بدء أضخم عملية إغاثة لضحايا زلزال الهند

نيودلهي تطلب 1.5 مليار دولار مساعدات دولية

TT

طلبت الهند امس مساعدات دولية بقيمة مليار ونصف المليار دولار من الخارج، وتعهد البنك الدولي بدفع خمس المبلغ فورا. وفي الوقت نفسه بدأت شحنات جوية ضخمة من مواد الإغاثة تصل للمناطق النائية التي ضربها زلزال جوجارات شمال غرب البلاد. وقالت وكالات إغاثة عالمية انها تتهيأ لعملية إغاثة تستمر لحوالي أربعة اشهر، للإيفاء بالاحتياجات الضرورية لحوالي 300 ألف شخص من ضحايا الزلزال، معظمهم من المشردين. وناشد اتحاد جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية، المجموعة الدولية تقديم معونات سريعة من أجل جمع مليون ونصف مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال.

رفض المتحدث بلسان الاتحاد، دنيس مكلين، الانتقادات التي كان قد وجهها عدد من المسؤولين الهنود عن بطء وصول المعونات الضرورية.

واضاف ان حوالي 200 ألف بطانية وصلت إلى سكان المناطق الأكثر تضررا في ضواحي مدينة بوج، ونصبت كذلك مستشفيات عاجلة قرب تلك المناطق.

ومن بين البلدان المشاركة في العملية باكستان الخصم التقليدي للهند، مما أثار تكهنات عن احتمال أن تؤدي هذه الكارثة الطبيعية إلى مصالحة بين البلدين. وأرسلت باكستان طائرة محملة بالخيام والبطانيات إلى ولاية جوجارات. ويقول مسؤولون باكستانيون إن رحلات أخرى ستتوجه إلى هناك هذا الأسبوع.

وساهمت بلدان أخرى مثل بريطانيا واليابان وروسيا وسويسرا وغيرها بإرسال مساعدات بينها فرق للبحث عن الضحايا.

من ناحية أخرى تضاربت التقديرات الخاصة بالحصيلة النهائية لضحايا الزلزال. اذ اعرب وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديس عن خشيته من ارتفاع عدد ضحايا الزلزال ليصل إلى 100 ألف شخص. لكن المسؤولين في الولاية يعتقدون أن حصيلة القتلى لن تتجاوز 20 الفا. وفي نيودلهي يرفض المتحدثون باسم الحكومة التكهن بعدد القتلى ويعطون كل يوم حصيلة جديدة، بلغت الحصيلة الرسمية حتى مساء امس 7162 قتيلا.

وتمكنت فرق الإنقاذ امس من انتشال امرأة وطفلها الرضيع من تحت الركام في مدينة أحمد آباد بعد أربعة أيام من وقوع الزلزال، ولا تزال آلاف الجثث مطمورة بين الأنقاض. كما تم إنقاذ رجل (24 سنة) بعد مقاومة دامت 103 ساعات دون ماء أو غذاء.

وبينما تتضاءل الآمال بالعثور على ناجين تعم المأساة المنطقة بكاملها، وتسعى السلطات إلى تفادي انتشار الأمراض المعدية باتخاذ إجراءات سريعة لدفن الجثث أو حرقها. وهرب عشرات الآلاف من سكان ولاية جوجارت بسبب استمرار الهزات الارتدادية. ويقول مسؤولون في السكك الحديد إن النازحين يتجهون إلى بومباي ودلهي وراجستان.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه أعمال الإغاثة الدولية، يزداد الوضع في المنطقة تعقيدا مع حاجة آلاف الأشخاص المشردين إلى مأوى، ومع التقارير التي تتحدث عن وقوع عمليات نهب. لم يسلم كثير من مستشفيات المنطقة من الدمار، وتجد الفرق الطبية نفسها مضطرة إلى معالجة الجرحى في العراء، فضلا عن وجود نقص كبير بالمواد والمستلزمات الصحية والأطباء. كما تزداد الحاجة لإمدادات عاجلة للماء والغذاء في الكثير من المناطق المتضررة.