الحريري: لبنان وسورية لن يسمحا لشارون باستفزازهما وندعو واشنطن إلى سياسة متوازنة بين العرب وإسرائيل

TT

وميشال أبو نجم اتهم رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري اسرائيل بمحاولة اقحام لبنان في كل ما يحصل في داخلها، وأكد ان لبنان لن يسمح لها بأن تستفزه وهو لن يستفز احداً، لأنه وسورية يبحثان عن الاستقرار والأمن وعن السلام وليس الحرب. ودعا الولايات المتحدة بادارتها الجديدة الى اعتماد «سياسة متوازنة ومتساوية» ازاء العرب واسرائيل لأن من شأن هذه السياسة ان توصل الى حل سلمي سريع جداً.

واختتم الرئيس الحريري امس زيارته الرسمية لباريس بزرع ارزتين في غابة قصر فرساي على ان يغادر العاصمة الفرنسية في وقت لاحق اليوم بعد عقده مجموعة من اللقاءات الخاصة وغير الرسمية.

وسئل الحريري هل يتوقع معاودة المفاوضات السلمية في الشرق الأوسط في ضوء دورة العنف المستمرة، ومنها حادثة الباص الأخيرة في اسرائيل فأجاب: «ان دوامة العنف والقتل التي تقوم بها مجموعات اسرائيلية، او الكيان الاسرائيلي تشكل خطراً على الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ولذلك نقول دائماً ان الحل في المنطقة ليس عسكرياً، واذا كانت اسرائيل تريد ان تثبت قوتها فنحن نعرف ذلك، لديها الوسائل والطرق لاغتيال المدنيين، لكن لا ادري ماذا تريد اسرائيل ان تثبت من كل هذا، فميزان القوى واضح وليس هناك توازن».

وقيل للحريري ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك يقول ان الأمن في منطقة الشرق الأوسط يمر عبر عملية السلام فهل توافقه هذا الرأي؟ فأجاب: «بالتأكيد، لقد التقيت امس الرئيس شيراك ورئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان، وهناك توافق ونحن نعتقد ايضاً ان الحل الوحيد للاستقرار في المنطقة هو متابعة المفاوضات ومسيرة السلام لأن القوة لن تحل المشاكل، الحل الوحيد هو متابعة المفاوضات حتى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي واحترام قرارات الشرعية الدولية».

وسئل الحريري: هناك شعور بأنك تنتظر تشكيل الحكومة الاسرائيلية من جهة ومن جهة ثانية تنتظر مبادرة اسرائيلية او غيرها من المبادرات، فلماذا لا تقوم بأي مبادرة شخصية. فأجاب: «لدينا ذكريات جميلة جداً مع شارون، نحن لسنا متفائلين ولكننا لن نحكم عليه مسبقاً، لسنا متفائلين بوجوده، ولا نريد القول ان الباب اصبح مقفلاً أمام السلام لأن شارون أصبح رئيساً لحكومة اسرائيل. ونكرر اننا نعرف جيداً ماضي شارون والجميع يعرف ماضيه، واللبنانيون خصوصاً. ستبقى مجزرة صبرا وشاتيلا في ذاكرتنا وفي ذاكرة العالم اجمع، ولكن نحن نقول: اننا فعلاً جاهزون اذا كانت اسرائيل تريد احترام قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي. هل انا فعلاً متفائل؟ ليس كثيراً، لأنني أعرف ماضي شارون. ولكننا سنعطي دائماً للسلام فرصة».

وسئل الحريري كيف تحدد اتجاهات الاستقرار مع بلد صديق وهو سورية في مقابل بلد على اهبة الاستعداد دائماً للحرب وهو اسرائيل ووجود «حزب الله» الذي يحاول دائماً توسيع نفوذه خاصة بعد قيام اسرائيل باغتيال احد حراس ياسر عرفات التي تدعي اسرائيل انه احد عملاء «حزب الله»؟ فأجاب: «لقد لاحظت في الاعلام الاسرائيلي ان اسرائيل تحاول اقحام لبنان في كل ما يحصل في اسرائيل وهذا ليس صحيحاً على الاطلاق. لا علاقة للبنان بأي شيء يحصل داخل اسرائيل، اسرائيل تحاول ان تقول انه ليس من مشاكل بينها وبين الفلسطينيين، هل هذا معقول؟ هناك مشاكل في العمق بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وليسوا في حاجة لحزب الله كي يشنوا هجمات وغيرها. لكن الاسرائيليين يحاولون الايحاء بأنهم لم يغتالوا فلسطينياً عادياً بل شخصية مرتبطة بـ«حزب الله» اللبناني لزج لبنان، والقول ان الضحية ليست فلسطينية بحتة بل عضو في «حزب الله» وهذا ليس صحيحاً على الاطلاق».

وسئل الحريري هل هناك خطر من حصول ضربة اسرائيلية جديدة ضد لبنان؟ فأجاب: «منذ وصول شارون الى السلطة أقول اننا لن نستفز احداً، وهذا مؤكد ولن نخضع للاستفزاز وأي حادث يحصل في المنطقة فنحن على اتصال مباشر مع اصدقائنا في العالم اجمع وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة والدول العربية جميعاً لنشرح ان اسرائيل هي من يحاول الاستفزاز، هي من تقوم بهذه الأعمال، لكن من جهتنا فان سياستنا بالاتفاق مع اخواننا السوريين واضحة جداً، انه لن تكون هناك استفزازات ونحن نبحث عن الاستقرار والأمن ونبحث عن السلام وليس الحرب، وتاريخنا معروف جداً كما هو تاريخ شارون معروف».

وعن امكانية نشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية للبنان قال الحريري: «حتى الآن لم تطبق اسرائيل القرار 425 على رغم اعترافنا بأن اسرائيل انسحبت من معظم الأراضي اللبنانية المحتلة وهذه حقيقة، والوضع هناك تحسن كثيراً بسبب انسحاب الجنود الاسرائيليين من أراضينا والآن يرى الجنود الاسرائيليون وأنصار حزب الله بعضهم بعضاً بالعين المجردة وعن كثب من دون حصول حوداث واستفزازات تذكر. ولم يكن الوضع كذلك قبل انسحاب اسرائيل. ارسال الجيش اللبناني او عدم ارساله الى الحدود ليس المسألة، المسألة هي كيف نتوصل الى استقرار في المنطقة وهذا هو الوهم». وتساءل الرئيس الحريري قائلاً: «هل تعتقد اننا اذا ارسلنا الجيش اللبناني الى هناك سيكون هناك استقرار وأمن في المنطقة، هذه هي المسألة. لا يمكن ضمان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة من دون حصول اتفاق سلام. وللتوصل الى اتفاق سلام على اسرائيل ان تفهم لمرة واحدة ان عليها ان تحترم الشرعية الدولية وتطبق مقررات الأمم المتحدة».

وسئل الحريري كيف يرى تعاطي الادارة الأميركية الجديدة مع عملية السلام وقدرتها على ممارسة الضغط على حكومة اسرائيل؟ ولماذا استثنى وزير الخارجية الأميركية كولن باول لبنان من جولته الشرق اوسطية؟ فأجاب: «حتى الآن لم يقل الوزير باول انه لا يريد المجيء الى لبنان. أما في شأن الادارة الجديدة فمنها، كما من جميع الادارات الأميركية، نطلب ببساطة شيئاً واحداً، ان تعتمد سياسة متوازنة ومتساوية بين الجانبين العربي والاسرائيلي. لا نطلب أكثر من ذلك، نحن نعرف ان الأميركيين مرتبطون جداً باسرائيل وكل ما نطلبه من الأميركيين ان يكونوا نزيهين ويعتمدوا سياسة متوازنة بيننا وبين الاسرائيليين، واذا قاموا بذلك اعتقد اننا سنتوصل الى حل سريع جداً».

وعن العملية الفلسطينية التي حصلت في الجنوب منذ بضعة أسابيع او هل ستدفع لبنان الى ارسال الجيش الى المنطقة، قال الحريري: «لقد أدنت هذه المحاولة وما حصل كان حادثاً وقد ادانه الجميع، رئىس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس مجلس الوزراء وجميع الأطراف السياسية في البلاد. ليس هناك أي مشكلة من جانبنا وتبقى المشكلة دائماً على الجانب الآخر من الحدود داخل اسرائيل.

وعن قرار مجلس الأمن الدولي بتخفيض عديد قوات الطوارئ في جنوب لبنان قال الحريري «بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان زادت الأمم المتحدة عديد قوات الطوارئ الدولية وهم يعودون الآن الى العدد السابق، أي 4500 جندي، ليس هناك من برنامج لخفض عدد قوات الطوارئ الدولية. ولقد سمعت في الأمس من الرئيس شيراك ان فرنسا ستحافظ على كتيبتها ضمن قوات الطوارئ الدولية الموجودة في جنوب لبنان».