طاقم مساعدي شارون يضم ابنه عومري وعسكريين ورجال أعمال ومحامين ومجلي وهبي قد يكون أول عربي يدخل حكومة إسرائيلية

TT

لم يكتمل بعد طاقم مساعدي رئيس الحكومة الاسرائيلية المنتخب، ارييل شارون، وما زال يفتش عن المزيد لاختبارهم واختيارهم. وهو يضع نصب عينيه تجربة سلفه، ايهود باراك، الذي كان مساعدوه بمثابة المسمار الاول في نعشه، بسبب خلافاتهم وخصوماتهم ومؤامراتهم على بعضهم البعض، وبالتالي بسبب نصائحهم المدمرة.

ويقال ان كل من ينضم الى طاقم شارون يقسم له بأن يحافظ على اسلوب عمل جديد، بعيد عن الحسابات والخلافات الذاتية، ويوقع على تنازل عن حقوقه في حالة انهاء التعاقد، في حالة الاساءة الى رئيسه.

ويؤكد شارون انه لن يكون اسيرا لمستشاريه وسيحرص على ان يفهموا ان بمستطاعه عدم قبول الاستشارة من دون نقاش، «حتى لا يتحول الرئيس عبدا لمستشاريه»، كما يقول ابن شارون، عومري.

وعومري هذا هو اهم مساعدي شارون الاب. وعلى الرغم من انه يوحي بالسذاجة وبالبساطة ويصعب عليه تركيب جملة، الا انه يعتبر امين سر والده. يعطيه حق القرار النهائي في كل شيء، بدءا بلون الجراب الذي يرتديه وحتى قراراته السياسية. القانون الاسرائيلي لا يمنع رئيس الحكومة من تعيين احد اقاربه في منصب ما، لكن اخلاقيات العمل السياسي في الدول الديمقراطية تمنع ذلك بتاتا. وقد اعلنت مصلحة خدمات الدولة انها لن تقبل بتعيين شارون الابن مسؤولا في مكتب والده. لكن شارون الاب يصر على ذلك، ويريد تعيينه رئيسا لمكتبه.

وشارون الابن مثل ابيه، يميني متعصب حربجي، لكنه يحاول الظهور والتظاهر على انه دمث ورجل سلام وهدوء. المنتقدون يقولون: ذئب في رداء حمل.

* المدير العام للمكتب يعتبر اوري شيني، المدير العام لحزب الليكود، من اكثر الشخصيات قربا من شارون واخلاصا له. الوصف المعطى له: تربى في احضان شارون. هو الذي ادخله الى العمل الجماهيري. وعينه مديرا عاما لشركة الاسكان التابعة للدولة، فتورط هناك في فضائح مالية انتهت بمحاكمته وبإدانته ببعض بنود المساس بالامانة. لذلك تعارض مصلحة الخدمات تعيينه. ويصر شارون على تعيينه. واليوم هو يقود طاقم المفاوضات الحكومية لتشكيل الحكومة، باسم شارون.

* جدعون ساعر: وهو محام شاب (34 عاما). يعتبر من المقربين لرئيس الحكومة الاسبق، بنيامين نتنياهو، وكان سكرتيرا لحكومته في الاشهر الثلاثة الاخيرة من حكمه. وساعر بدأ حياته صحافيا مقاتلا في مجلة «هعولا هزه» (هذا العالم) اليسارية. الا انه انتقل الى السياسة. وأصبح رئيس شبيبة حزب هتحيا (اليميني الفاشستي). ولم يبرح المعسكر اليميني. ومن المتوقع ان يكون ساعر سكرتيرا لحكومة شارون ايضا.

* الجنرال في الاحتياط مئير دجن وهو ضابط عسكري من طراز شارون. في رقبته ايضا بعض المذابح اشهرها التصفيات التي قام بها في قطاع غزة والتي وصفتها صحيفة «معاريف» في حينه (سنوات السبعين) بانها «ممارسات وحشية جدا». لقد وصل الى شارون من شدة اعجابه به وبطريقة عمله وخصوصا في الجيش. وكان قبل ذلك مستشارا لمكافحة الارهاب في حكومة نتنياهو. ومن المتوقع ان يتولى مسؤولية رئيس الدائرة السياسية الامنية.

* زلمان شوفال رجل اعمال معروف، لكنه ينشط في صفوف الليكود منذ الطفولة. اصبح عضو كنيست لفترة قصيرة ثم عين مرتين سفيرا في واشنطن. يعتبر من العقلاء في الليكود. ويطمح الى منصب وزير لكن شارون يريده مستشارا سياسيا خاصا ورسولا له الى الخارج. شوفال من عقلاء الليكود، ولكنه من جماعة بنيامين نتنياهو. وهو يرأس اليوم طاقم شارون الاعلامي الى الخارج.

* د. رعانان جيسين صحافي عسكري سابق، ونائب الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي. اختلف مع شارون عدة مرات حول بعض تصريحاته، ومع ذلك يبقيه الى جانبه. ومن المتوقع ان يعينه ناطقا لشؤون الغرب.

* ايتاد بن شور المدير العام السابق لوزارة الخارجية، الذي اقيل من منصبه بأمر من ايهود باراك، واثارت اقالته ضجيجا كبيرا وصلت اصداؤه للخارج.

بن شور في الاصل من رجالات ديفيد ليفي. لكنه انضم الى شارون لكي ينتقم من باراك وكان له ذلك. وهو اليوم احد رسل شارون الى الخارج. ويتوقع ان يكون مستشاره السياسي.

* د. دوري غولد وهو من رجالات بنيامين نتنياهو. كان مستشاره السياسي. ثم ارسله ليصبح المندوب الدائم لدى الامم المتحدة. وقد يرسله شارون سفيرا في واشنطن. معروف بمنبته اليميني الاصلي، اذ ولد لعائلة يهودية اميركية متطرفة.

* رؤوبين إدلر وهو صاحب شركة كبرى للدعاية والاعلام والاعلان. يعمل الى جانب شارون منذ فترة طويلة. ويعتبر احد اكبر المؤثرين عليه. من المتوقع ان يظل «مستشارا اعلى» ولكن من دون راتب، اذ انه ليس معنيا بترك عمله الخاص.

* مجلي وهبي وهو ضابط في الجيش الاسرائيلي برتبة مقدم عمره 46 عاما، ويعتبر العربي الوحيد في محيط شارون. انه ابن قرية بيت جن العربية الدرزية في الجليل، التي قدمت للجيش الاسرائيلي حوالي 50 قتيلا من ابنائها خلال الحروب. يعمل الى جانب شارون منذ ست سنوات.

بدأ التعارف بينهما في الواقع سنة 1981 عندما تدخل شارون وقدم مساعدة للرائد سمير وهبي، شقيق مجلي، الذي اصيب في حادث طرق وأصبح معوقا. وقامت صداقة بين العائلتين.