شارون: تعهدات باراك لعرفات محاولة لفرض الأمر الواقع على الحكومة القادمة

TT

شكا ارييل شارون رئيس المعارضة اليمينية في اسرائيل وصاحب الحظ الأوفر بالفوز برئاسة الحكومة الاسرائيلية بعد اسبوع، من ان رئيس الحكومة المستقيل ايهود باراك قدم تعهدات خطية للفلسطينيين، محاولا فرضها أمرا واقعا على الحكومة.

ومع ان شارون لم يقل ان هذه التعهدات لن تكون ملزمة له إلا انه اوضح انها تخلق اشكالية لحكومته العتيدة، وانها لن تساعد على انطلاق العملية السلمية في المستقبل.

وقال شارون امس، ان مبعوثين باسمه ينتشرون في مختلف انحاء دول العالم بما في ذلك دول عربية، لتوصيل رسالة منه الى عدد من الرؤساء والملوك، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، يطمئنهم الى أن وجهته هي نحو السلام وليس الحرب. و«لكنني اريد سلاما ثابتا ومقنعا للمواطنين في اسرائيل، فهم لن يقبلوا بالسلام كما يصوغه باراك وعرفات في الاتفاقيات الحالية».

وجاءت تصريحات شارون هذه تعقيبا على البيان الذي اصدره الاسرائيليون والفلسطينيون في ختام مفاوضات طابا، اول من امس واوضحوا فيه ان تقدما ملموسا حصل في كل قضايا المفاوضات، ولكن عامل ضغط الوقت بسبب الانتخابات الاسرائيلية الزمهم بالتوقف على ان تستأنف المفاوضات بعد الانتخابات. واشتاط شارون غضبا من هذا البيان، خصوصا بعد ان اعلن رئيس الوفد الفلسطيني احمد قريع (ابو العلاء) ان «الاتفاق تم ما بين حكومة اسرائيل وبين السلطة الفلسطينية وليس بين اشخاص، لهذا، فان كل ما يتفق عليه هنا سيكون ملزما للقيادات، حتى لو تغير رئيس هذه الحكومة او ذاك، وأية مفاوضات بين الطرفين ستنطلق من هذا الاتفاق اساسا».

يذكر ان المفاوضات انتهت عند الاتفاق والاختلاف حول مختلف القضايا الأساسية وذلك على النحو الآتي:

* القدس: اتفق الطرفان على ان تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، الاحياء العربية فيها تحت السيادة الفلسطينية (بما في ذلك البلدة القديمة) والاحياء اليهودية (بما في ذلك الاحياء الاستيطانية الجديدة لليهود) تحت السيادة الاسرائيلية. وهناك خلاف لم تتم تسويته بعد حول منطقة الحرم القدسي، إذ كل منهما يطالب بالسيادة عليه. فلسطين لا توافق على اي حل وسط بشأنه، واسرائيل تطرح امكانية ادارته بواسطة قوة خارجية ولا تمانع من ان تكون تلك قوة اسلامية، لكنها ترفض ان ينفرد الفلسطينيون بالسيادة عليه.

* الحدود: اسرائيل وافقت على قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على بقعة الأرض التي احتلتها اسرائيل سنة 1967 من الأراضي الفلسطينية، ولكن مع تعديلات حدودية تضمن بقاء 80 في المائة من المستوطنين اليهود في مستوطنة قائمة. والخلاف هو ان الفلسطينيين يطلبون ان تكون الحدود بنسبة 100 في المائة من الضفة الغربية وقطاع غزة، على ان يتم تبادل مساحات اراض بنفس القيمة والمساحة مع اراض من اسرائيل، ويطلبون ألا يكون بأيدي اسرائيل ما يزيد عن 2 في المائة من الضفة الغربية. اما اسرائيل فتطلب ان يكون الانسحاب بنسبة 100 في المائة من قطاع غزة و95 في المائة من الضفة الغربية، على ألا يحسب فيها شمال البحر الميت والقدس.

* اللاجئون: هناك اتفاق على حق العودة الى تخوم دولة فلسطين، من دون حدود او قيود على عدد العائدين. والفلسطينيون يطلبون ان يكون حق العودة مطلقا واسرائيل ترفض ان تكون حدودها ضمن هذا الحق. كما اتفق الطرفان على مسألة التعويضات وكيفية بنائها. اما داخل اسرائيل فقد اتفق على 150 ألف عائد خلال 10 ـ 15 سنة، وذلك في اطار لمّ الشمل.

* الأمن: وافق الفلسطينيون على اقامة 3 محطات انذار اسرائيلية في الضفة الغربية بادارة دولية ومشاركة من الطرفين وعلى اقامة لجنة مشتركة تعمل على ترتيب مسألة الطيران الاسرائيلي في سماء الأراضي الفلسطينية، لكن اسرائيل تطالب باستئجار غور الاردن 10 ـ 15 سنة، ووضع مخازن طوارئ فيها.

ومن المتوقع ان تطرح هذه الخلافات على لقاء القمة بين باراك وعرفات، غدا في استوكهولم على امل تسويتها او التقدم في علاجها.