كاتبان إسرائيليان من معسكر السلام: الفلسطينيون ساهموا في فوز شارون

TT

رامات افيف (اسرائيل) ـ أ.ف.ب: اعتبر كاتبان اسرائيليان من معسكر السلام هما عاموس عوز وابراهام يهوشوع ان الفلسطينيين ساهموا في فوز زعيم اليمين الاسرائيلي ارييل شارون برئاسة الوزراء عبر اصرارهم على الاقرار بحق العودة للاجئي 1948. وقال الكاتبان ان اصرار الفلسطينيين على هذا المطلب خلال المفاوضات الماراثونية التي جرت في طابا بمصر نهاية الشهر الماضي مع مفاوضين من حكومة ايهود باراك العمالية، اثار قلقا لدى النسبة الكبيرة من الاسرائيليين الذين يرون في عودة 3.7 مليون من اللاجئين الفلسطينيين تهديدا للطابع اليهودي لدولة اسرائيل.

وقال عاموس عوز في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية في رامات افيف، بالقرب من تل ابيب، ان «اليهود والعرب على حد سواء ارتكبوا على مدى تاريخهم المشترك ومرارا خطأ حشر الآخر في الزاوية».

واشار الى الحرب العربية ـ الاسرائيلية الاولى في 1948 والتي شرد خلالها الاسرائيليون مئات الآلاف من الفلسطينيين تحت شعار «النصر او الموت». وقال ان «اليهود كرروا هذا الخطأ في ما بعد عندما رفضوا الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني، مواصلين خلال سنوات سياسة القهر والاحتلال» في الاراضي التي احتلوها بعد حرب يونيو (حزيران) 1967.

ويرى الكاتبان انه بالرغم من انتخاب شارون، فانه بات واضحا لدى الجانبين تبلور فكرة الفصل بين الشعبين واقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة اليهودية.

واشار يهوشوع بهذا الصدد في حديث هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية الى الصمت المذهل الذي التزمه حزب الليكود بزعامة شارون، عندما كان باراك يتفاوض حول اقتسام محتمل للسيادة على القدس، كاسرا بذلك مسألة اعتبرتها الحكومات السابقة من المحرمات.

ودعا يهوشوع الى انضمام العماليين الى حكومة وحدة وطنية مع شارون، في ما اعتبره حلا يتيح تحييد المنظمات اليمينية المتطرفة، ويمنع تبني سياسات متشددة ازاء الفلسطينيين.

وقال ان «اليمين الذي يعي هذه المخاطر، مستعد لاستجداء العماليين للانضمام الى الحكومة».

اما عاموس عوز فيبدي تحفظا حيال هذا الخيار لانه لا يرى في الوقت الراهن «قاسما مشتركا» بين الجانبين.

ويقول عوز «اذا اختارت حكومة شارون المواجهة ستجدني مصمما على مواجهتها بكل قوة. وفي حال العكس، يمكن ان ادعمها». واضاف ان «التاريخ سيذكر ايهود باراك لشجاعته في ازالة حقل الالغام الموروث من الحكومات السابقة ولانه فتح الطريق امام الحل، وهذا حتى شارون يعرفه». وقال «لا اعرف كم من الوقت سيمر قبل ان نتوصل الى ذلك».

وكتب عوز ويهوشوع روايات وابحاثا تصف التمزقات التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي الباحث عن هوية وعن مكانة له في الشرق الاوسط. وترجمت اعمالهما في كل انحاء العالم.