جدل في فرنسا بسبب كتاب عن «صناعة الهولوكوست»

TT

باريس ـ أ.ف.ب: أثار كتاب «صناعة الهولوكوست» جدلا واسعا فور طرحه في الاسواق في فرنسا الاسبوع الماضي. وراحت وسائل الاعلام تركز على ما يحتويه الكتاب، كونه يعري المنظمات الاميركية اليهودية ويتهمها بانها استغلت محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية. والكتاب لليهودي الاميركي نورمان فينكلشتاين، وهذا ما جعل الكتاب مهما لدى وسائل الاعلام، خاصة ان الكاتب هو من اعضاء تلك المنظمات التي استغلت القضية.

وكان هذا الكتاب قد نشر في يوليو (تموز) الماضي في الولايات المتحدة وبريطانيا ورغم ذلك حاولت وسائل الاعلام الاميركية تجاوز الكتاب لانه لا يخدم قضيتها، ثم الاسبوع الماضي في المانيا حيث اندلع جدل مع الطائفة اليهودية.

ويركز الكتاب الذي يقع في 160 صفحة على أن المنظمات اليهودية الاميركية بدءا من المؤتمر اليهودي العالمي، تستغل «معاناة اليهود» من ضحايا المحرقة النازية خلال الحرب. ويعتبر الكاتب أن صناعة حقيقية لهذه الذكرى قد نشأت منذ العام 1967 وأهدافها الرئيسية هي «ابتزاز المال من أوروبا» وتبرير سياسة إسرائيل «الاجرامية» تجاه الفلسطينيين باسم «وحدانية» الابادة اليهودية رغم ان ما يحدث للفلسطينيين في احيان كثيرة ابشع بكثير مما حدث لليهود ومع ذلك لا احد يتناول هذه التجاوزات اللاانسانية، ولم تطالب المنظمات بتعويضات لا على الارواح التي ماتت ولا على الاراضي التي اخذت بالقوة.

ويتهم فينكلشتاين هذه المنظمات بـ«الابتزاز» على حساب سويسرا والمانيا باسم «ضحايا الهولوكوست» الذين يشتكون من عملية جديدة لانتزاع الملكية. اما الرجل ـ الهدف الذي يعتبر رمز هذا النظام حسب الجامعي الاميركي فهو الحائز جائزة نوبل للسلام ايلي فيزل الذي يعقد مؤتمراته بـ«تعرفة عادية قدرها 25 الف دولار (زائد سيارة ليموزين مع السائق)». وأول من أمس الخميس كرست صحيفتا «ليبراسيون» و«لوموند» الفرنسيتان صفحتين كاملتين لهذا الكتاب ووجهتا نداء الى كبار المؤرخين للتعليق على الفكرة الواردة فيه.

وينتقد المؤرخ الفرنسي فيليب بوران (هتلر واليهود ـ 1989) ما يسميه «توثيق خفيف» بينما يرى المؤرخ الاميركي راول هيلبيرغ (تدمير يهود اوروبا ـ 1988) فيه «كتابا يذهب في الاتجاه الصحيح».