بضعة) أسئلة. من جانبهما حاولا التفاهم معنا. وقلنا لهما عبر احد الشبان الذي يتحدث العبرية، اننا نرفض التفاهم.. وقال الشاب لهما: انتم قتلتم الدكتور ونحن ننتقم منكما لقتله.

* فاطلقتم النار عليهما بعد ذلك...

ـ لا.. تركناهما يتلون بعض الصلوات واجلسناهما قبل ان نطلق النار عليهما.

* كم رصاصة اطلقتم على كل منهما؟

ـ بين رصاتين الى ثلاث رصاصات... في الرأس والصدر حتى لا يتعذبا. وتركنا النقود التي وجدناها معهما عند تفتيشهما الى جانبهما. وغادرنا الموقع. وبالنسبة لسيارتهما فقد تركناها للفلسطيني الاسرائيلي فواز ابو حسين.

* بالمناسبة كيف كان رد فعل ابو حسين عند اعتقالكم للاسرائيليين؟

ـ توسل الينا وحاول جاهدا التفاهم معنا حتى اطلق احد الشبان رصاصة في الهواء اخافته فسكت.

* نعود الى اعتقالكم.. اعتقلتم عصر الاربعاء... فمتى نقلتم الى رام الله؟

ـ نقلنا الى رام الله في نفس اليوم.

* صحيح انكم نقلتم بسيارة العقيد الرجوب؟

ـ صحيح.. نقلنا بسيارة العقيد ابو رامي.

* هل كان العقيد الرجوب موجودا معكم؟

ـ طبعا.

* الم يكن هناك قلق من احتمال ان يوقفكم الجيش الاسرائيلي عند احد الحواجز وهي عديدة بين طولكرم ونابلس ، ويعتقلكم كما حصل في السابق مع معتقلين من حماس نقلوا من الخليل الى رام الله واعترضهم الجيش الاسرائيلي واعتقلهم؟

ـ كان العقيد حاسب حساب الاعتقال بدليل انه جاء ومعه سيارتان من المسلحين. وكان قلقاً. لمعلوماتك فقد كان في الطريق 7 مخاصيم (كلمة عبرية تعني حواجز عسكرية) وقد تعرضت سيارة العقيد وهو في طريقه من رام الله الى طولكرم للتفتيش. اكثر من مرة أوقفنا الجنود الاسرائيليون لكن في كل مرة كانوا يفتشون السيارة الاولى التي كانت للعقيد سامح كنعان. ولحسن الحظ انهم لم يفتشوا سيارة العقيد.

* صحيح ان سيارتين مسلحتين كانتا ترافقكم؟

ـ نعم.

* هل تحدثتم عن شيء وانتم في سيارة العقيد؟

ـ السكوت كان يخيم علينا بسبب القلق والخوف من الحواجز.

* وصلتم الى رام الله.. ماذا حصل فور وصولكم؟

ــ حققوا معنا.

* النيابة العامة؟

ـ نعم النيابة العامة.

* ومتى ستقدمون للمحاكمة؟

ـ لا ادري. البعض يقول اليوم وآخرون يقولون غدا. لكن قضيتنا واضحة.

* يعني انت لا تنكر..

ـ لا انكر واعترفنا بقتل الاسرائيليين.

* يتوقع ان تكون المحاكمة سريعة خاصة انكم معترفون...

ـ صحيح هكذا اتوقع.

* هل انت تابع للوقائي ام..

ـ لا... انا تابع للتنظيم (فتح).

* وكذلك بقية الشباب...؟

ـ كل الشباب ينتمون للدكتور ثابت.

* اشيع انكم قد تتلقون حكما بالسجن لمدة 15 سنة.

ـ لا احد يدري بعد... التحقيق تم معنا لكن المحكمة لم تعقد بعد. نحن كما تعلم محتجزون الى حين المحاكمة وسمحوا لنا بالاحتفاظ بهاتف جوال واحد لفترة النهار فقط ويؤخذ منا في الليل اي حوالي الساعة الثامنة.

* هل معتقلون فرادى ام مع بعض؟ ـ نحن معتقلون مع بعض في غرفة اعتقال واحدة تضم 6 أسرَّة.

* يعني انكم لم تتعرضوا لضرب او تعذيب؟

ـ لا.

* هل يسمح لكم بمغادرة المعتقل؟

ـ لا.. يسمح لنا فقط بمغادرة غرفة الاعتقال للرد على مكالمة هاتفية واوقات وجبات الطعام والحاجة الى المرحاض.

* وهل المعتقل او مقر الامن الوقائي موجود في رام الله نفسها...

- لا... موجود في قرية بتونيا التي اصبحت ضاحية من ضواحي رام الله.

* سمعت ان الخوف من الانتقام الاسرائيلي دفعكم الى تسليم انفسكم للامن الوقائي...

ـ انا شخصيا اعيش في منطقة «ج» (الخاضعة امنيا واداريا للقوات الاسرائيلية) واثنان من الشباب يعيشان قرب منزل الدكتور ثابت (قريبة من نقطة التماس).

* تسليمكم لانفسكم كان اذاً لاسباب امنية وحفاظا على سلامتكم.

ـ كما قلت ان مناطقنا كانت خطرة. اضافة الى ان الاسرائيليين هددوا بالانتقام. وقد تحدث (رئيس وزراء اسرائيل ايهود) باراك في خطاباته مرتين او ثلاثاً عن هذا الأمر.

* انت تؤكد ان عمليتكم كانت انتقاما لاغتيال الدكتور ثابت مما يعني أنها لم تتم بقرار من الحركة؟

ـ كانت عمليتنا ردا على اغتيال الشهيد الدكتور وانتقاما لروحه.

* الم تفكروا وانتم تقتلون الاسرائيليين، بانعكاساتها على عملية التفاوض في طابا؟

ـ عملية التفاوض لا تهمنا ولا تعنينا باي شيء بعد اغتيال الشهيد الدكتور. بنفس الوقت لم يكن الهدف تدمير المفاوضات.. ثم ان الإسرائيليين جاءا بأرجلهما إلى منطقتنا، ولا نعرف الهدف من زيارتهما. لقد قتل الاسرائيليون 15 فلسطينيا في طولكرم وحدها وحوالي 500 في الضفة والقطاع فماذا يتوقعون منا. كنا سنشعر بالخيانة لروح الدكتور، لو تركناهما يغادران طولكرم أحياء.

* بلغنا ان الرئيس عرفات نفسه احرج من العملية وازعجته لانها جاءت في وقت حرج من المفاوضات.

ـ نحن لا يهمنا احراج عرفات او السلطة. بالنهاية هذه العملية كانت انتقاما لاستشهاد الدكتور. ولا يهمنا ما سيحدث للمفاوضات او عمليات السلام كلها.. هذا لا يهمنا. لماذا قتلوا الدكتور الذي كان رجل سلام؟ كما تعرف كان الدكتور عضوا في الوفد المفاوض، وكان له اصحاب يهود كثيرون.

* إذا أخلوا من كلامك انك وزملاءك مستعدون للقيام بعمليات مماثلة اخرى.

ـ لو أخلوا سبيلنا فاننا مستعدون لقتل اسرائيلي كل يوم.

* هل أنت متزوج؟

ـ نعم انا متزوج وزوجتي حامل بولد وساسميه ثابت.

* وهل بقية الشباب متزوجون ايضا؟

ـ نعم رائد متزوج وكذلك فراس.

* والرابع؟

ـ ناوون تزويجه ان شاء الله.