موسى أكثر الوزراء المصريين شعبية ورشحته التكهنات نائبا للرئيس وخاطبته أولبرايت بلقب رئيس الوزراء

TT

بفضل شخصيته الكاريزمية وتصريحاته النارية تمكن عمرو موسى وزير الخارجية المصري من ان يحجز لنفسه مكانا أساسيا في حوارات رجل الشارع العادي في مصر الذي بهرته قدرة كبير الدبلوماسية المصرية على مقارعة عتاة الساسة الاسرائيليين وصدهم في معظم الحوارات أو الملاسنات التي كان موسى طرفا فيها.

عشر سنوات مرت منذ تولي موسى حقيبة الخارجية عام 1991 أحدث خلالها نقلة نوعية ومهمة في اسلوب العمل وطبيعته بحيث فتح الأبواب أمام مختلف الفعاليات السياسية والحزبية والمراكز البحثية الوطنية للمشاركة في مناقشة وصناعة السياسة الخارجية لمصر. وهكذا دشن موسى سياسته لتقريب المسافات بين الرأي العام المصري، خاصة طبقته المثقفة، وبين أدق التفاصيل الخاصة بعلاقات مصر الخارجية. وتحول موسى مع صدور الوقت الى نجم اعلامي تحاصره عدسات المصورين واسئلة الصحافيين في حله وترحاله بحثا عن تصريح ملتهب قد يثير أزمة مع اسرائيل أو يهدأ من خواطر احدى الدول الصديقة.

وما زال البعض يتذكر تصريحه الناري الذي أطلقه ضد تهديدات لوحت بها حكومة اسحاق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق لمعاقبة مصر ضمن تقرير مطول نشرته آنذاك الصحف الاسرائيلية ويشمل احتمال لجوء اسرائيل الى قطع مياه نهر النيل عن المصريين ضمن سلسلة عقوبات أخرى.

يومها قال موسى للصحافيين «ببساطة ـ وتعليقا على هذا التقرير ـ لقد قرأته وألقيت به في سلة المهملات».

واشتعلت حملة الدعاية الاسرائيلية الموجهة ضد موسى الى درجة أن رابين تحدث عن رياح سامة تهب من الخارجية المصرية، ولم تكن هذه هي المرة التي يدخل فيها موسى في جدل صحافي مع المسؤولين الاسرائيليين، حيث سبق له أن رد بعنف على شمعون بيريس وزير الخارجية الأسبق خلال مؤتمر تحدث بيريس عن قصر الديمقراطية الاسرائيلية المقام وسط أكواخ الدول العربية.

وخلال العام المنصرم منح موسى الدولة العبرية شهادة ميلاد بعمر خمسين عاما فقط وذلك في معرض رده على حوار مشترك مع شلومي بن عامي وزير الخارجية الاسرائيلي بعدما سعى للنيل من تاريخ الاهرامات في مصر. مثل هذه التصريحات وغيرها منحت موسى شعبية وجماهيرية أهلته ليصبح ومن دون منازع أكثر الوزراء المصريين حظوة لدى الرأى العام المــــــصري على مدى السنوات العشر الماضية، وليصــــبح شــــعارهم ضد التطبـــــيع مع اســـــرائيل، ولم يكن غريبا في هذا الاطار ان يرشحه البعض لمنصب نائب رئـــيس الجمهــورية ـ الشـــاغر ـ انطلاقا من هذه العوامل.

وأخيرا فاجأ المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الجميع بوضع اسم موسى في ألبوم غنائي ضرب الرقم القياسي في المبيعات حمل في طياته كلمات «باحب عمرو موسى وبأكره اسرائيل».

وموسى وهو يدخل عامه الخامس والستين تم اختياره لمنصب الأمين العام للجامعة العربية بعد جدل حول خلافة الدكتور عصمت عبد المجيد، وبدا انه على اعتاب مرحلة جيدة من حياته السياسية والدبلوماسية يتطلع اليها معظم المراقبين بتفاؤل مبعثه الخلفيات التي يتمتع بها والثقة التي ولدتها تصاريف الايام في مواقفه وتصريحاته، وربما كانت النبوءة الخاطئة التي اطلقتها العام الماضي في منتجع شرم الشيخ الساحلي مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية ـ السابقة ـ بمخاطبتها موسى بـ«رئيس الوزراء» هي النبوءة الواحدة التي لم تتحق لموسى حديثا ولكن تلك قصة أخرى.