نيويورك ـ وكالات الانباء: قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الرئيس جورج بوش لن يطلب من مجلس الشيوخ التصديق على معاهدة تنشئ اول محكمة جنائية دولية في العالم والتي وقعها سلفه بيل كلينتون. واضاف اثناء زيارة لمقر الامم المتحدة: «ان الولايات المتحدة وادارة بوش لا تؤيد المحكمة الجنائية الدولية.. الرئيس بيل كلينتون وقع المعاهدة، لكننا لا نعتزم احالتها الى مجلس الشيوخ للتصديق عليها».
وكان فريق بوش قد انتقد المعاهدة حتى قبل توليه السلطة ووصفها المتحدث باسمه اري فلايشر بانها معيبة في صورتها الحالية. وينادي بعض الجمهوريين بانه ينبغي لبوش ان يحاول الغاء توقيع كلينتون قائلين: «ان المعاهدة تنتهك سيادة الولايات المتحدة وقد تستخدم ضد جنود اميركيين في الخارج». ووقع كلينتون المعاهدة في الحادي والثلاثين من ديسمبر (كانون الاول) الماضي قبل ساعات من انتهاء مهلة لن يكون بامكان الدول بعدها توقيع الوثيقة بل سيتعين عليها ان تنتقل مباشرة الى التصديق عليها.
والمحكمة الجنائية الدولية التي تقوم على مبادئ محاكمات جرائم الحرب النازية التي عقدت في نهاية الحرب العالمية الثانية ستحاكم الافراد المتهمين بالابادة الجماعية وجرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان. ومن المتوقع ان يتم انشاء المحكمة التي تحظى بتأييد واسع من جميع الدول الغربية في لاهاي في غضون العامين القادمين بعد ان تصدق عليها الهيئات التشريعية في 60 دولة.
وصدقت 28 دولة على المعاهدة حتى الان بينما وقعتها 139 دولة اخرى وهو ما يشير في العادة الى نيتها التصديق عليها. وقال كلينتون عندما وقع المعاهدة انه فعل هذا «لاعادة تأكيد تأييدنا القوي للمساءلة الدولية وتقديم مرتكبي الابادة الجماعة وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية الى العدالة».
وقال مسؤولون اميركيون ان الرئيس السابق وضع توقيعه على المعاهدة وهو يعلم انها ليست وثيقة مثالية، وذلك حتى يتاح لواشنطن فرصة الاعراب عن مخاوفها بشأن المحكمة اثناء مناقشة الاجراءات الخاصة بها في المستقبل.