مسؤول في فتح: الحركة أصبحت مؤلفة من جناحين وينبغي عقد مؤتمر لها

TT

قال عضو اللجنة الحركية العليا لحركة «فتح» عمر ابو مجاهد ان انتفاضة الاقصى اعادت الهيبة من جديد لكوادر فتح وفسحت المجال امامهم لممارسة قناعاتهم النضالية، مضيفا ان هناك جناحين للحركة هما فتح الشارع التي تقود الانتفاضة وفتح الاطر المرتبطة بالسلطة بشكل او بآخر كون رموزها مسؤولين في السلطة ولهم مواقع قيادية، داعيا إلى عقد مؤتمر سريع للحركة لترتيب الوضع الداخلي فيها.

واوضح أبو مجاهد في حديث لـ«الشرق الأوسط» بعمان ان المسار السياسي لفتح يطالب بازالة الاحتلال الاسرائيلي والا فإن الشعب الفلسطيني لن يحصل على شيء من حقوقه، مبينا ان هذا التيار مقتنع بمبادئه وانه يدرك استحالة التعايش مع الكيان الصهيوني، حيث ان سبع سنوات من المفاوضات لم تسفر عن شيء يذكر، بل اثبتت عدم امكانية التعايش مع المحتل. المسؤول الفتحاوي ذاته اكد ان هذا التيار يدرك جيدا ان الاتفاقيات الموقعة مع الصهاينة جاءت في ظروف فلسطينية وعربية ودولية صعبة وان الجانب الفلسطيني قبلها على مضض وانها كانت غير متوازنة، وها هي بعد سبع سنوات قد اثبتت فشلها، مشيرا إلى ان ما نجم عنها هو الحصار وبقاء الاحتلال والقمع. وطالب باعداد العدة لالغاء هذه الاتفاقيات من خلال خلق واقع جديد يتم التفاوض عليه لضمان السيادة على القدس الشرقية والاستقلال، مؤكدا ان هذا التيار موافق على مبدأ المفاوضات، لكنه يرفض الاتفاقيات المذلة ويدعو لاستمرار المعركة بكامل اشكالها، خاصة ان الشعب الفلسطيني يتمتع بامكانيات هائلة.

وقال ان المرحلة المقبلة هي مرحلة الفرز في الساحة الفلسطينية، مطالبا السلطة بنبذ سياسة التعيينات في المجالس والهيئات الفلسطينية، موضحا ان حركة فتح دمجت نفسها مع الشارع الفلسطيني وان كادرها يقود الانتفاضة ويدخل الرعب في قلوب الصهاينة. واضاف ان مرحلة ما بعد حرب 1982 وخروج قوات منظمة التحرير من لبنان فرضت على الفلسطينيين سياسة (إقبل وإلا) وشهدت اغتيالات لكادر قيادي في حركة فتح، وان اتفاقيات اوسلو فرضت عليهم سيادة مشروطة وان رئيس وزراء إسرائيل الأسبق اسحق رابين اخبر قيادة حركة شاس اليمينية انه سيطيل المفاوضات مع الفلسطينيين مدة خمسة عشر عاما وذلك لانجاز الطرق الالتفافية وتوسيع المستعمرات وتقسيم الضفة القريبة الى ثلاثة اجزاء وذلك لتفعيل تسوية استسلامية للفلسطينيين، مشيرا الى مستعمرة اريئيل وهي اكبر مستعمرة في سلفيت وخط عابر السامرة ومستعمرات غيلو وغوش عتصيون ومعاليه أدوميم حيث أصبحت القدس المحتلة محاطة بحزام من المستعمرات، متسائلا في ذات السياق هل القدس هي الحرم الشريف فقط؟

وقال المسؤول الفتحاوي ان الشارع الفلسطيني يشهد وعيا كبيرا نتيجة لانتقال الكادر والقيادة الى الداخل، الامر الذي ادى الى تطور الصراع، مشيرا إلى ان الانتفاضة الاولى ابطلت مفعول الاحتلال وان مجيء الكادر الفتحاوي جدد الانتفاضة، مستغلا ممارسات قوات الاحتلال القمعية، حيث انه لو كانت هناك تسوية عادلة لما اندلعت الانتفاضة الثانية.

وقال: ان هناك دمجا عمليا على الارض نتيجة امتزاج الخبرة لكادر الداخل والخارج وان هذا الدمج سبب التعارض مع السلطة في مجال المفاوضات وذلك لان اتفاقيات اوسلو كبلت السلطة باتفاقيات امنية منعتها حتى من ملاحقة المتعاونين مع قوات الاحتلال، موضحا في ذات السياق ان فتح دمجت نفسها ايضا مع جميع القوى الوطنية والاسلامية وان انتفاضة الاقصى زادت من ألق الحركة، الامر الذي دعا القيادات العسكرية والاستخبارية الاسرائيلية الى اتهامها بانها متورطة في قتل اسرائيليين وبناء عليه اغتال الإسرائيليون عددا من كوادرها المكشوفين. واتهم ابو مجاهد حركة السلام الاسرائيلية وجميع القيادات بدءاً من رابين وانتهاء بإيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بانهم اخلوا هم انفسهم بالاتفاقيات ايضا وقاموا باغتيال الفلسطينيين من خلال الوحدات الخاصة كدوف دوفان وسييرت متكال والوحدة 504، كما انهم نفذوا سياسة قلع الاشجار وتجريف الاراضي والتجويع وحرمان العمال الفلسطينيين من العمل داخل إسرائيل، محذرا من ان ذلك سينذر بثورة الجياع.