واشنطن تعترف بتلقيها تحذيرا مسبقا عن هجوم في اليمن

العوهلي أبلغ المحققين بعملية ضد سفينة في عدن

TT

اعترف مسؤولون أميركيون بصحة ما جاء في تقرير لمحطة «إيه بي سي» التلفزيونية ليلة أول من أمس عن أن محمد راشد داوود العوهلي، أحد المتهمين الرئيسيين في تفجير السفارتين الأميركيتين في كل من تنزانيا وكينيا عام 98، والمعتقل حالياً في نيويورك، أبلغ المحققين الأميركيين أن هجوماً بصاروخ كاتيوشا سيقع على سفينة حربية في اليمن خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وجاء في التقرير أنه وفي صباح السادس والعشرين من أغسطس (آب) 1998، وبعد المعلومات التي قدمها العوهلي عن الخطة لهجوم إرهابي، بعث مكتب التحقيقات الفدرالي (إف. بي. آي) برسالة سرية موقعة باسم مديره لويس فريه، تحذر من وقوع عمل إرهابي ضد سفينة حربية أميركية في اليمن، وأن ثلاث جهات معنية في وزارة الدفاع (البنتاغون) وصلتها الرسالة التحذيرية من فريه، مما أدى إلى الغاء زيارة كان مقرراً أن تقوم بها القطعة الحربية إلى ميناء عدن آنذاك.

وأضاف التقرير: ان الرسالة السرية وصلت إلى الجهات المعنية ومنها وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه) في الوقت الذي كان فيه الجنرال انتوني زني القائد السابق للقوات المركزية (الوسطى) يضع اللمسات الأخيرة مع المسؤولين اليمنيين على اتفاقية بين البلدين لتزويد القطع الحربية البحرية الأميركية بالوقود في ميناء عدن. وهذا ما أشار إليه زني في شهادة له أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي عن تفجير المدمرة كول في ميناء عدن، إذ قال في شهادته في التاسع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أسبوع من وقوع التفجير، انه لم يشر إلى ميناء عدن تحديداً بأنه مصدر خطر إرهابي، بل أن جميع موانئ المنطقة أشير إلى أنها يمكن أن تكون مصدر خطر إرهابي.

وفي نطاق الأسئلة الكثيرة التي لا تزال الجهات الأمنية الأميركية وجهات التحقيق تبحث عن إجابات لها حول تدمير كول، نفى المسؤولون في (سي. آي. إيه) ان الوكالة تلقت رسالة فريه التحذيرية، أو تفاصيل المعلومات التي أدلى بها العوهلي للمحققين عن عمل إرهابي محتمل.

وفي محاولة بعض المسؤولين الرد على الاتهام بالتقصير قالوا: إن المعلومات التي وصلت، لم تكن محددة بدقة، ولا تشير إلى أي تفاصيل، ولم تشر إلى أن الهجوم ربما يكون هجوماً انتحارياً، وإنما ربما كان بإطلاق صاروخ كاتيوشا.

ورغم ذلك، يعترف المسؤولون ان المعلومات التي قدمها العوهلي، الذي اعترف بأن تفجير السفارتين كان بتخطيط وتنفيذ من منظمة «القاعدة» التي يتزعمها أسامة بن لادن، انه لو تم أخذها بجدية واهتمام، لربما حالت دون تفجير المدمرة كول في ميناء عدن، وقتل 12 بحاراً وجرح 39 ممن كانوا على متنها. كما أن هذه المعلومات لو تم الاهتمام بها، لأخذت الـ28 قطعة حربية بحرية أميركية التي تزودت بالوقود في ميناء عدن كل الاحتياطات اللازمة في كل مرة توقفت فيها هناك.

وفي هذا الخصوص، يؤكد المسؤولون الأميركيون انه سيمضي وقت طويل، قبل التوصل إلى الحقائق كاملة وقبل أن يقفل ملف القضية، التي أعلن وليم كوهين وزير الدفاع السابق أنه يتحمل مسؤولية ما وقع بشكل أو بآخر، رغم أنه لم يدن أو توجه مسؤولية التقصير إلى أي مسؤول.