الحريري في ختام زيارته لمسقط: لا نتخوف من عودة بعض الرموز السياسية إلى لبنان

TT

أكد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني في ختام زيارته لسلطنة عُمان ان النظام السياسي في لبنان يستطيع ان يستوعب كل القوى السياسية وليس هناك تخوف من عودة بعض رموز القوى السياسية الى لبنان. وردا على سؤال حول الوضع اللبناني الداخلي وتأثيراته على قدرة استقطاب الاستثمارات الاجنبية في بلاده، قال في مؤتمر صحافي امس «اننا في لبنان نناقش امورنا بحرية وان ذلك يعد من الامور الصحية التي تقوي النظام والمجتمع اللبناني، وبالتالي فان همومنا الداخلية لا تشكل اي مخاطر على الاستثمار في لبنان».

وأشار الحريري الى ان مجلس الوزراء اللبناني اتخذ اخيرا، ولأول مرة، قرارا يسمح لمواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدخول الى الاراضي اللبنانية بدون تأشيرة، مؤكدا ان القرار سيطبق بدءا من الاسبوع المقبل.

وقال ان القرار يعد معاملة وحيدة وفريدة في لبنان تقدم لمواطني دول مجلس التعاون، كما يعد دليلا قاطعا على رغبة لبنان في توطيد العلاقات مع مواطني دول المجلس.

وأعرب رفيق الحريري عن شكره وتقديره للسلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان والشعب العُماني على ما لمسه خلال لقاءاته معهم من رغبة في التقارب لتطوير العلاقات بين السلطنة والجمهورية اللبنانية في مختلف المجالات. وقال انه تم خلال الزيارة الاتفاق على العديد من الامور تتمثل في دعوة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورجال الاعمال العُمانيين لزيارة لبنان وتبادل الزيارات بين المسؤولين وغرف التجارة وفتح الاجواء امام شركات الطيران. وعن موقف لبنان من مفاوضات طابا، اوضح الحريري ان اية مفاوضات تؤدي الى استعادة الحقوق تؤيدها الحكومة والشعب اللبناني.

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك مفاوضات سرية بين لبنان واسرائيل، قال «ان لبنان لم ولن يفاوض اسرائيل سرا، فليس هناك اي سبب لذلك. فالامور كلها واضحة، حيث عقدت سابقا عدة اجتماعات بواشنطن بين وفد لبناني واسرائيلي برعاية اميركية، ولم تؤد الى اية نتيجة»، مشيرا الى انه عندما تقرر اسرائيل رغبتها الاكيدة في السلام القائم على احترام الشرعية والقرارات الدولية ومؤتمر مدريد، فان لبنان والعرب لن يتأخروا في ذلك.

وتطرق الحريري في المؤتمر الصحافي الى مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مؤكدا ان بلاده ترفض التوطين والحل هو عودة الفلسطينيين الى ديارهم وليس بتوطينهم في لبنان.

وعن العلاقات اللبنانية ـ السورية، قال رئيس مجلس الوزراء اللبناني انها «علاقات راسخة»، وأي شوائب قائمة في هذه العلاقات تبحث بكل محبة وصداقة وبروح الاخوة بين البلدين، مؤكدا ان لبنان يسعى الى تطوير علاقاته مع كل الدول، وخاصة مع سورية التي تربطهما علاقات الجوار والمصالح المشتركة.

من جهة اخرى، قال يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير العُماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، ان السلطان قابوس بن سعيد أكد لرفيق الحريري خلال استقباله له مساء اول من امس مساندة السلطنة للبنان بقدر المستطاع في جهودها من اجل الارتقاء باقتصادها وبناء لبنان جديد. واوضح ان الحريري شرح للسلطان قابوس الخط العام للسياسة اللبنانية والجهود المبذولة لتطوير الاقتصاد اللبناني والمواقف اللبنانية من قضايا الشرق الأوسط والقضايا التي لها علاقة مباشرة بلبنان. وأكد ابن علوي ان السلطنة ترحب بالتعاون مع لبنان في مجالات التجارة وحماية الاستثمار والنقل الجوي. وقال ان رئيس مجلس الوزراء اللبناني مهتم بقضايا المنطقة السياسية، وجرى تبادل الرأي حول تلك القضايا من بينها الوضع في العراق. وتطرق ابن علوي في تصريحه الى مؤتمر القمة العربي القادم المقرر عقده في مارس (آذار) المقبل في العاصمة الاردنية، وقال «اننا نأمل ان ينعقد المؤتمر، وقد تحققت للعرب الارضية التي تساعدهم على بدء رحلة الالف سنة من التضامن والعمل العربي المشترك».