دمشق ـ رويترز: قال صاحب صحيفة سورية جديدة ان اصدار اول صحيفة خاصة منذ قرابة 40 عاما سيبدأ بحلول نهاية فبراير (شباط) الحالي، في اشارة الى تقدم الاصلاحات السياسية والاقتصادية.
وقال رسام الكاريكاتور السوري البارز علي فرزات لرويترز ان الحكومة سمحت له باصدار الصحيفة قبل شهر في حركة تعيد تفعيل قانون الاعلام لعام 1949 الذي يسمح باصدار صحف خاصة.
واضاف ان اسم الصحيفة سيكون «الدومري» (مشعل المصابيح) وستستخدم الاسلوب النقدي الساخر والكوميديا الناقدة في بحث وانتقاد عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية في سورية والعالم العربي وعلى المستوى الدولي.
وذكر ان الصحيفة ستقيم حوارا بين الناس وتوفر مساحة كبيرة من «حرية التعبير والآراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة».
وقال في مقابلة اجريت معه ان الصحيفة ستجري حوارا ديمقراطيا وستناقش القضايا والمشكلات التي لم تناقش من قبل بطريقة اكثر وضوحا وصراحة. واضاف انهم سيناقشون القضايا في اطار مختلف عن الاسلوب الرسمي كما يحدث في الوقت الراهن. وقال فرزات ان الحكومة تنظر في عدد من الاصدارات اقترحها ناشرون آخرون من القطاع الخاص.
ويتمتع فرزات بعلاقات وثيقة مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي بدأ في اجراء اصلاحات اقتصادية وسياسية لتحديث بلاده.
والصحف السورية الحالية كلها صحف حكومية الا ان الحكومة سمحت في الشهر الماضي لاعضاء ائتلاف الجبهة الوطنية التقدمية بنشر صحفهم الخاصة.
وستكون «الدومري» اول صحيفة خاصة في سورية منذ 38 عاما. واغلقت آخر صحيفة ساخرة عندما احكم الجناح اليساري من حزب البعث السيطرة على البلاد عام 1963 وفرض الاحكام العرفية وجمد قانون النشر.
وكان ينظر للاحكام العرفية بصورة كبيرة على انها اجراء امني نتيجة حالة الحرب بين العرب واسرائيل ووسط حالة من عدم الاستقرار في المنطقة في ظل غياب السلام مع اسرائيل.
ومعروف عن فرزات الذي حصل على عدة جوائز دولية لرسومه الكاريكاتورية خلال 30 عاما انتقاده الشديد لكل اشكال الفساد في سورية، ومعروف عنه ايضا رسومه الجريئة.
وقال فرزات ان الصحيفة ستسلط الضوء على كل صور الاخطاء التي ترتكبها الحكومة والبرلمان والمجتمع والافراد دون الاساءة لاحد. واضاف ان الصحيفة ستتحدث عن الحريات والجوع والفقر والظلم والبيئة والكثير من القضايا في سورية ومناطق اخرى من العالم.
وستكون صحيفة «الدومري» من 16صفحة نصفها رسوم كاريكاتورية ساخرة بينما ستحتل المقالات النصف الاخر. وسيشترك في الكتابة بها كتاب من سورية ولبنان ومصر. وستوزع الصحيفة في سورية والخارج كما ان هناك نية لايجاد موقع لها على شبكة الانترنت.