مجموعة «زئيفي» الإسرائيلية تحاول عرقلة دخول رؤوس أموال عربية في شركة طيران بلغارية

TT

وصف مصدر صحافي التوتر الذي بلغته العلاقات بين السلطات في صوفيا ومجموعة «زئيفي» الاسرائيلية التي اشترت 75 في المائة من اسهم الخطوط الجوية البلغارية «بلقان» بأنه نتيجة تخوف تلك الشركة من «رساميل عربية ترغب في امتلاك شركة الطيران» «خيموس اير»، وهي الثانية في البلاد.

واستند المصدر الى معلومات من وكالة التخصيص في صوفيا (الجهة المسؤولة عن بيع ممتلكات وشركات الدولة الى القطاع الخاص)، في قوله «ان الاسرائيلي جاد زئيفي صاحب المجموعة المذكورة، طلب من الحكومة البلغارية عدم السماح لرساميل عربية بالمشاركة في المناقصة المعلنة لتخصيص شركة «خيموس اير».

وكانت «زئيفي جروب» قد رفعت الاسبوع الحالي شكوى ضد بلغاريا امام هيئة التحكيم الدولية في باريس مطالبة الحكومة في صوفيا بتسديد غرامة قدرها 320 مليون دولار لأنها «لم تتقيد ببنود الصفقة»، علما بأن «زئيفي» دفعت الى الحكومة البلغارية قبل عام ونصف العام مبلغ 150 الف دولار فقط لقاء امتلاك 75% من اسهم «بلقان» شريطة الاستثمار وتطوير نشاطها. وبدلا عن ذلك فان «زئيفي» شرعت في بيع عقارات وممتلكات تابعة لـ«بلقان» لا سيما في عدد من العواصم العالمية، كما أنها باعت عددا من طائرات الشركة مع قطع غيارها، وان موارد تلك المبيعات ذهبت، وفقا لوسائل الاعلام البلغارية، الى حسابات جاد زئيفي نفسه بدلا من استثمارها في الشركة.

وفي هذا السياق تؤكد الصحافية البلغارية ستيلا نينكوفا ان زئيفي رفع دعواه ضد الحكومة البلغارية على الفور بعد أن اتضحت موافقة الجهات البلغارية المعنية على انضمام شركة «البانيان ايرلاينز» الى مناقصة شراء «خيموس اير» البلغارية للطيران، مما اثار غضب جاد زئيفي الذي يقول، ان اموالا كويتية هي التي تقف وراء الشركة الالبانية المذكورة اما مديرها فهو مواطن مصري.. وكانت «الشرق الأوسط» قد أشارت من قبل الى وجود طرف عربي يرغب في المشاركة في المناقصة. كما ان اوساطا بلغارية لمحت من جانبها الى ما وصفته بـ«التوازن» وبيع «خيموس اير» الى العرب بعد ان اشترى الاسرائيليون «بلقان». جدير بالذكر ان خشية جاد زئيفي من فوز «البانيان اير» بالمناقصة له ما يبرره، لان الجهات المنافسة الاخرى المشاركة في المناقصة هي شركات محلية تفتقر الى الرأسمال المطلوب.. ولكن بخلاف تقديرات المصدر الصحافي المذكور، التي نشرت آراءه الاسبوعية «168 ساعة» فان جاد زئيفي استغل مسالة تخصيص «خيموس اير» ليضع حدا لعلاقته بـ«بلقان» واعلان افلاسها بعد ان امتص منها قدر ما تمكن وكسب الملايين من الدولارات لقاء مبلغ 150 الف دولار فقط، وحسب نفس المصدر البلغاري واستنادا الى مصادر مخابراتية بلغارية فان مصارف ومجموعات شركات اسرائيلية اتخذت في السنوات الاخيرة، نظرا للاوضاع المتوفرة في الشرق الأوسط القرار بسحب من رساميلها من اسرائيل، وان الاحتمال الاول تركز على مصارف في سويسرا وقبرص لكن المبالغ الطائلة التي وجدت المصارف السويسرية نفسها مرغمة على دفعها الى ضحايا النازية اليهود جعلت من بيرن وزيوريخ مكانين غير مناسبين للاموال القادمة من اسرائيل في حين ان قبرص رغم انها صارت من الدول الاكثر احتمالا للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي فانها اخذت ولو ببطء في تسليط الضوء على سجلات الاموال والشركات مما دفع بهذه الشركات الاسرائيلية الى اختيار بلغاريا لاستيعاب جانب ملحوظ من الرساميل اليهودية، اولا لأن صوفيا كانت ولا تزال تبحث عن استثمارات خارجية، مهما كلف الامر، وثانيا لان ثلاثة على الاقل من اعضاء الحكومة اليمينية في صوفيا اوآخر التسعينات التي كانت ولا تزال برئاسة ايفان كوستوف، مرتبطون بصورة وثيقة بجهات استثمار في اسرائيل.

يذكر أن المصالح المالية الاسرائيلية لها حضور اليوم في بلغاريا، علاوة على «بلقان» ايضا في شبكة «موبيل تل» للهواتف النقالة وفي شركة تأمين «تي بي اي هولدينغ» كما انها تنظر الى معهد التأمين الحكومي (شركة تأمين عريقة في البلاد) هذا علاوة على صناديق تقاعد ومصانع في انحاء مختلفة من البلاد.

واخذت بعض المصادر تلمح مؤخرا الى ان مجموعات مالية يهودية كبيرة تسعى للاستثمار ايضا في محطات لتوليد الطاقة الحرارية والكهربائية عندما تقرر الجهات البلغارية المختصة بيعها الى القطاع الخاص. ويبدو ان السبب وراء ذلك يكمن في صفقات كبيرة تبرمها الحكومة البلغارية سنويا مع تركيا لبيعها التيار الكهربائي. وقد نوهت بعض المصادر بأن التيار الكهربائي المنتج في بلغاريا قد يصل الى الشرق الأوسط ليباع مستقبلا الى بعض اقطاره. واذا صح ذلك فان الامر سيكتسب اهميته السياسية الى جانب الاهمية الاقتصادية.