فرحة لم تكتمل لعائلات الليبيين وتباين في مواقف أسر الضحايا

TT

دخل المقرحي وفحيمة قاعة المحكمة صباح امس باللباس التقليدي الليبي وجلسا وتبادلا الابتسامات ولوح المقرحي لأقاربه وراء الحاجز الزجاجي الفاصل بين قاعة المحكمة ومكان جلوس الجمهور ورد هؤلاء بالتلويح لهم بأيديهم وصاح احدهم «أهلا برجالنا».

من جهتهم جلس أقارب الضحايا (نحو 70 شخصا) على المقاعد الوسطى من القاعة وتبادلوا ايضا الأحاديث العابرة في انتظار دخول القضاة الثلاثة. وبعد ان نطق رئيس المحكمة اللورد رونالد سذرلاند، بالحكم، ساد قاعة الجمهور مثلما ساد قاعة المحكمة صمت مطبق. ولم يقطع الصمت في الجانب المخصص لأقارب المقرحي وفحيمة سوى همس احدهم للآخر «فحيمة يخرج والمقرحي باق».

واذا كان الليبيون قد حافظوا على اعصابهم رغم وقع الحكم فان العديد من أقارب الضحايا لم يتمالكوا انفسهم والضحية الاولى كان المتحدث باسم اسر الضحايا البريطانيين الدكتور جيم سواير الذي فقد ابنته فلورا في الكارثة. فقد اغمي على سواير وحمله أربعة اشخاص الى خارج القاعة.

وباستثناء حالة سواير فان باقي اقارب الضحايا البريطانيين تمالكوا انفسهم في تصريحاتهم واكتفوا بالتعبير عن ارتياحهم للحكم من دون الخوض في التفاصيل.

لكن الاميركيين الذين تحدثت اليهم «الشرق الأوسط» اعتبروا ان هذا الحكم لا يكفي، وأبدوا استياءهم من تبرئة فحيمة. ومن هؤلاء بروس سميث الذي فقد زوجته انجريد في الكارثة وسبق ان رفع دعوى مدنية ضد ليبيا. وقال سميث «انا سعيد بادانة احدهما فهذا سيسهل المضي قدما لمحاسبة المسؤولين».

من جهته، قال بيتر لوينستن (فقد ابنه الكسندر) «سعداء بالحكم». واضاف انه يدعو الرئيس الاميركي جورج بوش «لتشديد العقوبات». وقال «نعلم ان لرئيسنا اهتمامات نفطية لكن نأمل ألا تدفعه هذه الاهتمامات للتطبيع مع ليبيا».