حصيلة ضحايا زلزال الهند تتجاوز الـ 20 ألفا وتلميح من نيودلهي بقبول المساعدات من باكستان

فريق سويسري أنقذ امرأة وطفلا بقيا عالقين لمدة 43 ساعة * فرار 188 سجينا أثناء الهلع

TT

امتنعت وزارة الخارجية الهندية أمس عن التعليق بشكل محدد عما اذا كانت الهند ستقبل معونات من جارتها باكستان، غير ان المتحدث باسمها قال ان السياسة المعمول بها هي قبول كل عروض المساعدة، الأمر الذي فسر بأنه تلميح من نيودلهي بقبول المساعدات الإغاثية من منافستها التقليدية، ويتوقع أن يؤدي إلى تقارب بين البلدين النوويين المتنافسين في جنوب شرق آسيا على غرار ما حدث بين أنقرة وأثينا عام .1999 وقال المتحدث ان الهند تقبل «بكل تقدير وعرفان» كل عروض المعونة للاغاثة من اثار الزلزال. وعندما سئل عما اذا كان عرض باكستان سيقبل اجاب «لا اعرف لماذا تخصون بالذكر اي دولة بعينها، نحن نعطي الاولوية لاسعاف ومساعدة الضحايا. وقد عرض عدد كبير من الدول تقديم مساعدات وسياستنا العامة هي قبول عروض المساعدة الانسانية». وكانت باكستان قد أعلنت السبت أنها قررت ارسال معونات اغاثة إلى الهند وانها ستنسق معها بشأن الزلزال الذي ضرب ولاية غوجرات (غرب الهند) وتسبب في مقتل 20 ألف قتيل على الأقل.

وفي حصيلة شبه رسمية لهذا الزلزال نقل تلفزيون «ستار نيوز» أمس عن وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز قوله إن اكثر من 20 الف شخص لقوا حتفهم في الزلزال الذي ضرب الجمعة ولاية غوجرات. وقال فرنانديز للتلفزيون بينما كان يتفقد بلدة انغار التي تعد من اكثر المناطق تضررا، فإنه يتوقع ان تتجاوز الحصيلة الـ «20 الف قتيل او أكثر على الارجح».

وبدأت فرق الانقاذ الدولية تتوافد إلى الهند لمساعدة الجيش والمتطوعين المدنيين في المناطق المنكوبة، في الوقت الذي تضاءلت فيه فرص العثور على ناجين. وقال وزير ولاية غوجرات، كيشوباي باتيل، ان هزة ارضية جديدة سجلت صباح أمس وبلغت قوتها 9،5 درجة على مقياس ريشتر بالاضافة الى عشرات الهزات الارتدادية. واشاعت هذه الهزات الارضية الجديدة الذعر في بعض احياء مدينة احمد اباد حيث امضى الاف السكان ليلتهم الثانية في الخارج. وطلب باتيل من السكان تجنب البقاء داخل المباني المتشققة، واعرب ايضا عن قلقه ازاء مخاطر انتشار اوبئة في مدينة بهوج التي تقع بالقرب من مركز الزلزال نظرا لتلوث المياه فيها ووجود عشرات الحيوانات النافقة في الشوارع. وقال باتيل للصحافة ان «مستشفيات بهوج الاربعة طمرت تحت الارض مع كل موظفيها».

ولا تزال جهود الانقاذ متواصلة لتحديد مواقع الاشخاص الذين لا يزالون تحت انقاض مئات المباني المنهارة في عدد كبير من مدن وبلدات غوجرات. ووصلت فرق انقاذ من تركيا وروسيا وسويسرا الى الهند، فيما ينتظر وصول فرق اخرى من بريطانيا وايطاليا وفرنسا خلال النهار.

وفي احمد اباد تمكن فريق سويسري برفقة كلاب مدربة من سحب ناجين، امرأة (35 سنة) وفتى (14 سنة) كانا عالقين لمدة 43 ساعة تحت انقاض مبنى سكني. وقال مساعد رئيس الفريق السويسري هانس بيتر سوتر «اذا احتجز شخص ما في مكان يصل اليه الهواء بالقرب من مطبخ او حمام او مصدر مياه فيمكنه الصمود هناك لمدة اسبوع، والا فهناك امل ضئيل في العثور على ناجين بعد ثلاثة ايام على وقوع الزلزال».

وبلغت قوة الزلزال وهو الاعنف الذي يضرب الهند خلال نصف قرن 9،6 درجة على مقياس ريشتر المفتوح حسب مكتب رصد الزلازل في نيودلهي. واشارت مراكز رصد اجنبية الى ان قوة الزلزال تتراوح بين 6،7 و9،7 درجة. وقال مسؤولون وصحافيون هنود ان ضواحي بهوج في منطقة كوتش (شمال غوجرات) تشبه عند النظر اليها من الجو «منطقة تعرضت لقصف عنيف». ولا تزال المياه والكهرباء والاتصالات مقطوعة في عدد كبير من بلدات هذه المنطقة الاكثر تضررا على ما يبدو. واشتكت السلطات ايضا من نقص الادوية. وقال مساعد رئيس ادارة بهوج ام.كي غادوي ان «الوقت ليس في مصلحة مئات الاشخاص الذين ما يزالون محصورين تحت الانقاض». واضاف ان «نداءات المساعدة تتراجع تدريجيا ونحن عاجزون» عن معالجة الوضع.

وفي بهوج واصل الجيش اعمال البحث طوال الليل لكن جهوده بدت بطيئة جدا لانه غير مجهز بمعدات ثقيلة. واعلن مسؤولون محليون انهم يحضرون للقيام بعملية «حرق جماعي» للجثث. وافادت وكالة الانباء الهندية ان 188 سجينا فروا من سجن بهوج اثر حصول الزلزال الذي دمر حائط السجن، وكان هناك 268 سجينا في هذا السجن.