مبارك قد يعجل بزيارة واشنطن لبحث تحريك عملية السلام

الرئيس المصري تعامل مع 4 رؤساء أميركيين وزار الولايات المتحدة 31 مرة

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة أن الرئيس المصري حسني مبارك قد يعجل بزيارته للعاصمة الأميركية واشنطن والمقرر أن يقوم بها خلال النصف الأول من العام الحالي وربما في شهر ابريل (نيسان) المقبل ليلتقي الرئىس الأميركي الجديد جورج بوش.

وقالت المصادر ان من المتوقع أن يحمل مبارك خلال زيارته لواشنطن والتي ستأتي بعد أيام من القمة العربية المقبلة العديد من القضايا وفي مقدمتها قضية «الشرق الأوسط» ومشكلة العراق ولوكربي والصومال والسودان وقضايا الارهاب والعولمة واخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والاصلاحات الخاصة بالأمم المتحدة.

وسوف تتركز مهمة مبارك في لقائه بالادارة الأميركية الجديدة على سبل تحريك عملية السلام على جميع المسارات ووضع حد لتدهور الأوضاع بالمنطقة خشية حدوث المزيد من التردي لها خاصة بعد وصول زعيم الليكود المتطرف ارييل شارون إلى سدة الحكم في اسرائيل وتصاعد الانتقادات الفلسطينية ضده كما تتناول مباحثات مبارك مع طاقم الادارة الجديدة برئاسة الرئيس جورج بوش وأعضاء وقيادات الكونجرس على أهمية أن تعمل واشنطن بثقلها لانقاذ الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط باعتبارها الراعي الرئيسي لعملية السلام.

وإلى جانب أزمة عملية السلام ومناقشة الوضع بشأنها في عهد حكومة شارون سوف تركز مباحثات مبارك على ملف الأزمة العراقية والعمل على اقناع واشنطن بضرورة رفع المعاناة عن شعب العراق باعتباره الذي أصابه الضرر وحده من جراء فرض الحصار عليه منذ 10 سنوات إلى جانب وفاء بغداد بالتزامها حيال قرارات الأمم المتحدة.

واللقاء المنتظر من مبارك وبوش الابن الذي يعد امتداد لبوش الأب له أهمية بالغة حيث أن الرئيس المصري على علاقة ممتازة بالرئيس السابق بوش الذي تكررت زيارته لمصر بعد خروجه من الحكم حيث اعتاد المرور على العاصمة المصرية خلال جولاته بمنطقة الخليج. كما أن وزير الخارجية عمرو موسى يعرف الرئيس الأميركي الجديد حيث سبق أن التقى به من قبل.

وليس سراً أن مصر كانت قد بدأت مبكراً من خلال سفيرها بواشنطن نبيل فهمي وقبل أداء بوش اليمين القانونية اتصالاتها مع من سيتولى مناصب مختلفة في الادارة الأميركية الجديدة.

إلى ذلك، يتضمن جدول أعمال القمة المنتظرة العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة وهي علاقات اتصفت بالتميز خلال الـ25 عاماً الماضية وارتفعت من مجرد دعم اقتصادي إلى اهتمام تجاري واستثماري.

المعروف أن المساعدات الاقتصادية الأميركية لمصر تبلغ هذا العام 695 مليون دولار وسيتم تخفيضها سنوياً بصورة تدريجية بواقع 40 مليون دولار لمدة تسعة أعوام. أما بالنسبة للمساعدات العسكرية التي تبلغ 1.3 مليار دولار سنوياً فستظل كما هي.

أما موضوع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والجانب الأميركي فمن المقرر أن تتضمنه القمة المصرية ـ الأميركية حيث كان من المتصور أن يتم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ولكن التشاور طال حول اتفاق اطار تمهيداً للتوصل الى اتفاقية للتجارة أيدها 26 من أعضاء مجلس الشيوخ في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

يذكر أن حجم التجارة المتبادل بين البلدين يتراوح من 4.5 ـ 4.8 مليار دولار في غير صالح مصر وهي إحدى نقاط الضعف في العلاقات المصرية ـ الأميركية.

يذكر الرئيس مبارك الذي بدأ حكمه عام 1981 تعامل مع 4 رؤساء أميركيين وهم ريجان وبوش الأب وكلينتون وأخيراً بوش الابن إلى جانب أنه قام خلال الــ19 عاماً الماضية بأكثر من 31 زيارة للولايات المتحدة الاولى منها في 3 فبراير (شباط) 1982 بدعوة من ريجان وذلك بعد 3 أشهر من تولي مبارك للحكم في 14 أكتوبر .1981 يذكر أن آخر زيارة قام بها مبارك للولايات المتحدة تمت في مارس (اذار) من العام الماضي.