الأمير الحسن بن طلال لـ«الشرق الأوسط»: لم أفكر في تولي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية

القمة العربية المرتقبة في عمان إضافة جديدة للعمل العربي

TT

نفى الامير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي ما يتردد حول توليه منصب الامين العام لجامعة الدول العربية بعد انتهاء فترة الامين العام الحالي الدكتور عصمت عبد المجيد. وقال في حديث لــ«الشرق الأوسط» انه لم يفكر في هذا المنصب على الاطلاق، مشيرا الى انها المرة الاولى التي يسمع فيها عن هذا الموضوع، كما تحدث عن اولويات العمل العربي والقمة العربية القادمة التي ستنعقد في عمان وقضايا المجتمع العربي المدني. واكد على ضرورة الاهتمام بالانسان العربي وثقافته. وفي ما يلي نص الحوار:

* ترددت انباء عن ترشيحكم لمنصب امين عام الجامعة العربية بعد انتهاء ولاية الدكتور عصمت عبد المجيد في مايو (ايار) المقبل، فهل زيارتك للقاهرة تأتي في هذا الاطار؟

ـ لم افكر في تولي منصب الامين العام لجامعة الدول العربية على الاطلاق، وزيارتي لمصر هي لتنمية كل الافكار المنصبة حول تفعيل كل مقومات العمل العربي المشترك، وبطبيعة الحال على رأس سلم الاولويات التنسيق في ما بين اجهزة التدبر والتفكر الاهلية من جهة والاجهزة التنفيذية من جهة اخرى.

* وكيف ترى دورية انعقاد القمة؟

ـ من اهم الانجازات العربية والتي تساهم في الحوار العربي ـ العربي وتعزز من قدره لمناقشة القضايا التي تهم المنطقة العربية.

* ما هو دور العمل الاهلي في دعم الجامعة العربية؟

ـ نحن ندعم الجامعة العربية من خلال دور المجتمع المدني والانتقال الى ثقافة الخدمة للصالح العام والذي اساسه الانسان العربي والتي تعتبر ايضا القاسم المشترك بيننا، وبالتالي يجب ان تقيم كل هذه الامور في اطار من الانتقال لما اسميته بثقافة البقاء والوجود الى ثقافة المشاركة الكاملة بين المجتمعات والشعوب.

* تستضيف عمان القمة العربية في مارس (اذار) المقبل.. في تصوركم ما هي اولويات هذه القمة؟

ـ بطبيعة الحال هناك الثوابت التي وردت في دورية انعقاد القمة العربية والتي تبدأ بعقد الدورة الاولى في الاردن، ونحن في عام تقدم منتدى الفكر العربي الذي أتشرف برئاسته بدراسة حول استراتيجية العمل العربي المشترك وتنمية المنطقة العربية واعتقد ان هناك اهتماما كبيرا بالجانب الاقتصادي ولكن املنا ان مؤسسة القمة العربية تفرز اهتمامات اخرى واولويات اخرى وبالخصوص في التركيز على قضايا الفقر والبطالة واشراك الانسان ومشاركة المرأة في العمل المشترك وفي مسيرة التنمية. ومرة اخرى نحن بحاجة الى مراجعة المواثيق الخاصة بنا كعرب كما هو الحال في اوروبا التي بدأت بعد اربعين عاما في مراجعة مواثيقها واعطاء اولوية للانسان وللتنمية والرخاء ومفروض بالنسبة لنا ان نفكر بهذه الاولويات التي تعطيها اوروبا اهتماما خاصا.

* ما هي اهتمامات الامير الحسن بن طلال في المرحلة الحالية؟

ـ الاولوية للعمل على تعميق اخلاقيات التعاون والتضامن الانساني والدعوة للحديث عن قانون السلام، والنظام العالمي الانساني الجديد وفكرة تطوير انفسنا بأنفسنا.

* ما هي التحديات التي تواجه التعاون العربي؟

ـ ثلاثة تحديات، تحدي المأسسة والديمقراطية والتوسيع، وضرورة ان نعيد ترتيب بيتنا العربي وان نتعامل معه من خلال تطوير مفهوم الصالح العام، كما يجب ان ندعم احاديث المصالحة والتضامن الانساني ونؤكد أن الخلاف لا يذهب للود قضية، وان نتحدث عن المفهوم القومي ومفهوم التكامل والنظرة المستقبلية.

* تحدثت عن اهمية تفعيل الثقافة في المجتمعات العربية.. ما هو الدافع؟

ـ الثقافة تعني مفاهيم كثيرة; الانسان والاهتمام بقدراته، وارادته وتشمل حقوق الانسان التي ارى انها عنوان ضيق ولكن عندما تندرج في الاطار الثقافي يكون مضمونها افضل. كما ان الاهتمام بدور الثقافة يعني الانتقال الى ثقافة الحوار العربي ـ العربي والحوار العربي ـ العالمي والتضامن الانساني والاخلاقي الدولي، وان هذا البعد يساهم في تصحيح صورة العرب خاصة في ظل الحديث والسؤال عن اين دور العرب على الساحة، لذا لا بد ان نبدأ بالقواسم المشتركة وان نحرص على انسيابية المعلومة واضرب مثالا على مسألة الحوار بين الاديان وبين المذاهب وفي اثناء زيارتي لشيخ الجامع الازهر تحدثنا عن الحوار بين اهل السنة والجماعة والمذهب الشيعي. هذا الحديث القيمي هو في غاية الاهمية وفي ظل التفكك والتمزق ولماذا نظل هكذا، اذن الحوار هو اساس لكل القيم الانسانية وتكون النتيجة المباشرة له التضامن.

* هل لديكم آلية خاصة للتعاون العربي ـ العربي؟

ـ ان نتواصل ونلتقي ونطور المحادثة بين الدول العربية. حوار السياسات وحوار البرامج والنهوض بمسؤولية الاقوال والافعال وان نتحاور حتى خلال الانترنت ويمكن ان نتلاقى من خلال ثورة المعلومات ولكن لا بديل عن الحوار المباشر لانه يؤكد ان القلوب شواهد.

ان الوحدة على مستوى القمة حلم ونطرحها بالاستثمار ولكن يجب ان ندعو للعلاقة التكاملية وان نحترم خصوصية الآخر ونقدر مسؤولية التعاون المشترك.

واشاد الامير الحسن بموقف البابا شنودة بالنسبة للقدس وقال: ان المسيحية في الشرق اصيلة.

ثم اشار الى اهتمام الاردن بالانسان باعتباره اغلى ما يملك، والعناية به واعطاؤه الفرص سوف يساهمان في تنمية المجتمعات.