لحود يتجه لتسريع استكمال جولته العربية لتحريك المساهمة المالية المقررة للبنان

TT

اتفق الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري على اهمية القيام بجولة عربية لتحريك المساهمة المالية التي تقررت للبنان في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في مارس (آذار) الماضي في بيروت.

وكان الرئيسان لحود وبري قد التقيا امس في قصر الرئاسة اللبنانية في اطار اللقاء الاسبوعي التقليدي بينهما، وافادت مصادر رسمية انهما عرضا للاوضاع العامة في لبنان في ضوء التطورات الاخيرة واجريا تقويماً للمواقف السياسية والاتصالات الجارية على الساحة الداخلية.

واضافت المصادر «ان البحث تركز حول الوضع في الجنوب، بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي بالتمديد للقوات الدولية حتى 31 يوليو (تموز) المقبل، والوضع في المنطقة حيث كان الرأي متفقاً على ضرورة تحصين الجنوب والمنطقة المحررة فيه، بالاعمار والانماء والاسراع في اعادة الاهالي الى منازلهم، وكذلك ضرورة تحريك مؤتمر الدول المانحة لتتمكن الدولة من تنفيذ المشاريع الانمائية والاعمارية التي اعدتها بموجب الخطة الانمائية التي وضعت سابقاً. وتطرق البحث الى اهمية القيام بجولة عربية بهدف تحريك المساهمة المالية التي تقررت للبنان في مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية الذي انعقد في مارس (آذار) من العام الماضي». وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرئيس لحود يدرس فكرة تسريع استكمال جولته القريبة التي كان قد بدأها بالمملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج العربية في اطار تحريك المساهمة العربية المقررة لدعم لبنان.

وتناول البحث ايضاً موضوع «الخصخصة » والقواعد الواجب اتباعها لدى البحث في هذه المسألة، وضرورة توافق السلطتين التنفيذية والتشريعية على آلية التخصيص.

وكان الرئيس بري قد قدم للرئيس لحود في مستهل الاجتماع، الكتاب الذي صدر عن مجلس النواب حول مزارع شبعا والذي يتضمن معلومات ووثائق وخرائط تؤكد لبنانية المزارع.

والتقى الرئيس لحود ايضاً رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الاخيرة والمواقف المستجدة. كما تناول البحث الوضع في الجنوب، وقرار مجلس الامن الدولي التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب. ثم عرضا لجدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية اليوم.

ثم التقى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي وبحث معه في الاوضاع العامة في البلاد، والاتصالات الجارية على الصعيد السياسي، وتم التداول في المواضيع المطروحة والمناخات الايجابية السائدة.

واستقبل الرئيس لحود رئيس الصندوق السعودي للتنمية محمد بن عبد الله الصقير، ورئيس مجلس الانماء والاعمار المهندس محمود عثمان والسفير السعودي في بيروت محمد صادق مفتي، ومدير المشاريع في الصندوق السعودي للتنمية حسان العطاس، والمدير الاداري محمد جنيدل.

وقد اطلع الوفد الرئيس لحود على المشاريع التي يمولها الصندوق في لبنان، وكان آخرها توقيع اتفاق مشروع سد بحيرة بريصا في قضاء الضنية في الشمال اللبناني والذي يهدف الى تنفيذ سد ترابي لتكوين بحيرة تتسع لنحو مليون متر مكعب من المياه للاستفادة منها في ري اكثر من 3500 هكتار في موسم الجفاف. وسيمكن المشروع من استغلال ما يقارب 90 في المائة من المياه المهدورة حالياً.

ونقل الصقير الى الرئيس لحود تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز، ودعم المملكة للجهود التي يقوم بها لخير لبنان وتقدمه واستقراره. وقال: «ان السعودية تقف دائماً الى جانب لبنان رئيساً وشعباً وتقدر عالياً ما يقوم به اللبنانيون من دور في الحياة الاقتصادية والاعمارية في المملكة السعودية».

واوضح الصقير ان مشروع سد بحيرة بريصا هو المشروع السعودي الاول من ضمن قرض المئة مليون دولار، وهناك مشاريع عدة اهمها طريق الشام من المديرج الى شتورة والتي تبلغ كلفته 45 مليون دولار سيساهم الصندوق فيها. وهناك مشاريع مياه في المنية والجامعة اللبنانية ومدارس في المحافظات كافة تغطيها 13 اتفاقية تمويل بقدر اجمالي مبالغها بنحو 570 ريال سعودي لقطاعات الطرق والمواصلات والصحة والتعليم والرياضة ومياه الشرب.

وشكر الرئيس لحود الدعم الذي يلقاه لبنان من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد الامير عبد الله، في كل المجالات، لاسيما في المساعدة في عملية النهوض واعادة الاعمار. ونوه بالجهد الذي يبذله القيمون على الصندوق السعودي للتنمية لتمويل المشاريع الاعمارية في لبنان، معتبراً ان مشروع سد بحيرة بريصا ستكون له نتائج ايجابية على الزراعة في المنطقة ولاسيما خلال موسم الجفاف، ويضع حداً للمياه المهدورة حالياً.