تكتم حول التحقيقات مع عراقي حاول خطف طائرة تابعة لـ«طيران الخليج»

TT

تكتمت شرطة ابوظبي امس على نتائج التحقيق مع مسافر عراقي حاول ليلة اول من امس اختطاف احدى طائرات «طيران الخليج» كانت قادمة من هونغ كونغ الى ابوظبي عبر بانكوك.

وكان يفترض ان يصدر بيان عن وزارة الداخلية بعد ظهر امس الا ان ناطقاً بلسان الوزارة ابلغ الصحافيين انه لن يصدر اي بيان مما زاد من حجم التساؤلات عن دوافع عملية الاختطاف وابعادها والكيفية التي سيتم التعامل بها مع المنطقة. ورغم ان بعض المصادر الاماراتية استبعدت ان تكون هناك دوافع سياسية وراء محاولة الاختطاف استناداً الى سذاجة المحاولة وبساطة الادوات التي استخدمها الخاطف حيث كان يحمل سكيناً فقط، فان ما افصح عنه الراكب لقائد الطائرة من دوافع بدا غريباً، اذ قال انه لا يريد التوجه الى بغداد رغم ان الطائرة لم تكن متجهة الى بغداد، كما انه طلب من قائد الطائرة ان تتحول الى اوروبا، وهي ابعد من ان تصلها طائرة قطعت ثماني ساعات طيران في الجو واستنفدت معظم وقودها.

وكانت مصادر قد ذكرت ان منفذ المحاولة قد يكون مختلا عقليا فضلاً عن انه كان مخموراً ومتوتراً لحظة إقدامه على المحاولة الفاشلة. ولم تفصح الشرطة عن اسم المختطف او عمره ولم يتسن التقاط اي صور له اثناء انزاله من الطائرة بعد السيطرة عليه من قبل طاقم الطائرة.

وقالت مصادر في شرطة ابوظبي ان القائم بالاعمال العراقي بالانابة في دولة الامارات العربية المتحدة تابع مع الاجهزة المعنية التحقيقات التي اجريت مع المختطف لكن مصادر السفارة العراقية رفضت التعليق على التحقيقات او الادلاء برأيها في العملية الفاشلة.

تجدر الاشارة الى ان السفارة العراقية تتخذ من فندق العين مقراً مؤقتا لها منذ ان استأنف البلدان التمثيل الدبلوماسي على مستوى القائم بالاعمال قبل حوالي عشرة اشهر. وكانت شركة «طيران الخليج» قد اعلنت في ساعة متأخرة اول من امس عن احباط محاولة الاختطاف التي جرت في الاجواء اثناء رحلة عادية لاحدى طائرات الشركة بين هونغ كونغ وأبوظبي.

وحسب بيان اصدرته الشركة فان مساعدي قائد الطائرة (بحريني وعماني) تمكنا من السيطرة على مختطف الطائرة التي كانت تقل 262 راكباً بينهم طاقمها المؤلف من 14 فرداً. وأوضح بيان الشركة ان عملية الاختطاف بدأت عند الساعة الثامنة والنصف بتوقيت أبوظبي وقبل ثلاث ساعات من وصول الطائرة الى محطتها الاخيرة اي العاصمة الاماراتية. وذكر ان مساعدي قائد الطائرة تمكنا من تكبيل الخاطف من دون التسبب باصابات بين المسافرين الذين لم يعلموا بالحادث الا عند وصولهم، كما لم تكن هناك حاجة لتغيير مسار الرحلة.

وذكرت مصادر في المطار أن مساعدي الطيار وهما عباس اميري (بحريني الجنسبة) وخلفان سيف آل نبهاني (عُماني الجنسية) فوجئا بشاب يحمل سكيناً يهدد قائد الطائرة ويطلب منه التوجه الى اوروبا، وكان الرجل في حالة توتر وسكر، ويردد انه لا يريد العودة الى العراق. وذكر شهود ان حالته توحي بعدم اتزانه.

وحسب رواية شهود العيان فإن مساعدي قائد الطائرة تمكنا من السيطرة على الخاطف عندما كان يحاول الانقضاض بالسكين التي يحملها على رقبة قائد الطائرة بعد ان ابلغه الاخير ان الوقود المتبقي في الطائرة لا يكفي للوصول الى اوروبا. وذكر الشهود ان مساعدي الطيار تمكنا من طرح الخاطف ارضاً وربطاه وتم تسليمه الى السلطات المختصة عند الوصول، وكانت الاجهزة المختصة في أبوظبي قد اعلنت حالة الطوارئ في المطار والدفاع المدني والمستشفيات فور ورود انباء عن اختطاف الطائرة.

وحسب القوانين المعمول بها في الامارات فإن قانون العقوبات الاماراتي يعاقب بالسجن المؤبد كل من هاجم طائرة او سفينة بقصد الاستيلاء عليها او على بعض البضائع التي تحملها او بقصد ايذاء احد او اكثر ممن فيها او بقصد تحويل مسارها.

وتنص مواد قانون العقوبات على ان يعاقب بالسجن المؤقت كل من عرض عمداً للخطر بأية طريقة كانت سلامة سفينة او طائرة أو اي وسيلة من وسائل النقل العام، وتطبق عقوبة السجن المؤبد اذا نجمت عن الفعل كارثة ما، ويحكم بذات العقوبة اذا وقع الفعل من شخص على متن الطائرة او السفينة، أما إذا قام الجاني باعادة الطائرة او السفينة بعد الاستيلاء عليها مباشرة ولم يكن قد ترتب على فعله إضرار بها او بالبضائع التي تحملها او ايذاء للموجودين عليها الى قائدها الشرعي او الى من له الحق في حيازتها قانوناً كانت العقوبة السجن مدة لا تتجاوز خمس سنوات، ويهدف هذا التخفيف الى تشجيع من يتورط في مثل هذه الحوادث على التراجع عن فعله.