ادعاء نيويورك يتهم وديع الحاج بالحنث باليمين أمام هيئة المحلفين الكبرى

TT

واصل فريق الادعاء في محاكمة المتهمين بتفجير السفارتين الاميركيتين بتنزانيا وكينيا في نيويورك خطته لاثبات ان المتهم اللبناني وديع الحاج هو عضو في تنظيم القاعدة وانه على معرفة بقيادة التنظيم الذي يرأسه اسامة بن لادن.

وبعد ان قدم الادعاء شهوده الثلاثة: السوداني جمال احمد الفاضل والمصري عصام محمد الريدي وصهر ابو عبيدة البنشيري التنزاني آشيف محمد جمعة الذين تعرفوا على وديع الحاج في قاعة المحكمة، ادعى الريدي في شهادته ان الحاج كان الوسيط بينه وبين اسامة بن لادن لشراء طائرة من الولايات المتحدة لنقل صواريخ «ستينجر» من بيشاور بباكستان الى الخرطوم لحساب بن لادن. وذكر الشاهد الثالث ان وديع الحاج جاء الى تنزانيا للبحث عن جثة عادل حبيب المعروف بأبو عبيدة البنشيري الذي مات في حادثة غرق ببحيرة فيكتوريا عام 1996.

واتهم الادعاء وديع الحاج بالحنث باليمين امام هيئة المحلفين الكبرى عندما ادلى باعترافه في 24 سبتمبر (ايلول) عام 1997 امام المحكمة الفيدرالية بنيويورك. وقرأ الادعاء نص استجواب الحاج في جلسة اليوم السادس من محكمة المتهمين بتفجير سفارتي اميركا في دار السلام ونيروبي. وتملك هيئة المحلفين الكبرى الحق في توجيه تهمة القسم الكاذب التي تكون عقوبتها إما السجن لمدة خمس سنوات او غرامة قدرها 250 ألف دولار.

واعترف المتهم امام هيئة المحلفين الكبرى بأنه قد التقى محمد ابو حليمة وسيد نصير المتهم بقتل الحاخام مائير كاهانا والشيخ عمر عبد الرحمن في مسجد الفاروق ببروكلن عام 1989. وذكر ايضا انه التقى ابو حليمة وسيد نصير في مكتب الخدمة التابع لمكتب الخدمات الذي كان يديره الشيخ عبد الله عزام في باكستان ويموله اسامة بن لادن في الثمانينات لتجنيد المتطوعين في حركة المجاهدين الافغان. واعترف الحاج ان محمد ابو حليمة الذي ادين بمؤامرة تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993 قد طلب منه شراء مسدس من طراز (أي كي ـ 47) ومسدس من نوع سيمنيوف لاستخدامهما حسبما قال لتدريب المتطوعين للقتال في افغانستان ضد القوات السوفياتية. ويذكر الحاج انه كان يقيم آنذاك عام 1989 في ولاية تكساس وقام بالفعل بشراء ثلاثة مسدسات بعد ان دفع ابو حليمة 600 دولار اليه، وادعى ان ابو حليمة لم يأت على الاطلاق الى تكساس لاخذ المسدسات الثلاثة مما اضطره الى ان يبيعها لشخص آخر في الولاية نفسها.

وابلغ الحاج هيئة المحلفين الكبرى انه عرف عن طريق وسائل الاعلام ان ابو حليمة ادين بحادثة تفجير مركز التجارة العالمي مما دفع بقاضي المحكمة ليونارد ساند الى تذكير هيئة المحلفين بأن المتهمين الاربعة ليسوا متهمين بحادثة تفجير مركز التجارة العالمي.

وقال الحاج انه تعرف على اسامة بن لادن عام 1986 في بيشاور بباكستان حين كان يتردد على مكتب الخدمات الذي كان يديره الشيخ عبد الله عزام، وادعى ايضا انه عمل مع بن لادن في شركة (طابا) للاستثمارات التي يملكها الاخير في السودان، وقال انه عمل معه لمدة سنتين واكد في اعترافاته انه لم يلتحق بتنظيم القاعدة بالرغم من معرفته بالتنظيم الذي انشئ عام 1987 لتجنيد المتطوعين للقتال في افغانستان. وكان الحاج يدرك ان ابو حفص المصري وابو عبيدة البنشيري وابو هاجر العراقي والسعودي المديني الطيب كانوا اعضاء في التنظيم. ونفى الحاج في اعترافاته القيام باي عملية ذات صلة بشراء اسلحة لتنظيم القاعدة واكد انه لم يسمع بأي فتوى صادرة عن بن لادن اثناء العمل معه بقتل الاميركيين وقال انه لم يسمع بهذه الفتوى الا من خلال مقابلة تلفزيونية اجرتها شبكة «سي ان ان» مع اسامة بن لادن.

وذكر الحاج ان آخر مرة التقى فيها اسامة بن لادن كانت عام 1994. ويتذكر ان اسامة بن لادن اتصل به عام 1995 حين كان يقيم في نيروبي لشراء قطع غيار لجرارات من شركة في سلوفاكيا واكد انه قام بهذه المهمة وقام بن لادن بتحويل مبلغ الصفقة الى حسابه المسجل باسم وديع الحاج في بنك جيريكردت بفيينا والذي بقي مفتوحا حتى الادلاء بالاعترافات امام هيئة المحلفين الكبرى في الفترة ما بين عامي 1997 و1998.

واعترف الحاج بانه ذهب الى تنزانيا في صيف عام 1996 بعد موت ابو عبيدة البنشيري غير انه ابلغ هيئة المحلفين الكبرى بانه لم يذهب للبحث عن جثة البنشيري وانما ذهب للبحث عن جثة شخص يدعى عبد الحبيب وانه سمع عن موت البنشيري في حادثة غرق المركب في بحيرة فيكتوريا. وقال ان عبد الحبيب (عادل حبيب) هو شخص آخر كانت تربطه به علاقة عمل تجاري وانه تعرف عليه في نيروبي، ونفى ان عبد الحبيب هو البنشيري الذي التقاه في باكستان وفي السودان.

ويذكر الحاج ايضا انه التقى في تنزانيا بفضل هارون المتهم بتفجير السفارة الاميركية في دار السلام ونفى ايضا ان هارون كان يبحث عن جثة ابو عبيدة البنشيري.

ويعترف الحاج ان هارون هرب ملفات من كومبيوتره بعد ان قرر السعودي المديني الطيب التعاون مع السلطات في لندن وفي اميركا في الكشف عن تنظيم القاعدة. وادعى الحاج ان الملفات هربت بسبب سوء العلاقات آنذاك بين السودان وكينيا وقال انه لم يكن يريد ان تعرف السلطات الكينية انه كان يقيم في السودان قبل اقامته في نيروبي. وادعى ايضا ان الملفات كانت تحتوي على فواتير هاتف ورسائل اتصالات مع اشخاص يعملون في شركات بن لادن في الخرطوم مثل شركة الهجرة للمقاولات والبناء.

وذكر الحاج ان اخر مرة اتصل فيها باسامة بن لادن كانت عام 1997 عن طريق شخص يدعى ابو ابراهيم العراقي الذي كان يدير شركة الهجرة في الخرطوم وطلب منه التبرع لانشاء مؤسسة باسم «مالاريا كونترول بروجكت» في ارلنغتون بتكساس وقام الاخير بتحويل مبلغ قدره 10 آلاف دولار الى حساب وديع الحاج في فيينا.

ويواصل الادعاء قراءة نص اعترافات وديع الحاج في جلسة بعد غد لكي يبرهن ان اقوال المتهم تتناقض مع شهادة السوداني جمال احمد الفاضل والمصري عصام محمد الرضي والتنزاني آشيف احمد جمعة. ويواجه الحاج عقوبة السجن مدى الحياة في حالة اثبات التهمة ضده. ويسعى الادعاء الى تثبيت التهمة ضده على اساس انه كان عضوا فاعلا في تنظيم القاعدة وأنه على معرفة بكل نشاطات التنظيم وان علاقته لم تقتصر على كونه السكرتير الخاص لاسامة بن لادن وان علاقته به لم تكن علاقة عمل تجاري محض.