زعماء المعارضة السودانية يتفقون في طرابلس على إنهاء خلافاتهم والاستعداد للمؤتمر الجامع

TT

الخرطوم: «الشرق الأوسط» اتفقت اطراف النزاع السوداني التي اجتمعت طوال اسبوع في العاصمة الليبية طرابلس على وضع خلافاتها جانبا والبحث في تسريع قيام المؤتمر «الجامع» الذي يرمي لوضع الاطر العامة لحل الازمة السودانية في اقرب وقت ممكن، فيما طلب الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من الوفود المشاركة التي تمثل مختلف احزاب المعارضة وضع تصوراتها حول الازمة السودانية لعرضها خلال المؤتمر الجامع الذي ترعاه ليبيا ومصر وستدعى له المملكة العربية السعودية والجزائر من الجانب العربي وجنوب افريقيا ونيجيريا من الجانب الافريقي.

والتقى الزعيم الليبي معمر القذافي بزعيم المعارضة رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي محمد عثمان الميرغني وزعيم حزب الامة الصادق المهدي وممثلين للحركة الشعبية والاحزاب الاخرى في ختام اجتماعاتهم امس. وقالت مصادر سودانية مقربة من الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» ان القذافي سيكمل مشاوراته حول هذا الموضوع مع الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم خلال زيارته لها لحضور قمة الساحل والصحراء، واشارت الى ان ليبيا ومصر اتفقتا على عدم التدخل المباشر في النزاع السوداني وانهما ستقبلان بأي نقاط يتم التوصل اليها بواسطة اطراف النزاع السوداني. وفي هذا الاطار ايضا اشارت المصادر السودانية الى ان زعيمي المعارضة محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي اتفقا خلال لقاء جمعهما مساء اول من امس على هامش اجتماعات طرابلس على ازالة كل الخلافات العالقة بينهما، واكدا انهما باتا اكثر قربا وتطابقا في وجهات النظر من اي وقت مضى.

وفي وقت تستعد فيه الخرطوم لاستقبال رؤساء 13 دولة في تجمع الساحل والصحراء الذي يبدأ اعماله غدا، تصاعدت حدة الازمة الناشبة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان على خلفية اعفاء وزير الدولة لوزارة العدل أمين بناني نيو، وشهدت الاروقة السياسية تحركات مكوكية طوال اليومين الماضيين لاحتواء آثار الاعفاء الذي اصدره رئيس الجمهورية الثلاثاء الماضي وايقاف سيل الانتقادات التي صاحبت القرار تحسبا لامتدادها قبل 24 ساعة من افتتاح اعمال البرلمان الجديد واداء الرئيس اليمين في الجلسة الافتتاحية.

وأجازت الامانة العامة للمؤتمر العام للحزب الحاكم في جلسة طارئة أمس بالاجماع قرار الاقالة وقررت تفعيل لائحة المحاسبة من اجل بث روح الانضباط داخل الحزب والحكومة.

وقال البروفسور ابراهيم احمد عمر الامين العام للحزب ان اقالة بناني كانت صحيحة وتمت وفق اللوائح الدستورية. واشار من جهة ثانية الى ان الاجتماع حدد المعايير التي يجب الالتزم بها في اختيار الوزراء وشاغلي المناصب الدستورية الاخرى. وأكد ان اللائحة ستسلم غدا (اليوم) للرئيس البشير خلال اجتماع مع قيادات الحزب. وقال مصدر في الحزب الحاكم في اتصال مع «الشرق الأوسط» ان اجتماع اليوم سيحدد اسماء الوزراء الجدد الذين سيتم تعيينهم في الحكومة الجديدة التي يتوقع ان تعلن غدا الاثنين. وأشارت هذه المصادر الى ان مسؤولا حكوميا بارزا وعد بناني بمنصب رفيع في التشكيل المقبل. ويلقي الرئيس السوداني الفريق عمر البشير خطابا في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني المنتخب (البرلمان) عقب ادائه اليمين كرئيس لولاية جديدة من خمس سنوات يحدد فيه اولويات المرحلة المقبلة.