بي نظير بوتو: أطمح في العودة إلى باكستان وتولي رئاسة الحكومة لمرة ثالثة

* تجربتي خلال رئاستي الأولى كانت قليلة لكنني الآن صرت أكثر خبرة * الإطاحة بي أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية وغياب الديمقراطية

TT

* زوجي اعتقل لاختلاف القوانين بين باكستان والدول الأخرى

* أجد صعوبة قصوى في الحديث عن زوجي لأن ذلك يجعل دموعي تنهمر

* نريد مفاوضات مع الهند شبيهة بالمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين

* الشيخ زايد رحب بي وقال لي «أنت مثل ابنتي»، لكنه طلب مني عدم مزاولة أي نشاط سياسي

* لست متعصبة ولا أصولية لكنني ورعة وأتمتع بإيمان قوي واشنطن: دافني باراك بينما كانت تتحدث أمام حشد من ذوي النفوذ في واشنطن، بدا على بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة التأثر فلوحت لهم بيديها حتى كادت تكسر زجاج مرآة كانت خلفها، فصرخت حينها خائفة «يا الهي، إن كسر زجاج مرآة سيجلب لي سوء الحظ لسبعة أعوام، وأنا لا أستطيع الاستمرار في المزيد من سوء الحظ».

كانت بوتو تتحدث خلال مأدبة غداء أقامتها على شرفها في منزلها إيستر كوبرسميث، التي تعتبر أهم شخصية نسائية في الحزب الديمقراطي الأميركي وكان سبق لها أن استضافت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والملكة رانيا قرينة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وقد ارتدت إيستر خلال المأبدة ملابس تحمل ألوان العلم الباكستاني، الأخضر والأبيض، وحرصت على أن تبدو ألوان كل شيء أثناء الحدث، بما فيها الزهور وأقمشة مائدة الطعام، متناسقة، الأمر الذي وضع الزعيمة الباكستانية التي تعيش في المنفى في موقف حرج لأنها كانت ترتدي ملابس زرقاء اللون.

بي نظير بوتو، ذات الـ 48 سنة، لا تزال تحتفظ بجمالها الأخاذ. ورغم أن الحياة لم تعاملها بلطف خلال السنوات الأخيرة (حيث تعاني من بقاء زوجها في السجن، وتواجه تهما بالفساد، وتعيش في المنفى) فإنها ما زالت تأمل في تحقيق مطمح واحد، هو العودة .. العودة إلى بلدها، وإلى موقعها القيادي. وتقول إن عودتها هذه المرة ستكون أفضل، لأنها استفادت من أخطائها العديدة، وكما همست تحدثني عندما ودعتها «فإن الحياة لا بد أن تبتسم». وفي ما يلي نص الحديث الذي أجريناه معها:

* نحن هنا مدعوون إلى هذه المأدبة التي أقيمت على شرفك في العاصمة الأميركية .. ماذا جئت تفعلين في واشنطن؟

ـ جئت إلى واشنطن للقاء أصدقاء أعرفهم منذ زمن، وللتعرف على أصدقاء جدد. إن إيستر صديقة عزيزة أعرفها منذ وقت طويل، وقد تلطفت بدعوتي لهذه المأدبة. كما أنني أتيت للقيام ببعض المهام. فمنطقة جنوب شرق آسيا تمر بظروف صعبة، وأنا آمل في التمكن من إقناع الإدارة الجديدة في واشنطن بأن تهتم بتلك المنطقة لكي يعود ذلك بالفائدة على شعبي.

* أنت في المنفى منذ بضعة أعوام. أين تعيشين هذه الأيام؟

ـ أعيش في دبي، لكنني أسافر كثيرا. وهكذا أبدو كالغجر المتنقلين. أزور واشنطن ولندن من وقت لآخر لإلقاء المحاضرات. كما أنني أزاول النشاط السياسي وأهتم بعائلتي، حيث لدي ثلاثة أطفال.

* ماهي أعمارهم؟

ـ ابنتي ستبلغ الثامنة قريباً. وأكبرهم يبلغ الثانية عشرة. وهكذا فإن عمر أطفالي الثلاثة بين الثامنة والاثنتي عشرة. وتربيتهم ليست دائما هينة، لأن زوجي في السجن.

* إذاً، فأنت أم بلا زوج.

ـ إلى حد ما، يبدو الأمر كذلك. فقد اعتقلوا زوجي ذات ليلة وتمت الإطاحة بي.

السياسة والسجن

* هل فوجئت عندما اعتقل؟

ـ لقد اعتقل منذ أن أطيح بي. وتوقعت حدوث ذلك، لأنني كنت أدرك أن الإطاحة بي ستعقبها قائمة من الأعمال التي تندرج ضمن الأخذ بالثأر. وهذه ظاهرة مؤسفة تحدث في جنوب آسيا. لقد قابلت سيدة بنغلاديش الأولى السابقة، وقالت لي إن زوجها هو الآخر في السجن. وهكذا فإما أن تكون في الرئاسة أو في السجن. إننا بحاجة إلى المصالحة في بلداننا بجنوب آسيا وفي كامل أنحاء المنطقة.

* كنت أفكر برئيسة وزراء أخرى، أجريت مقابلة معها في نفس الفترة التي التقيت بك خلالها للمرة الأولى. إنها تانسو تشيلر رئيسة وزراء تركيا السابقة، وفي الوضع المشابه الذي تعرضت له أنت، فما أن تركت هي الأخرى السلطة حتى بدأت تتعرض لتهم تتعلق بالفساد.

ـ أجل، أنت على حق. في الواقع عندما مررت بكل تلك المشاكل، وتعرضت للمحاكمة أمام محكمة باكستانية، عرض أربعة من أنصاري نص الحكم على اثنين من قضاة المحكمة العليا في أميركا. وقد أصدر القاضيان بيانا ذكرا فيه أنه لا يمكن إدانتي أمام محكمة أميركية. وهكذا فقد ساعدني التأييد الذي حظيت به من محكمين مستقلين، لكنني أرغب في العدالة ببلدي. ويبدو الأمر شاقا لأنني سأخسر الكثير لو واصلت معركتي السياسية. ومع ذلك فمكانتي القيادية في باكستان تغيرت كثيرا، وأعتقد أن هذا التغيير سيكون ذا حجم أكبر في المستقبل. وهكذا فأنا مستمرة في الطريق رغم أنني ارتكبت أخطاء. أعترف بذلك، لكنني دفعت الثمن.

* ما هي في اعتقادك بعض أكبر أخطائك؟

ـ عدم تمكني من التعامل مع قضايا الأمن في المنطقة. فعلاقتنا مع الهند، على سبيل المثال، والتي ما زالت تمثل مشكلة، كان يمكن أن تكون أفضل. والآن تمكن حزبي (حزب العمل) من وضع سياسة محددة للغاية بشأن علاقاتنا مع الهند. لقد طرحنا الرغبة في المفاوضات. ونحن ندرك أن حل قضايا النزاع ليس هينا، لكننا نريد السيطرة على النزاع. نريد أن نحقق قفزة في منطقة الشرق الأوسط مع الأردن وإسرائيل وفلسطين. لقد بدأوا بفتح أبوابهم أمام بعضهم البعض. ويبدو أنهم تركوا قضية القدس الشرقية للمفاوضات النهائية. أعرف أن ذلك طريق شاق، لكن مع ذلك فإن ما نحتاجه هو أن نبدأ المشوار. وهكذا، بالنسبة لنا، نحتاج لوضع ما يسمى بحل مشكلة شرق كشمير (جانبا) كما هو شأن القدس الشرقية. لنترك أمر هذه القضية، ولنفتح حدودنا أمام بعضنا البعض. لنسيطر على عقليتنا العسكرية، ولنلتق ببعضنا البعض ونسافر معا وتحلق طائراتنا فوق أجواء بعضنا البعض، ونصبح أصدقاء.

* هل تشعرين بأنك لم تول هذه المسألة الاهتمام الصحيح، أم أنك كنت ببساطة لا تتمتعين بالخبرة؟

ـ لقد توليت رئاسة الحكومة لمرتين. في المرة الأولى تخلصوا مني عن طريق الجيش لأنهم اعتقدوا بأنني توصلت لحل هو لصالح الهند، واعتقدوا بأني وقعت على الاتفاقيات المتعلقة بعدم الهجوم على المنشآت غير النووية في جنوب آسيا. ولذلك اعتقدت بأن سياستي لم ترق لهم. وخلال رئاستي الثانية قلت لندعهم يتحملون مسؤولية السياسة الخارجية وسأكون أنا عمدة باكستان. سأتعامل مع قضايا الفقر وأساعد الفقراء والمحتاجين. لكنهم مع ذلك تخلصوا مني مرة أخرى. والآن يبدو أن بعضهم تعرف علي بشكل أفضل كما أنني أيضاً تعرفت عليهم، وبدأت أتعرف على كيفية إدارة الحكومة. أنت محقة في قولك أنني لم أكن أتمتع بالخبرة على الإطلاق خلال فترة رئاستي الأولى. وخلال الفترة الثانية تخليت عن مسؤولياتي. وهذه المرة، أعتقد بأنني سأكون أكثر خبرة.

* إذاً، أنت تأملين في السعي لفترة ثالثة؟

ـ أجل، آمل وبشكل كبير أن أسعى لفترة ثالثة.

* هل توجد أمامك فرصة؟ وهل هناك انتخابات منتظرة؟

ـ حسنا، يرغب بعض المنافسين لي في أن يلقي بي الجيش بعيدا عن الساحة السياسية، لكننا نقول للجيش «إنكم بحاجة إلى استراتيجية متعلقة بخروجكم من السلطة أيضا، فالبلاد بحاجة إلى الديمقراطية». وإذا ما حدثت مواجهة بين الجيش والقوى السياسية الكبرى في البلاد، سيكون هناك المزيد من المشاكل، وهكذا دعونا جميعا نكون عقلاء. دعونا نجلس حول المائدة ونقرر في ما بيننا ما يمكننا عمله لمصلحة باكستان. جميعنا يوافق على أن الديمقراطية جيدة. وجميعنا يوافق على أن الجيش لم يتمكن من التعامل مع المشاكل. وهناك العديد من المشاكل. فبعد خروجي من السلطة، وصل أسامة بن لادن إلى أفغانستان. وعندما كنت رئيسة للوزراء، لم تكن العلاقات مع الهند جيدة، لكننا لم نصل إلى حد الحرب، لم تكن لدينا اختبارات نووية. وهكذا فالقضية الأمنية تدهورت بالفعل. ما أطرحه هو أنه منذ التخلص من الديمقراطية، تدهورت أوضاع الأمن، الأمر الذي يدفعنا للعودة إلى الديمقراطية. فالديمقراطية هي مفتاح التعامل مع قضايا الأمن الإقليمي. إنني واثقة من أنه مع تمتع زعيم ذي شعبية بتأييد الجماهير وتمتعه بخبرة في التعامل مع الجيش، فإنني أستطيع التعامل مع هذه القضايا.

الحديث عن زوجي

* زوجك في السجن، وأنت في المنفى. كيف تتواصلان؟

ـ هل تعلمين بأني أجد صعوبة قصوى في الحديث عن زوجي، لأن ذلك يجعل الدموع تتساقط من عيني. فأنا لم أشاهده منذ وقت طويل.

* كم عدد السنين التي فرقت بينكما؟

ـ في أبريل (نيسان) المقبل سيكون قد مضى على فراقنا عامان. أطفالي لم يلتقوا بأبيهم الذي يقبع في السجن منذ خمسة أعوام. وحتى لو شعر البعض بأنه مذنب، فإنه قد دفع الثمن. وعندما يدفع الإنسان الثمن، يجب أن يطلق سراحه.

* هل تعتقدين بأنه مذنب؟

ـ كلا. لا أعتقد أنه مذنب لتجاوزه القانون. دعيني أشرح الأمر بهذا الشكل: أعتقد أن القانون في باكستان مختلف عن القانون في دول أخرى. القانون الباكستاني يسمح بممارسات، تعتبر الآن خاطئة من الناحية الأخلاقية. أعتقد أننا بحاجة لتغيير قوانيننا لتكون مطابقة للقوانين الدولية. لقد زاول (زوجي) التجارة، لكنه زاولها بشكل قانوني. والأعمال التجارية القانونية في باكستان قد تعتبر غير ملائمة في الخارج نظرا لاختلاف طبيعة القانون.

* وهل أغمضت عينيك عنه لأنك كنت تحبينه؟

ـ لكنه لم يخرق القانون. لم يخرق القانون قط. كان رجل أعمال من قبل ولم يخرق القانون. لكنني أعتقد أنه ارتكب أخطاء. نحن جميعا بشر ونفعل ذلك. وواحد من الأخطاء التي ارتكبها هو أنه سمح للناس بمعرفة الكثير. وعندما تكون في السلطة، فإنه يمكن إساءة استخدام معرفة الكثير. كنت مذنبة عندما أغمضت عيني عن سوء الاستخدام الذي قد يكون ناتجا عن إطلاع البعض على معلومات كانت بحوزته، أو كانت لدى بعض أعضاء حكومتي. لكن كانت هناك مواصفات مختلفة، والآن أدرك بأن الجيل الجديد والمجتمع الدولي الجديد لديه مواصفات مختلفة، وإن علينا التجاوب مع تلك المواصفات الأخلاقية العالية. إن الحديث عنه أمر شاق جدا. إنني بالفعل أفتقده.

* لا أستطيع المضي في المقابلة ما لم أسألك عن حساباتك المصرفية في سويسرا؟

ـ حسنا، لقد دار الكثير حول هذه الحسابات السويسرية. وأنا مسرورة للغاية لاستمرار التحقيق. تلك الحسابات ليست لي. وأنا متأكدة أنك تتمنين أنها لك (وابتسمنا معا). الحسابات التي تم تجميدها في جنيف لا علاقة لي بها. وهناك تحقيقات تجري بناء على طلب باكستاني، وتلك التحقيقات متواصلة. وأنا مسرورة للغاية لاستمرار التحقيق لأنني لم أرتكب خطأ. أشعر بالحزن الشديد لأن حكومتي وجهت تهما باطلة لتضليل السلطات السويسرية. فعلى سبيل المثال قالوا إنني كنت وزيرة للمالية، ومنحت عقدا لصالح زوجي. ومع ذلك لم يتقدموا بشاهد واحد. لم أكن وزيرة للمالية بل كنت رئيسة للوزراء. ولا يمكنهم تقديم شاهد واحد يقول عكس ذلك. لكن وبعيدا عن ذلك كله فأنا لست قلقة من أي تحقيق، لكنني غاضبة لأنني لم أجد طريقا إلى العدالة في بلادي. ليس خطأ أن يكون لديك حساب مصرفي. وتعلمين أن والدتي تعيش في سويسرا، تعيش منفية هناك، كلنا نعيش في المنفى، وجميعنا لدينا حسابات مصرفية. كما أن لدينا جميعا أصولاً، وهذه الأصول والحسابات المصرفية هي حسابات مصرفية قانونية وأصول قانونية. الناس أحرار في مزاولة التجارة طالما أنهم لم يسيئوا استخدام وظائفهم العامة. ولو كنت قد أسأت استخدام السلطة فإنه ليس من حقي تبؤ منصب عام، لكن لو لم أسئ استخدام السلطة فحينها يكون من الخطأ استغلال هذه الأصول واعتبارها دليلا على ارتكاب أعمال خاطئة.

أنا ضعيفة

* لا بد أنك إمرأة قوية جدا جدا. فقد كنت في السجن قبل أن تصبحي رئيسة للوزراء. والآن زوجك في السجن. كيف تقدرين على الاستمرار؟

ـ لست قوية، بل ضعيفة للغاية. تعلمين بأنني أشعر بالعاطفة تجاه أشياء. وأشعر بالجرح، كما أشعر بالإصابة. وأحيانا أرثي حالي لكوني ألوم نفسي كثيرا، لكنني أشعر بالتزام شديد جدا تجاه واجبي. لدي واجب تجاه شعبي وتجاه حزبي. وأشعر بأنني لا أستطيع التخلي عنهم. كما أنني أتمتع بإيمان قوي. لست متعصبة، ولست أصولية. إنني ورعة، وهذه مسألة بيني وبين الخالق الذي منحني القوة لكي أستمر، كما فتح أمامي أبواب مقابلة أناس رائعين منحوني القوة والغوث في أسوأ اللحظات.

* عندما كنت صغيرة، ماذا كنت تتمنين أن تصبحي؟

ـ كنت أريد أن أكون سفيرة في واشنطن وأن أقيم أكثر الحفلات روعة. وبدلا من إيستر (كوبرسميث) كان يمكن أن أقوم بمثل هذه الحفلة، لكن الحياة بدت مختلفة للغاية.

* كيف تخلدين للراحة؟ لا بد أنك تفعلين شيئا ما للمتعة.

ـ تعجبني القراءة. أحب أن أقرأ، وأواصل شراء الكتب. ولدي الكثير من الكتب التي لم أقرأها بعد. أنا أقرأ المذكرات وأقرأ كتب الجرائم الغامضة. أقرأ الكتب التي تشرح كيف يكون الإنسان شخصا أفضل، وكيف يخفف من وزنه رغم أنني لم أتمكن من السيطرة على وزني بنجاح.

* كلا، إنك تبدين رائعة.

ـ شكرا لك. إنها معجزة. أنا أحب القراءة. وتلك الوسيلة التي أرتاح فيها. كما أنني أحب قضاء الوقت مع أطفالي. ليس هناك شيء أفضل من أن يكون لديك أطفال حولك، وتذهبين معهم إلى المطاعم. إننا نحب أن نحتفل معاً، ونقرأ معاً، وأن نؤدي الواجبات المدرسية المنزلية معا.

* في دبي هناك أشياء جميلة. وحين يكون المرء منفيا أصلا، فإن وجود هذا المنفى بمكان جميل يساعد على التحمل.

ـ إنك على حق. أنا ممتنة جدا لأنني في دبي، وأن أطفالي معي. والدتي معي ولدينا طعامنا وملبسنا وملجؤنا، لكن في الوقت نفسه، فإنني افتقد بلدي وأود أن أعود إليه كما أود أن أساعد شعبي.

* عندما ذهبت إلى دبي، هل كان هناك أي تفاهم بشأن ما لا يفترض أن تفعليه .. وهل سمح لك بالتعبير عن رأيك السياسي؟

ـ كلا، فإنه غير مسموح لي بمزاولة أي نشاط سياسي، لكن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان ظل كريما جدا معي. عندما اعتقل زوجي وكنت حينها في باكستان وتعرضت للتهديد بالاعتقال وكنت قلقة على أطفالي وكانت والدتي مريضة، لذلك قررنا أنه من الأفضل أن نعيش في الخارج. ذهبت إلى فخامة الرئيس وقال لي بلطف شديد «أنتِ موضع ترحيبنا. وأنت مثل ابنتي. بإمكانك العيش هنا، لكن إذا كنت تعيشين هنا فإنك ضيفة عندنا، ونحن لدينا علاقات خاصة مع باكستان، ولذلك فلا نريد منك أي نشاط سياسي». وأنا بدوري أحترم ذلك وأحافظ على هدوئي، لكنني عندما أكون في واشنطن فإنني أشعر بالسعادة لأن لدي فرصة مزاولة النشاط السياسي. أسافر إلى النرويج وإلى بلجيكا ولندن. أتجول في أنحاء العالم حاملة رسالتي المتعلقة بأن الديمقراطية مهمة لباكستان وأن الديمقراطية يمكن أن تؤدي إلى سلام إقليمي وإلى استقرار، والديمقراطية هي التي ستساعدنا على مقاومة الإرهاب، الذي لا يخيف العالم (فقط)، بل يخيف شعبنا كذلك.

* عندما أجري مقابلتي القادمة معك، هل سألتقي مع رئيسة الوزراء بوتو؟

ـ قد تقابلينني كرئيسة وزراء وقد تقابلينني كمواطنة عادية، لكن، بغض النظر عن ذلك، فإنك ستقابلين شخصية تحب بلدها، وتحب السلام والحرية، وتؤمن بحرية التجارة. وبغض النظر عن كونها في السلطة أو خارجها فإنها ستكون صوت التحديث، في العالم الإسلامي الذي يعد جزءا مهما من عالم اليوم.

* لكنك تأملين في فترة ثالثة؟

ـ أجل.

* لاحظت دموعا خلال مقابلتنا. عدا موضوع زوجك، ما هو الشيء الذي يذرف دموعك؟

ـ خلال زيارتي إلى واشنطن، التقينا بالرئيس (الأميركي) الجديد جورج بوش. وقد كنت عملت بشكل جيد مع والده (الرئيس الأميركي الأسبق). وكنت أفكر كيف أنه يشعر بالفخر، وهو يرى نجله يخلفه. لقد قتل والدي لكنه سيكون فخورا جدا بي وأنا أقاوم من دون انكسار من أجل أن أصبح رئيسة للوزراء مرة أخرى.