محققون يربطون بين عفو كلينتون عن مليونير هارب وتبرعات لصالح مكتبه

TT

ووليام درودياك * يواجه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون مشاكل جديدة بعد انتهاء مدة ولايته من بينها أنه اصدر عفوا رئاسيا مقابل تبرعات، اذ تبين ان دنيس ريتش التي قادت حملة لاقناع كلينتون بالعفو عن زوجها السابق رجل الاعمال الهارب مارك ريتش تبرعت بمبلغ يصل الى 450 الف دولار لصندوق «مكتبة الرئيس كلينتون» في عام 1998. ومن ناحية اخرى تكشف ايضا ان كلينتون وزوجته هيلاري بدآ في شحن اثاث من البيت الابيض لمنزلهما الجديد في نيويورك قبل اكثر من عام، على الرغم من تساؤلات كبير حجاب البيت الابيض عما اذا كان من حقهما الاستيلاء على مثل هذه الاشياء.

وتجدر الاشارة الى ان التبرعات التي قدمتها السيدة ريتش قد تمت قبل ان تقود في اواخر العام الماضي حملة عفو ناجحة عن زوجها. وقد تم دفع التبرعات على ثلاث دفعات من يوليو (تموز) 1998 الى مايو (ايار) 2000. بناء على طلب بث دوزوريتس، وهي صديقة لها، وواحدة من كبار جامعي التبرعات للحزب الديمقرطي، طبقا للمعلومات التي ادلى بها مصدر على علاقة وطيدة بحملات جمع التبرعات.

وذكرت السيدة كارول بروس محامية دنيس في شهادتها امام لجنة تابعة لمجلس النواب تنظر طلب العفو: «ان دنيس دفعت مبلغا كبيرا الى صندوق مكتبة كلينتون». الا انها لم تكشف عن توقيت ولا حجم التبرع. وكانت دوزوريتس قد تحدثت مع كلينتون قبل عشرة ايام من العفو عن زوجها مارك ريتش، عندما كانت في زيارة لمنتجع اسبن بولاية كولورادو، طبقا لرسالة الكترونية بتاريخ 10 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وذكر مارك كورالو المتحدث باسم لجنة الاصلاح الحكومي في مجلس النواب الاميركي ان المحققين يريدون التحدث الى السيدتين بسبب الرسالة الالكترونية. وقال ان اللجنة ستطالب باستصدار قرار بالحصول على قائمة المتبرعين لمكتبة كلينتون.

ومعلوم ان الرؤساء الاميركيين الذين انتهت مدتهم يؤسسون مكتبة تضم كل اوراق ووثائق فترة رئاستهم. وتصبح المكتبة مركزا للابحاث والدراسات عن عهد ذلك الرئيس.

ويرأس اللجة دان بورتون، العضو الجمهوري عن ولاية انديانا، وهو من كبار اعداء كلينتون. ويحاول استكشاف اية علاقات محتملة بين العفو عن مارك ريتش والتبرعات السخية التي دفعتها زوجته.

وكان مارك ريتش وشريكه بينوكس جرين، قد ادينا في عام 1983 بتهمة التهرب من دفع ضرائب قيمتها 48 مليون دولار، والتعامل تجاريا مع ايران في الوقت الذي كانت تحتجز فيه الاخيرة رهائن اميركيين في طهران. وفر الاثنان من البلاد ولم يحاكما على الاطلاق. واثار عفو كلينتون عن الاثنين في اواخر عهده لغطا واسعا لان المدعين الذين رفعوا القضية لم يكن لديهم علم بما يجري.

وعلى صعيد آخر تبين ان كلينتون وهيلاري بدآ في شحن اثاث البيت الابيض الى منزليهما الجديد في نيويورك قبل عام من انتهاء عهده. فقبل يوم من شحن قطع الاثاث اعلن جاري وولترز، رئيس هيئة حجاب البيت الابيض، انه سأل عما اذا كان من حق كلينتون وزوجته اخذ قطع الاثاث لانه يعتقد انها ملكية حكومية تم التبرع بها في اطار مشروع لعملية تجديد البيت الابيض في عام 1993، خلال اول سنوات حكم كلينتون. الا ان المكتب الاستشاري في البيت الابيض ابلغ وولترز ان تلك القطع التي سأل عنها، وتضم طاولة من الحديد والزجاج وخزانة تلفزيون وطاولة خشبية مصنوعة من الخشب الطري النفيس، «هدايا شخصية تلقاها كلينتون وزوجته قبل ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة».

وتجدر الاشارة الى ان الرئيس الاميركي ليس مضطرا لتسجيل الممتلكات الشخصية التي يحضرها معه للبيت الابيض في السجلات المالية. ونتيجة لذلك تم ارسال الاثاث الى مسكن كلينتون الجديد في نيويورك. ولم تكن مسجلة ضمن قائمة الهدايا المثيرة للجدل التي تم الكشف عنها قبل يوم من مغادرته البيت الابيض للمرة الاخيرة.

غير ان السجلات الحكومية كشفت ان الهدايا التي اثارت اهتمام وولترز لم تصل للبيت الابيض الا بعد انتقال كلينتون واسرته اليه. فعلى سبيل المثال الطاولة المصنوعة من الخشب الطري وصلت البيت الابيض في 8 فبراير (شباط)عام 1993. وذكرت السيدة جوي فيكس ارملة المصمم الذي صنع الطاولة في حديث مع صحيفة «واشنطن بوست» ان الطاولة كانت مقدمة للبيت الابيض وليس الى كلينتون، وانها كانت تعتقد انها ستبقى داخل البيت الابيض.

واوضح وولترز انه يتذكر ان كاكي هوكرسميث، مصممة الديكور الخاصة بكلينتون، كانت تسعى للحصول على هدايا لمشروع تجديد ديكورات البيت الابيض، وانها كانت توضح للمتبرعين ان الاثاث هو للجناح التنفيذي للبيت الابيض وليس لكلينتون. وبالنسبة لي «هي ملكية حكومية».

وكان كلينتون قد اعاد القطع الاربع الى البيت الابيض بالاضافة الى قطع اثاث اخرى بعد الضجة التي اثيرت حول ملكيتها.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»