محكمة يمنية تصدر قرارها بحق قرصان الجو السبت

الخاطف أكد أنه لم يضمر سوءا للركاب وكان يريد فقط الذهاب إلى بغداد

TT

قررت محكمة يمنية اصدار حكمها بعد غد السبت بحق قرصان الجو الذي اختطف طائرة الخطوط اليمنية يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي محاولا اجبارها على التوجه الى بغداد.

وجاء هذا القرار في الجلسة الختامية لمحاكمة جابر يحيي علي ساتر (29 عاما) الذي سلمته جيبوتي لصنعاء بعد ان اعتقلته اثر فشل محاولة خطف الطائرة وهبوطها في جيبوتي. وكانت على متن الطائرة سفيرة واشنطن لدى صنعاء ودبلوماسيون اميركيون اضافة الى سفير اليمن في واشنطن.

وخصصت جلسة امس لعرض المضبوطات الخاصة بحادثة الاختطاف وابرزت النيابة العامة مسدسا على شكل قلم استخدمه الخاطف في تنفيذ عملية الاختطاف. واعترف المتهم ان نفس المسدس المعروض هو مسدسه في هذه العملية. كما عرضت في ذات الجلسة البطاقة المستعملة في استخراج تذكرة السفر الخاصة بسفره من صنعاء الى تعز في ذات الرحلة. وأكد تملكه لذات المسدس وهو من صنع اميركي كان قد اشتراه بحسب افادة النيابة من منطقة جحانة الواقعة شرق صنعاء. بيد ان الخاطف جابر عاد وأكد في مرافعته الاخيرة التي تولاها بنفسه بسبب غياب محاميه انه لم يكن يقصد الايذاء لاي شخص في الطائرة ولم يكن يريد الا التوجه مع طاقم الطائرة الى العراق. كما نفى ان يكون قد اطلق الرصاص ولم يشعر باطلاق الرصاصة الا عندما وقع العراك بينه وبين بعض الطاقم في الطائرة. وعرضت صورتان لجابر وهو يرتدي زيا عسكريا كومندوس. فضلا عن بطاقة بحساب بنكي مع البنك العربي يعتقد انه قد سحب ما كان قد اودعه فيه من المال في الـ8 من يناير الماضي.

وقال انه كان بحوزته حقيبة توجد بها ملابسه وبعض اغراضه الخاصة ولم يتم اعادتها اليه حتى الآن من قبل سلطات الامن منذ ان قام بتنفيذ عملية الاختطاف. واشار الى ان فيها عشرة دولارات اميركية ونقودا يمنية لم يحددها فضلا عن ساعة يد ادعى ان افراد الطاقم اخذوها منه عندما ضربوه في الطائرة وأخرجوه الى خارجها. وذكر ان بعض من ادلوا بشهاداتهم امام المحكمة الثلاثاء الماضي لم تكن اقوالهم صحيحة مشيرا الى انه لم يتعرض لاحد من مضيفات الطائرة ولم يرفع صوته بغرض التهديد.

ونفى ان يكون قد هدد طاقم الطائرة بمتفجرات في الحقيبة التي كانت بحوزته والتي ما تزال في قبضة السلطات ولم يستعدها. واكد انه لم يبدِ اي سوء تجاه طاقم الطائرة الا بعد ان بدأوا بضربه وانه قد ضرب في رأسه مشيرا الى ان الجرح الموجود في رأسه هو من جراء ما تعرض له من ضرب من قبل طاقم الطائرة. بيد ان بعض الطاقم الخاص بالطائرة اكدوا ان الجرح نجم عن ضرب الجنود الجيبوتيين له بأعقاب البنادق بعد ان اخرج من الطائرة يوم الاختطاف.

وأفاد جابر انه سمح للركاب بالاكل والشرب في الطائرة وانه كان يحرص على سلامتهم مشيرا الى انه لو لم يكن يرغب في سلامتهم ما كان سيوافق على هبوط الطائرة في مطار جيبوتي وانه هو الذي اذن لهم بالخروج من الطائرة.

وسأله القاضي نجيب القادري الذي تولى محاكمته عن الاسباب والدوافع من وراء الاختطاف للطائرة فذكر انه مصاب باحباط لانه لم يستطع العيش في بلاده وفي السعودية على حد سواء وانه لم يحصل على عمل بعد عودته من السعودية حيث كان مقيما بها في مدينة جدة ثم خلص الى طلب الرأفة والرحمة من المحكمة في حكمها الذي ستعلنه مطلع الاسبوع المقبل وقال «لقد كتب الله ما كتب عليه ولم يبق الا ان يطلب الرحمة من المحكمة ومن الحكومة» واعتبر هذه الاقوال هي آخر ما ادلى به للمحكمة في هذه القضية.

وبعد ان انتهى جابر ساتر من كلامه الاخير تحدث وكيل النيابة احمد محمد سفيان حيث قال انه بعد عرض المضبوطات تكتفي النيابة بما قدمته من ادلة امام هيئة المحكمة في اثبات جريمة الاختطاف وانها تكتفي بما اوردته في ملف القضية وتطلب حجز القضية للنطق بالحكم.

اما محامي الخطوط الجوية اليمنية فقد اعلن انضمام الشركة الى الدعوى الجنائية المقدمة من النيابة العامة فضلا عن التعويض عما لحق الطيران اليمني من اضرار بالاضافة الى ما تسبب به الحادث من آثار وأضرار على من كانوا في الطائرة بما في ذلك طاقمها. ثم تقدم جابر بطلب من القاضي القادري الا يظلمه في الحكم فقال القاضي مستشهدا بالآية الكريمة «وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون».

والجدير بالذكر ان ثلاثة من فريق التحقيقات الفدرالي الاميركي حضر اللحظات الاخيرة في جلسة امس وهم من الفريق الذي يحقق في حادثة كول الاميركية التي وقعت في اكتوبر (تشرين الاول). لكنهم اكدوا ان مجيئهم لمعرفة سير المحاكمة ولا يحملون اي صفة غير ذلك.