واصلت الشرطة البريطانية التي تحقق في نشاطات اصولية متطرفة حملة مداهمات في لندن ادت الى اعتقال اصولي سادس، صباح امس، بتهمة انتهاك قوانين مكافحة الارهاب. ورفضت متحدثة باسم شرطة اسكوتلنديارد في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» الكشف عن المضبطات التي تمت مصادرتها في اعقاب عمليات التفتيش التي تعرضت لها منازل المتهمين. واضافت المتحدثة ان الشخص السادس الذي جرى اعتقاله في الحادية عشرة والربع من صباح امس بشرق لندن جزائري الجنسية، وبيلغ من العمر الرابعة والثلاثين. وأدت عملية «اودين» التي شنها ضباط الفرع الخاص التابع لاسكوتلنديارد مع اجهزة المخابرات البريطانية الى احتجاز ستة من الاصوليين احدهم اردني وخمسة جزائريين، بينهم الاصولي الفلسطيني عمر محمود ابو عمر (ابو قتادة) اللاجئ السياسي في بريطانيا والصادر ضده حكم غيابي بالسجن 15 عاماً اشغالاً شاقة في قضية منظمة «القاعدة» في الاردن. واضافت المتحدثة انه اذا لم يتم توجيه الاتهام الى الاشخاص المحتجزين اليوم، فانه من الممكن تمديد احتجازهم طبقا لقوانين مكافحة الارهاب بعد استئذان وزير الداخلية البريطاني. وقالت ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» ان الاصوليين المحتجزين ستجري محاكمتهم طبقا لقانون مكافحة الارهاب القديم، وليس طبقا لبنود القانون الجديد الذي يدخل الى حيز التنفيذ الاثنين المقبل. وتوقعت مصادر الاصوليين في لندن الافراج عن ابو قتادة اليوم من مركز شرطة بادنجتون جرين بوسط لندن لعدم عثور الشرطة على شيء يدينه بعد تفتيش منزله.
وفي عمان رجحت مصادر قضائية اردنية ان تجري محاكمة ابو قتادة فى بريطانيا وذلك بسبب القانون البريطانى الذى لا يسمح بتسليمه للأردن حيث يتمتع بحق اللجوء السياسى في بريطانيا. وقالت المصادر امس ان ابو قتادة صادر ضده حكم غيابي بالاشغال الشاقة لمدة 15 سنة، كما وجهت له عدة تهم منها السعي لتنفيذ عمليات ضد اليهود ومصالح اميركية في الاردن وحيازة سلاح ومتفجرات اضافة الى التآمر للقيام بأعمال مسلحة والانتساب لتنظيم «القاعدة» الذي يترأسه بن لادن الذي تتلاحقه واشنطن بتهمة تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام في اغسطس (آب) 1998. وضم تنظيم «القاعدة» الذي حوكم اعضاؤه في الاردن اربعة عشر شخصا من اتباع بن لادن، بينهم اثنا عشر اردنيا وعراقي وجزائري القي القبض عليهم في ديسمبر (كانون الأول) 1999، للاشتباه في تخطيطهم لتنفيذ هجمات ضد مواقع سياحية اردنية خلال الاحتفالات بالالفية الثالثة، وصدر في هذه القضية الحكم باعدام ستة متهمين منهم خضر ابو هوشر واسامة سمار وخالد مغامس وابراهيم ابو حليوة ومنير مقداح ورائد حجازي.
ويعتبر ابو قتادة احد منظري «الفكر السلفي الجهادي» في بريطانيا، وكان قد عرف في الاردن بأنه من ضمن جماعة «التبليغ والدعوة»، وحكم عليه منذ عامين بالسجن المؤبد الغيابي، لتورطه في الانضمام الى ما يسمى بمجموعة «الاصلاح والتحدي»، وكان قد سافر الى باكستان قبل قدومه الى بريطانيا. ويتذكر ابناء الجالية الاسلامية في لندن ابو قتادة باعتباره ابرز مناصري مؤتمرات «نصرة مسلمي الشيشان»، وتظاهرات الاصوليين في لندن للافراج عن عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» المصرية، الصادر ضده حكم بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك.