حملة مكثفة بفرنسا ضد الحكم الجزائري تسبق زيارة فيدرين غدا إلى الجزائر

TT

باريس ـ أ.ف.ب: يقوم وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين بعد غد بزيارة للجزائر تستغرق يوما، في حين يزداد الضغط في فرنسا لأخذ مسافة من نظام ازدادت انتقادات حركات الدفاع عن حقوق الانسان له. وسيلتقي فيدرين نظيره عبد العزيز بلخادم والرئيس عبد العزيز بوتفليقة لاجراء محادثات ثنائية حول القضايا الدولية والاقليمية الرئيسية. وعشية موعد زيارته، دعا مثقفون فرنسيون فرنسا الى مراجعة سياستها في الجزائر. ونشر هؤلاء المثقفون هذا النداء في صحيفة «لوموند» الفرنسية في عددها اول من امس، متهمين الحكومة الفرنسية بـ«التواطؤ في جرائم ضد الانسانية» في حربها ضد الاصوليين المسلحين التي اوقعت مئات آلاف القتلى خلال العقد الاخير. وفي موازاة ذلك نددت منظمة «مراسلون بلا حدود» الدولية للدفاع عن حرية الصحافة هذا الاسبوع بـ«سلبية وسوء نية» السلطات المحلية في قضية «اختفاء» خمسة صحافيين جزائريين بين عامي 1994 و.1997 واكدت المنظمة ان «قوى الامن مسؤولة عن (اختفاء) ثلاثة صحافيين هم عزيز بوعبد الله وجمال فحاصي وصالح قيطوني.

ووجهت هذه الانتقادات الى الحكم الجزائري، في حين افردت وسائل الاعلام الفرنسية مساحات واسعة لكتاب نشر اخيرا في فرنسا لضابط سابق في الوحدات الخاصة للجيش الجزائري بعنوان «الحرب القذرة. 1992 ـ 2000» الذي يعكس مأساة العسكريين الذين يرغمون على ارتكاب اعمال وحشية. وتأتي هذه الانتقادات وسط اجواء من الاحباط في باريس لعدم احراز تقدم في الجزائر. والعام الماضي استُقبل الرئيس بوتفليقة بحفاوة في باريس قاطعا مع الجمود الذي تميز به عهد سلفه الرئيس الامين زروال.

ولكن منذ ذلك الوقت حلت الشكوك في الصحف الفرنسية محل التعاطف حول موضوع «من يقتل من؟» في الجزائر. وعادت الى الواجهة الاتهامات، ومفادها ان فرنسا تقدم مساعدة عسكرية سرية لكبار الضباط الجزائريين للتصدي لحركة التمرد التي شاعت مطلع التسعينات، في حين بدا النظام على وشك الانهيار تحت ضربات المقاتلين الاصوليين. وفي باريس تم الاحتجاج رسميا، خلافا لما اكد المثقفون الفرنسيون الذين نشروا النداء في صحيفة «لوموند»، على ان معدات عسكرية او اخرى تستخدم في القمع الداخلي قد تكون سلمت اخيرا الى الجزائر وان الجيش الفرنسي درب وحدات نخبة للقيام بعمليات تدخل سريع ضد المتمردين. وشارك ضباط جزائريون في دورات تدريبية في فرنسا، خصوصا في قطاع الصحة. ونفت باريس ان تكون قد منعت ارسال مقررين خاصين من الامم المتحدة الى الجزائر في اطار تحقيق دولي حول مسألة المفقودين.