مؤتمر القدس الأول يبدأ أعماله في بيروت

TT

افتتح «مؤتمر القدس الاول» اعماله مساء امس في قصر اليونيسكو ببيروت، بمشاركة شخصيات سياسية ورسمية تمثل اكثر من 40 دولة عربية واسلامية ، بينها مستشار الرئيس الايراني علي اكبر محتشمي، بصفته الامين العام للمؤتمر الاول لفلسطين، ومفتي الديار المقدسة والامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية عبد الله الاحمر وبابا الاقباط في مصر الانبا شنودة، اضافة الى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري والامين العام لـ «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله.

وتستمر اعمال المؤتمر ثلاثة ايام يتخللها طرح واقع القدس في ظل ما يحكى عن اتفاقات تم التوصل اليها خلال المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وسيتم انتخاب لجان ووضع نظام داخلي لمؤسسة القدس.

واقام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، في دار الفتوى في بيروت، مأدبة عشاء تكريماً للمشاركين في المؤتمر. والقى كلمة ابرز ما جاء فيها: «ان قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، ولا قضية العرب وحدهم، بل هي قضية الاسلام والمسلمين في العالم ايضاً، لأن المسجد الاقصى في فلسطين، وهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ليس للفلسطينيين وحدهم، وليس للعرب وحدهم، بل لكل المسلمين في العالم ايضاً. ولأن الارض التي باركها الله في القرآن الكريم حول المسجد الاقصى، هذه الارض المباركة، وهي كل فلسطين، ليست ارض الفلسطينيين وحدهم وان كانوا شعبها، ولا ارض العرب وحدهم وان كانت من بلادهم، بل هي ارض كل المسلمين في العالم».

واضاف: «ان ما يُسمى السلام العادل والشامل والدائم مع دولة الاحتلال اليهودي الاجنبي في فلسطين المسماة اسرائيل هو امر غير جائز شرعاً، لان فلسطين هي بلد عربي محتل من الاجنبي اليهودي. والشعوب تعمل على تحرير اوطانها. ولا تعقد الصلح والسلام مع الاجنبي المحتل لارضها. لقد رفضنا احتلال العربي المسلم، وهو العراق، لدولة الكويت، فكيف نقبل باحتلال اليهودي الاجنبي لفلسطين ونعقد معه سلاماً ليبقى محتلاً لفلسطين او لجزء من فلسطين؟». واعتبر المفتي قباني: «ان ما يُسمى السلام العادل والشامل والدائم مع الاحتلال الاجنبي اليهودي في فلسطين، هو في نظرنا بمثابة حبة مخدر يقدمها اليهود الاجانب للعرب، حتى اذا كان آخر هذا الجيل او اول جيل قادم ضربوا بالمعاهدات والمواثيق عرض الحائط وتقدموا ليقيموا دولتهم اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل. والا فما معنى الخطين الازرقين في علَم اسرائيل، اللذين يرمز احداهما الى الفرات، والآخر الى النيل؟».

والقى الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله كلمة جاء فيها: «بعد الانتصار الكبير في لبنان، من جهة، وبعد تعاظم المآزق والمآسي التي خلفها طريق اوسلو في فلسطين، من جهة اخرى، لم نعد بحاجة الى الكثير من الكلام والاستدلال على ان استراتيجية المقاومة هي وحدها القادرة على استعادة القدس والارض والحقوق وان استراتيجية التسوية تؤدي الى نتائج بائسة والى حد يضطر فيها المفاوض الفلسطيني اخيرا الى ان يجمد انتفاضة شعبه وان يتحول الى جزء من الماكينة الانتخابية للسفاح باراك الذي ارتكب كل هذه الجرائم بحق الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني».

واشار نصر الله الى انه بالنسبة الى قضية الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية «فانا اعتقد ان هذه القضية ستلقى اهتماما خاصا خلال الايام القليلة الباقية قبل الانتخابات الاسرائيلية. وهناك محاولة لانجاز شيء ما. وهنا اجدد التزام حزب الله الاكيد (...) واقول لباراك. اذا كنت ترفض مطالبنا وتريد ان تقنعنا بان ما في ايدينا من جنودك ليس كافيا، لتحقيق مطالبنا باطلاق الاسرى والمعتقلين وبالتالي ان علينا ان نعمل من جديد لاسر المزيد من جنودك وضباطك فاننا جاهزون لذلك وسنفعل ان شاء الله..».